الوجع الفلسطينى المجبول بالمآسى والأحزان لا ينتهى , كتب على الفلسطينيين التهجير والتشريد والشتات أينما حلوا , من شتات إلى شتات , ومن مخيم إلى مخيم , تتلاقى المآسى وتختلف التفاصيل والأحداث , لكن النهاية واحدة تشرد وتهجير ونزوح قسرى لا ناقة لهم فيها ولاجمل , لم يكن الفلسطينيون يوما أصحاب قرار الرحيل والتشرد , مثما لم يكونوا أصحاب قرار اللجوء أوالهجرة , وقبل أن يسكنوا المخيمات وتصبح مأواهم وملجأهم تسكنهم المخاوف والهواجس من تهجير ونزوح جديد , يدفعون ثمن الصراعات السياسية والحزبية مقدما .. " مخيم اليرموك" قصة جديدة فى ملف الشتات واللجوء الفلسطينى , فمنذ الأحداث التى عصفت باستقرار سوريا والمخيم كغيره من مدن وقرى سورية يتهدده الاستقرار ويحيق به الأخطار , ووسط دوامة الصراع الدامى بين النظام فى سوريا من جهة والمعارضة له من جهة أخرى دخل المخيم على خط المواجهة ووقع فريسة الصراعات السياسية والحزبية , فبات محاصرا منذ أكثر من عامين , حتى استفحل القتال بين أقطاب عدة داخل المخيم تورطت فيها جماعات فلسطينية مقاتلة مع وضد النظام , ومن يدفع الثمن هم الفلسطينين العزل منهم من استطاع الفرار ومنهم من تمكن منه الحصار , ويكتوى بنيران القصف العشوائى والمتعمد للمخيم الذى دمره القصف والحصار بالكامل , وجاء دخول "داعش" للمخيم بمثابة المسمار الأخير فى نعش استقراره وعودة الهدوء إليه , وكان من أهداف داعش لدخولها المخيم تحويله الى نقطة ارتكاز , في محاولة منه للهجوم على قلب دمشق . تصدت لهجوم داعش مايعرف ب "كتائب أكناف بيت المقدس على أرض الشام" , وهو أسمها الكامل الذي تُعرف به في سوريا منذ تأسيسها قبل فترة قصيرة من بدء الحصار المشدد على المخيم في أوائل مارس 2013، حيث تعرض المخيم لموجات حصار متعدد بدأت في السادس والعشرين من ديسمبر 2012، ثم مع مرور الأشهر بدأ يشتد مع إغلاق النظام السوري والقيادة العامة لكافة مداخل ومخارج المخيم في يوليو 2013 . . شاركت الكتائب في بداية الأحداث بسوريا مع المعارضة في مواجهة النظام السوري بمناطق جنوبدمشق، وبدأت بحماية المخيم من الهجمات التي كان يتعرض لها باستمرار بعد أن امتدت إليه الأحداث بدءا بقصف المخيمات وتجمعات لللاجئين كانوا يفرون من مناطق قريبة إلى المخيم بهدف اللجوء والاحتماء فيه . . تقول مصادر أن الكتائب تشكلت من عناصر غالبيتها فلسطينية كانت تنتمي لفصائل مختلفة لكن أكثرهم كانوا من حركة حماس الذين دعموا “الثورة السورية”، إلا أن مصادر أخرى تقول ان تلك العناصر تركت فصائلها وعملت تحت قيادة جديدة تسمى كتائب أكناف بيت المقدس بعد أن رفضت الفصائل تشكيل وحدات حماية تحت مسمى واحد في ظل النزاع السياسي لمواقف الفصائل المختلفة من الأحداث التي كانت تجري في البلاد. وتضم الكتائب نحو 200 مقاتل، ويتم دعمهم من الجبهة الإسلامية المعارضة في سوريا، وأخذوا على عاتقهم حماية مخيم اليرموك، وأشارت المصادر إلى أنهم يتزودون بالسلاح والذخيرة من المناطق الجنوبية التي تسيطر عليها الجبهة الإسلامية وجيش الإسلام وجبهة النصرة . وبحسب أشرطة فيديو بثت على عدد من صفحات كتيبة «أكناف بيت المقدس» على موقع "فيس بوك"، فإن معظم عمليات الكتيبة موجهة ضد «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة» الموالية للنظام السوري والتي يتحصن عناصرها على أطراف المخيم، فيما تظهر أشرطة أخرى عمليات تستهدف قوات النظام السورى !؟ أما الأحداث الأخيرة فى المخيم , فتعود لمبايعة أمير جبهة النصرة “أبو جعفر” لتنظيم الدولة “داعش” وبعد عملية اغتيال القيادي في حماس يحيى حوراني في المخيم , حاولت مجموعة من أكناف بيت المقدس اختطاف عناصر مشتبه بها بالوقوف خلف العملية , ومعها بدأت اشتباكات محدودة في المناطق الجنوبية للمخيم ، قبل أن تتدخل داعش بعد مبايعة مقاتلي النصرة لها، ومعها بدأت المعارك حتى سيطرت على غالبية المخيم على الرغم من المقاومة العنيفة للكتائب , في حين لم تقدم أي من جهات المعارضة الأخرى أي دعم للقتال ضد داعش!؟ لمزيد من مقالات جيهان فوزى