« أريد أن أعبّر عن نفسى وعن مصر، أريد أن أعبّر عن شخصية الإنسان المصرى الذى يستعيد أصوله التاريخية وينهض من جديد «هذه هى الكلمات التى قالها المخرج الكبير شادى عبد السلام (1930 – 1986م) عن فيلمه الخالد «يوم أن تحصى السنين» والمعروف تجاريا باسم «المومياء» والذى عرض للجمهور لأول مرة فى 27 يناير عام 1975م، ويعد واحد من فيلمين مصريين تم اختيارهما بمتحف السينما من أفضل مائة فيلم على مستوى العالم (المومياء والباب الحديد). وحصل الفيلم ومخرجه على تقدير وإشادة عدد كبير من المهرجانات الدولية وعدد من الجوائز منها حصوله على المرتبة الأولى فى استطلاع الأفلام الأجنبية الذى أجرى فى فرنسا عام 1994م ,وقبلها جائزة مهرجان قرطاج عام 1972م وجائزة جورج سادول عام 1970م, ومؤخرا اهتمت مؤسسة «سينما العالم» التى يرأسها المخرج الفرنسى الشهير «مارتن سيكورسيزى» بترميم فيلم المومياء. وكشف المهندس عبد الله رجب أحد مساعدى شادى ل « أكتوبر» أن الفنانة القديرة نادية لطفى هى التى سعت إلى التعاون مع مخرج الأعمال التاريخية العظيم شادى عبد السلام وكانت تترد على مكتبه الذى حوله من مكتب مهندس معمارى إلى مكتب مخرج سينمائى وذلك لكونها فنانة شديدة الثقافة ولديها وعى فنى كبير وكانت تدرك قيمة شادى عبد السلام كمخرج ومثقف وفنان، وعندما عرض عليها شادى دورها فى فيلم المومياء قبلته فورا وكانت سعيدة به رغم صغر مساحته. ولد شادى بمحافظة الإسكندرية فى 15 مارس عام 1930م وتخرج فى مدرسة فيكتوريا الثانوية ودرس المسرح بإنجلترا1950م، ثم تخرج مهندسا معماريا فى كلية الفنون بالقاهرة عام 1955م، وعمل مساعدا للمهندس المعمارى الفنان «رمسيس ويصا واصف» , ثم مساعدا للمخرج الكبير صلاح أبو سيف، ويمكن القول أن موهبة شادى قد فرضت نفسها على السينما المصرية حيث صمم شادى ديكور وملابس اغلب الأفلام التاريخية الشهيرة مثل «وا إسلاماه « و «الناصر صلاح الدين» وفيلم «أمير الدهاء» و«شفيقة القبطية» و«ألمظ وعبده الحامولى»، والمعاصرة مثل «بين القصرين»، «الخطايا»، «الرجل الثانى»، «أضواء»، «السمان والخريف» كما صمم المركب الفرعونى فى فيلم كليوباترا والذى انتجته شركة فوكس العالمية. الاهتمام بشادى عبد السلام كمخرج لا يقتصر على فيلم المومياء حيث أخرج شادى فيلمين قصيرين هما «جيوش الشمس» عن حرب أكتوبر، و «الفلاح الفصيح»، وقد حصل الأخير على جائزة أسد سان مارك الفضية بالمهرجان العالمى الحادى والعشرين للفيلم التسجيلى والقصير بفينيسيا 1970م، وجائزة المهرجان السادس عشر العالمى للسينما الدينية فلادوليد أسبانيا 1971م ,كما تم إختياره كواحد من أفلام عام1970 المدهشة.