بعد 18 شهرًا وصلت فيها مفاوضات النووى الإيرانى لمراحل حاسمة ينتظر أن يتوصل فيها المفاوضون لاتفاق، يواجه الملف النووى الإيرانى أزمات جديدة كان آخرها زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بينيامين نيتانياهو إلى واشنطن والتى وصفها بأنها مهمة وتاريخية حيث كان يستهدف نسف المفاوضات حول الملف النووى الإيرانى بإقناع الكونجرس بالتصويت على فرض عقوبات جديدة على إيران وإحباط أى اتفاق حيث تعتبر إسرائيل الكونجرس الأمريكى آخر حاجز يستطيع عرقلة الاتفاق بين إيران والدول الكبرى. من جانبه، وصف وزير الخارجية الإيرانى جواد ظريف زيارة نيتانياهو للكونجرس بالجهد غير المثمر قائلا إن مفاوضات بلاده ومجموعة ال 5+1 (أمريكا والصين وبريطانيا وفرنسا وروسيا+ألمانيا) اقتربت من مراحلها الحساسة وإنه من المؤسف أن ترى مجموعة معينة مصالحها فى التوتر والأزمات. ومن ناحية أخرى يتعرض الاتفاق بعد أن اقترب من مراحله النهائية لأزمة أخرى ممثلة فى مشروع القانون الذى وافق عليه أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى والذى يقضى بإخضاع أى اتفاق نهائى تبرمه الإدارة الأمريكية مع إيران لمراجعة الكونجرس وسيحظر القانون أيضا على الرئيس الأمريكى إلغاء عقوبات على إيران أجازها الكونجرس لمدة ستين يوما بعد التوصل لاتفاق وهو ما رفضه أوباما متوعدا باستخدام الفيتو ضد هذا القانون. وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومى التابع للبيت الأبيض بيرناديت ميهان إن أوباما سيعترض على مشروع القانون وأضافت أن الرئيس الأمريكى كان واضحا فى أن الآن ليس وقت إجازة الكونجرس قوانين إضافية بشأن إيران وأوضحت أن الولاياتالمتحدة لا بد أن تعطى مفاوضيها أفضل فرصة للنجاح بدلا من تعقيد جهودهم. وفى المقابل، ما تزال الخلافات قائمة بين إيران والدول الكبرى حيث تشكل سرعة رفع العقوبات إحدى العقبات الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق نهائى فبينما تصر الدول الكبرى على رفع العقوبات بصورة تدريجية تماشيا مع وفاء طهران بالتزاماتها خاصة مع توفر معلومات تشير إلى أن إيران لا تزال تخفى الكثير من جوانب أنشطتها النووية، تريد طهران سرعة رفع العقوبات الغربية المفروضة عليها. ومما يصعب الاتفاق أيضا التصريحات الأخيرة للرئيس لأوباما وربطه بين الوصول لاتفاق مع إيران وتجميد طهران لبرنامجها النووى لأكثر من 10 سنوات وهو ما ندد به وزير الخارجية الإيرانى محمد ظريف ووصفه بغيرالمقبول. وبالرغم من هذه الصعوبات، فإن هناك تسريبات تفيد باتفاق إيران والغرب على السماح للمفتشين الدوليين بالدخول غير المسبوق إلى المواقع النووية الإيرانية لإزالة كل الشكوك بشأن عدم سلمية البرنامج النووى الإيرانى والاتفاق على تعطيل عدد كبير من أجهزة الطرد المركزى الموجودة بحوزتها والتخلى عن الجزء الأكبر من مخزون اليورانيوم المخصب. وترى مصادر مقربة من الملف أن كافة الأطراف تسعى إلى التوصل لاتفاق رغم استمرار الكثير من الخلافات حيث إن هناك مصلحة سياسية للقادة الغربيين والإيرانيين معا.