القلق من أهم الاضطرابات النفسية التى تؤثر فى حياة الفرد ومن المتعارف عليه فى مجال الطب النفسى والاكلينيكى أنه يوجد أنواع من القلق الحاد والطبيعى والمتوقع وهو القلق الموضوعى الذى يمثل استجابة عادية نتيجة مواجهة موقف صاغط أو تهديد من مصدر حقيقى موجود والذى يعد فى حد ذاته عرضا محوريا ومركزيا مشتركًا فى معظم الاضطرابات والأمراض النفسية والعصبية والعقلية. وقد أكد الدكتور جمال شفيق أحمد أستاذ العلاج النفسى ورئيس قسم الدراسات النفسية بمعهد الطفولة بجامعة عين شمس أن القلق شعور عادى ومقبول، إذ أن له ما يبرره ويستدعيه وهو قلق دافعى وإيجابى وبناء يفيد فى تحفيز الفرد ودفعه إلى الأمام وتوجيهه إلى الاستعداد والتقدم والنجاح مثل قلق الامتحان العادى أو قلق دخول المسابقات وما شابه ذلك، مؤكدًَا أن هذا النوع من القلق لا يحتاج إلى تدخل علاجى حيث إن مجرد خفضه يؤدى حتما إلى نقص الدافعية والاستعداد والانجاز. وأضاف فى المقابل نوع آخر من القلق وهو القلق العام المرضى الذى يعد فى حد ذاته عرضا محوريا ومركزيا ومشتركا فى معظم الاضطرابات والأمراض النفسية والعصبية والعقلية وتوجد أنواع أخرى كثيرة ومختلفة من القلق المرضى لكنها (محددة الموضع) بمعنى أنها ترتبط فى وجودها بشىء أو مجال أو موقف أو ظروف خاصة معينة ومحددة فى الحياة حيث ترتبط فى مثل هذه الحالات بنوع القلق الخاص الذى يرتبط به، وذلك مثل القلق (الزائد) الخاص بقلق الدراسة أو قلق الاختبارات أو القلق الاجتماعى أو قلق الانفصال أو قلق المرضى أو الزواج أو الموت وهذه الأنواع من القلق يطلق عليها و«القلق الخاص» وتابع من هنا فإن بعض التلاميذ والطلاب قد يعانون فى بداية العام الدراسى من نوع معين ومحدد وهو (القلق الدراسى) والذى يمكن تعريفه بأنه حالة انفعالية وجدانية غير سارة تكدر نفسية الطالب وتصبغ مشاعره بانفعالات التوتر والضيق والخوف والحزن والغم والتشاؤم والإحساس بالدونية والنقص والعجز والفشل والاحباط فيما يخص كل مواقف الدراسة وما يرتبط بها من قريب أو يعيد فالقلق الدراسى يكون فى معظم الأحوال عاما بمعنى أن ينطبق على كل المواد والمقررات الدراسية بلا استثناء وقد يكون فى أحيان قليلة مرتبطًا بمادة دراسية أو أكثر وهذا يتوقف بطبيعة الحال على مستويات وقدرات الطلاب على الفهم والاستيعاب والتركيز وأيضًا على مستوى نضجهم وصحتهم النفسية. وأوضح أحمد أن مظاهر القلق تتعدد ويمكن تحديدها فى انخفاض مستوى الطموح الدراسى ونقص الثقة فى النفس والتأخر الدراسى وتشتت الانتباه والتركيز أثناء الحصص الدراسية والانفعال والتوتر وشدة العصبية أثناء المذاكرة وكثرة الغياب عن المدرسة أو الهروب منها وكثرة التمارض والحجج الواهية لعدم الذهاب إلى المدرسة والتهرب من مواقف المذاكرة وأداء الواجبات المدرسية وكثرة النوم والكسل والخمول وكراهية المدرسة وتضييع وإخفاء الكتب وتعكير الجو بشتى الطرق أثناء الحصص الدراسية، مشيرًا إلى أن هناك أسبابًا كثيرة لوجود قلق الدراسة عند بعض الطلبة أهمها نقص الرعب فى التحصيل الدراسى وعدم الوعى بأهمية وقيمة الدراسة والمذاكرة والتحصيل الدراسى ووجود أفكار ومعلومات خاطئة عن التعليم أو المدرسة وضعف مهارات الدراسة ووجود صعوبات فى التعليم وقلة التركيز أثناء الحصص الدراسية وعدم القدرة على الفهم والاستيعاب والجهل بالطريقة الصحيحة بالمذاكرة والتحصيل وضعف أو انعدام واقعية الانجاز تقليدية عقيمة فى التدريس واقتصادية عدم اهتمام الوالدين بالعملية التعليمية والتقليل والاستهانة من شأن الدراسة والعلم داخل الأسرة.