فترة ما قبل الامتحانات قد تكون أياما عادية لدى بعض الطلاب الذين يتميزون بالقدرة على اكتساب وتحقيق مهارات التحصيل الجيد والمذاكرة الصحيحة والنجاح والتفوق، وفى المقابل هناك غيرهم يعيشون هم وأسرهم تلك الفترة فى حالة من القلق والخوف والتوتر والانزعاج والطوارئ في كل شئ، أي يدخلون في حالة يطلق عليها (قلق الامتحانات) الذى يعرفه.د.جمال شفيق أحمد، أستاذ الإرشاد والعلاج النفسى ورئيس قسم الدراسات النفسية للأطفال بمعهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس، بأنه أحد أنواع القلق الذى ينشأ قبل فترة الامتحانات وأثناءها، وهو عبارة عن حالة نفسية وانفعالية مشحونة بمشاعر الخوف والتوتر النفسى والعصبى والضيق والانزعاج والرهبة والترقب وما تجدر الإشارة إليه أنه يرتبط بقلق الامتحانات دائماً وجود استجابات نفسية وفسيولوجية سلبية لدي الطلاب نتيجة خبراتهم السيئة السابقة المتعلقة بموقف الامتحانات وتوقع الفشل أو الرسوب أو الإخفاق، حيث يشعر الطلبة والطالبات ببعض الاضطرابات مثل فقد الشهية للطعام أو زيادة النهم للأكل، وكثرة فترة النوم أو عدم القدرة على النوم، والشعور بالصداع الشديد والمغص والشعور بالتعب دون بذل أي مجهود، وضيق التنفس، وزيادة ضربات القلب أو برودة الإطراف، وسرعة الاستثارة، وعدم القدرة على التركيز، وقد يصل الأمر فى بعض الحالات الشديدة إلى وجود ميول انتحارية أو محاولة الانتحار بالفعل. ويضيف د.جمال، أن الخوف من الامتحانات هو شعور شائع وطبيعي بين معظم الطلبة إذا لم تصل لدرجة المبالغة والإفراط والاضطراب، بل على العكس من ذلك فانه ليس من الطبيعى ألا يشعر الطالب بقدر من القلق والخوف وهو يستعد لتقديم خلاصة تعبه ومجهوده في المذاكرة والتحصيل طوال الفصل الدراسى ليتم تقديرها وتقييمها في عدة ساعات فقط أيام خلال أيام الامتحانات وأى إنسان يواجه موقفاً صعبا أو غامضاً أو مصيريا لابد وأن يشعر بالقلق، لذلك فان قلق الامتحانات يكون مفيداً وإيجابياً حينما يكون معتدلاً بل أنه يحفز الطالب ويدفعه للإقبال على الدراسة والمذاكرة والتحصيل والمراجعة والاستعداد الجيد للامتحان، مع القدرة على السيطرة والتحكم فى المشاعر السلبية مما يجعله يؤدى الامتحانات بكفاءة عالية ونتائج مرتفعة . أما إذا زاد القلق عن مستواه الطبيعى فيؤدى إلى توتر الأعصاب، وزيادة مشاعر الخوف والتهديد والرهبة لدى الطلبة، وبالتالى تفقدهم القدرة على الفهم والتذكر والتفكير والتركيز، مما يؤدى بهم فى نهاية الأمر إلى انخفاض مستوى أدائهم فى الامتحانات. ولعل هذا ما يدفعنا إلى الاهتمام بالتعرف على أهم الأسباب أو العوامل التي تؤدى إلى ارتفاع مستوى قلق الامتحانات لدى الطلبة، ومنها عدم وجود أهداف واضحة من العملية التعليمية وانعدم وجود رؤية مستقبلية للحياة أو التخطيط للمستقبل بصفة عامة، إضافة إلى انعدام الرغبة فى التفوق و تحقيق الذات وانخفاض مستوى الذكاء و ضعف قدرات الطالب على التحصيل والاستيعاب، أيضا كراهية الطالب لبعض المواد الدراسية أو كراهيته لبعض المدرسين ربما لعدم قدراتهم على توصيل المادة العلمية. كما أن الضغوط الأسرية على الطالب لتحقيق مستوي معين من التفوق يفوق مستواه وإقحامه في المنافسات المبالغ فيها مع الإخوة أو الأخوات أو الزملاء أو الأصدقاء أو الأقارب له أثر سلبى بالغا لخطورة مثل شعور الطالب بالعجز وتوقع الفشل والإخفاق والرسوب مع ضعف الثقة بالنفس والخوف من تعرضه للتهديد أو العقاب أو التوبيخ إذا ما أخفق في نتيجة الامتحانات. ويختم د.جمال حديثه قائلا : تدلنا الخبرة النفسية في مجال الإرشاد النفسي والتعامل مع مختلف شرائح الطلبة والطالبات بكل مراحل التعليم على أنه لابد من ترشيد قلق الامتحانات وأيضا محاولة الوقاية منه، وذلك باتباع بعض الإرشادات النفسية والتربوية فى الفترة التي تسبق وقت أداء الامتحانات من خلال تقبل الشعور بالخوف المعتدل من الامتحانات على أنه أمر عادي وطبيعي لكل إنسان، مع الجدية والاهتمام بالمذاكرة والتحصيل الدراسي والاستعانة بمجموعات التقوية والبرامج التعليمية بالتليفزيون و تنمية مهارات التخطيط والتنظيم للمذاكرة من تلخيص وكتابة المذكرات فى أثناء الشرح والمذاكرة والاهتمام بالمراجعات المستمرة اليومية والأسبوعية والتدريب على حل الامتحانات والوضع فى الحسبان أن الامتحان شئ عادي وهو جزء مكمل لعملية المذاكرة وتقييم وتتويج لها، أيضا من المهم مراعاة تناول الواجبات الغذائية الثلاث في أوقاتها وأن تشتمل على الخضراوات والفواكه الطازجة ومنتجات الألبان ومراعاة تخصيص أوقات كافية ومناسبة للراحة الجسمية والنفسية والترفيه والابتعاد تماماً عن السهر لأنه يقتل النشاط والحيوية ويصيب الطالب بالاضطرابات والأرق وعدم التركيز، إضافة إلى أهمية الاحتفاظ بروح معنوية مرتفعة وعالية والثقة بالنفس، وفى القدرة على النجاح والتفوق مادام قد بذل مجهود طيب فمن جد وجد، مع تجنب الإسراف في تناول الشاي والقهوة قدر الإمكان، والابتعاد نهائياً عن تناول الأقراص المنبهة، والتركيز فى الامتحان حيث يحتاج إاى نوع من الذكاء في قراءة الأسئلة وحسن اختيارها والإجابة عنها، وأخيرا الاعتماد على الله والثقة في أن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا.