41 عاما مضت على البطولة التى غيرت وجه التاريخ فى المنطقة، وأثبتت أن التفوق النوعى للسلاح ليس هو صاحب الكلمة الفصل فى المعركة، ولكن صاحب الكلمة الفصل هو المقاتل الذى يؤمن بقضيته ويعشق سلاحه ولا يفرط فى حبة رمل من وطنه مهما كلفه الأمر، يمتلك عقيدة عسكرية لا تتزعزع ولا تنكسر ولا تتغير مبنية على على ثلاث كلمات «الله.. الوطن.. الشهادة «وفى ذكرى حرب أكتوبر 73 أعتقد أن ما نشر عنها يعد قليلا من كثير ما زالت تحمله عقول أصحابه ممن شاركوا فى حرب الكرامة، والذين ينتشرون فى ربوع مصر من أقصاها إلى أقصاها يحملون فى عقولهم وقلوبهم قصصًا وحكايات جميعها كانت طريقًا للوصول إلى الانتصار الذى جعل العديد من المعاهد والمدارس العسكرية تعيد النظر فى المناهج التى تقوم بتدريسها من جديد. فسقطت أسطورة اليد الطولى لإسرائيل، وتفوق أفراد المشاة على المدرعات، واستطاع المصريون فى 6 ساعات أن يستردوا كرامتهم وكرامة العرب جميعا، ومع اقتراب مرور نصف قرن على ذكرى أكتوبر تستعد إسرائيل حاليا من خلال عدد من مؤسساتها الثقافية بإعداد عدد من الكتب والأفلام والدراما سوف تطلقها فى ذكرى مرور 50 عاما على نصر أكتوبر لتغير بها وجه التاريخ وتزيف الأحداث وتحول الهزيمة إلى نصر زائف وهو الأمر الذى يستوجب أن تقوم أجهزة الدولة المصرية بالاستعداد لهذه الحرب الجديدة مبكرا فتوثق أحداث المعركة من أبطالها الذين شاركوا فيها، من ضباط وصف وجنود ومدنيين، خاصة أننا كل يوم نفتقد أحد هؤلاء دون أن ندرى عنهم شيئا، وعلى السينما أن تقوم بدورها الحقيقى فى توثيق هذا الحدث الذى لم يوثق بعد. إننا أمام حرب جديدة لتزييف التاريخ لن تخرج أى من شراراتها قريبا ولكنها تنتظر حتى تطمئن إلى عدم وجود أى من جيل أكتوبر، لتنفث سمومها التى لا تتوقف. وفى ذكرى نصر أكتوبر أطالب بضرورة توثيق تفاصيل أحداث المعركة من قبل الجهات المختصة فتعقد جلسات استماع وتسجيل لوقائع المعركة بالكامل. أطال الله عمر أبناء أكتوبر ورحم الله الشهداء وكل عام ومصر من نصر إلى نصر.