السادس من أكتوبر عام 1973 يوم لا ينسي في التاريخ مهما مر الزمان ففي هذا اليوم الخالد في تاريخ البشرية تم تدمير اسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر و هدم خط بارليف المنيع العملاق اللي اتبني بارتفاع 20 مترا وسلحه الإسرائيلين بالكتل الخرسانية والحديد علي يد رجال ابطال حفرت أسمائهم في تاريخ البشرية و العسكرية بحروف من نور فقد صنعة تاريخ حافل بالانتصارات والبطولات التي ساهمت بلا شك في تغير ميزان القوي في الشرق الأوسط و لم يكون ذلك بالسهل فقد خرجت مصر من هزيمة عام 1967 بحالة من المرارة انكسرت فيها إرادة الشعب نتيجة هزيمة لم تكون متوقعة أدت الي ضياع سيناء و هضبة الجولان و جزء كبير من الأراضي الفلسطينية . و لكن السر الذي لم يعلمة العدو ان شعب مصر صاحب إرادة لا تقهر و جيشة بة رجال ابطال قادرين علي تحويل الهزيمة الي نصر و قد كانت حرب الاستنزاف البداية التي بدأ بيها المصريين الثار من الهزيمة و في نفس الوقت كان العالم ينظر للامر بانة لن يتعدي حدود تلك العمليات و لكن الرئيس البطل محمد أنور السادات قائد هذا النصر العظيم استطاع ان يخدع العالم و إسرائيل خلال ثلاث سنوات من حكمة قبل الحرب و قد ذكر ذلك في وثيقة سربتها صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن شهادات قيادات الجيش الإسرائيلى خلال حرب أكتوبر أمام لجنة أجرانت و التى شكلت بعد الحرب، أن الرئيس ا السادات تعمد أن يبنى حالة من عدم الثقة بينه وبين المصريين قبل حرب أكتوبر. وأضافت الوثيقة أنه حينما سئل المقدم يونا بندمان الذى كان قائدا للوحدة التى تحمل كود رقم 6 التابعة لجهاز الاستخبارات بالجيش الإسرائيلى والتى كانت مسئولة عن جمع المعلومات عن الوضع فى مصر إن الأوضاع السياسة فى مصر كانت لا تعبر أن الجيش المصرى سيقوم بأى هجوم ضد الجيش الإسرائيلى فى سيناء، حيث إن السادات جازف بإظهار حالة من عدم الثقة بينه وبين المصريين لخداع أجهزة المخابرات الإسرائيلية. و بالفعل نجح الرئيس السادات في ذلك و استطاع ابطال و رجال الجيش المصري العظيم تحقيق النصر الذي أصاب العالم و إسرائيل بحالة من الذهول و الاندهاش . فقد قال موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي اثنا الحرب ان حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل وان ما حدث في هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون واظهر لنا ما لم نكن نراه قبلها، وأدى كل ذلك إلى تغير عقلية القادة الاسرائيلين بينما كان اعتراف جولدا مائير رئيسة وزارة إسرائيل اكثر صراحة مع النفس فقد قالت عن الحرب إنقذونا الزلزال ... إنقذونا إنها القيامة ... إن خسائر إسرائيل تفوق الولاياتالمتحدة فى حروب الهند والصين التى استمرت عشر سنوات . لقد كانت حرب أكتوبر المجيدة كلمة السر الذي أعادت شريان الحياة للمصريين كما اعادت تلك الحرب المجيدة العزة و الكرامة لمصر و رسمت خريطة جديدة للشرق الأوسط تقوم علي الدور المحوري لمصر ليس فقط من الناحية السياسية و لكن أيضا من الناحية العسكرية التي تفوق فيها الجبش المصري العظيم علي العدو الإسرائيلي و تبقي كلمات الرئيس السادا خالدة لجيل بعد جيل في خطابة بعد النصر حينما قال لست أظنكم تتوقعون مني أن أقف أمامكم لكي نتفاخر معاً ونتباهى بما حققناه في أحد عشر يوماً من أهم وأخطر، بل أعظم وأمجد أيام تاريخنا، وربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكي نتفاخر ونتباهى، ولكن لكي نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقة، مرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله . أخيرا ... في شهر أكتوبر العظيم شهر الامجاد و الانتصارات ... إعزاز وإكبار الي الرئيس البطل محمد أنور السادات و رفاقة العظام قادة و ظباط و جنود الجبش المصري البواسل صناع هذا النصر العظيم و تحية من القلب الي الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أعاد من جديد الي شعب مصر روح انتصارات أكتوبر المجيدة . كاتب و باحث في الشأن السياسي و القبطي