تحتفل مصر والعالم العربى اليوم بيوم الكرامة، يوم استطاعت العسكرية المصرية أن تثبت للعالم أن جند مصر خير أجناد الأرض، عندما تلتقى قادة وأبطال حرب أكتوبر، ويروى كل منهم لك تفاصيل ما حدث خلال فترة الإعداد لمعركة، وكيف استطاع الجندى المصرى أن يبهر العالم، بل ويجعل المعاهد والكليات العسكرية على مستوى العالم تعيد النظر فى النظريات العسكرية، تجدك فخورا بأنك مصرى، تنتمى لهذا الوطن الذى أنجب هؤلاء الأبطال، وخلال لقاءاتى المتكررة معهم أؤكد أننى تعلمت منهم الكثير، فهم يعشقون تراب هذا الوطن، ويدركون قيمته ومكانته، لديهم روح عالية قادرة على العطاء، الذى لا يملون تقديمه دون السؤال عن المقابل، لو خيرت أحدهم بين نفسه وأولاده وكل ما يملك من الدنيا وبين الوطن لاختار الوطن، تجدهم يتحدثون عن بطولات رفقاء السلاح بحماس وكانهم يتحدثون عن أنفسهم، ارتفعت أرواحهم وصفت قلوبهم ، فكان الجزاء من الله نصر مبين، غير المفاهيم والنظريات العسكرية، بعد أن أسقط الفرد المشاة المقاتل المصرى أسطورة المدرعات، حقا كما قال الله تعالى فيهم چمِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًاچ ( الأحزاب 23 ) .. تعظيم سلام لهؤلاء الأبطال العظماء، من أبناء هذا الوطن. ونحن نحتفل بمرور 40 عاما على نصر أكتوبر لابد أن ندرك أن هذا الحدث الذى غير مسار التاريخ فى المنطقة يجب ألا نتركه دون توثيقه، ولأن الإعلام ذاكرة الشعوب والسينما إحدى أدوات الإعلام، كان لابد أن يكون للسينما المصرية دور حقيقى فى توثيق هذا الحدث بعيدا عن الإسفاف، والمبررات غير الحقيقية من أن مثل تلك الأفلام لن تدر عائدا، لأن السينما الهادفة لها جمهورها، ولا أعتقد أن هذا الجمهور بالقدر القليل.. لكن لأن منتجى السينما الآن من أصحاب أفلام التيك أوى التى دمرت المجتمع وضللت العقول، وحولته إلى مستقبل لمصطلحات وألفاظ ومرادفات لا تعرف عنها الشخصية المصرية شيئا.. فهم دائما ما يبررون عدم انتاج مجموعة أفلام حقيقية توثق الحدث العظيم ، بأن مثل تلك الأفلام تحتاج إلى دعم من الدولة، وهنا أقول لهم إن السينما الأمريكية استطاعت أن تحول هزيمة الولاياتالمتحدة فى فيتنام إلى حرب متساوية فى النتائج وعلينا أن نراجع السينما الأمريكية فى حقبتى السبعينات والثمانينات: مثل «صائد الغزلان»، «سفر الرؤيا الآن»، «الفصيل»، «العودة إلى الوطن»، وغيرها. لقد تحدثت معى أحد أبطال حرب أكتوبر الذى شهد الموجة الأولى للعبور متسائلا: « متى نرى توثيقا حقيقيا لحرب أكتوبر فى السينما المصرية؟». فقال إن لم يكن من الممكن إنتاج أفلام سينمائية عن المعركة فلماذا لا نحول تلك المعركة إلى أفلام كرتون تحكى حلقاتها بطولات الحرب وبذلك نزرع فى نفوس الأطفال الوطنية وحب الوطن. فهل من الممكن أن نجد هذا المقترح على أرض الواقع بدلا من مغامرات بكار ورشيدة ؟؟! .