أكد ملحق الدفاع المصري بالسودان العميد أركان حرب عمرو البكري، أن نصر أكتوبر العظيم تحقق بأيد مصرية عربية، أثبتت ولا تزال أن قدراتنا عندما تستدعيها الظروف تبدع في انجاز يفوق الإعجاز وأعمال تفوق الخيال. جاء هذا خلال خلال الاحتفالية التي نظمتها ملحقية الدفاع المصرية بالعاصمة السودانية الخرطوم في إطار الاحتفال بالذكرى 41 لنصر أكتوبر المجيد أمس السبت. حضر الاحتفالية السفير المصري بالخرطوم أسامة شلتوت، ووزير الاستثمار السوداني الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، وعددا من قناصل الدول العربية والأجنبية، وأعضاء السلك الدبلوماسي والملحقين العسكريين المعتمدين بالخرطوم، ورموز وقيادات المجتمع السوداني، وأعضاء السفارة والقنصلية المصرية بالسودان، وعدد من الإعلاميين السودانيين. وأشار البكري في كلمته إلي أن "منظومة حرب أكتوبر تخطيطا وتدريبا وتنفيذا تمثل ملحمة شعبية عسكرية عربية انصهر فيها العالم العربي من محيطه إلى خليجه، ليبدأ هذه الملحمة الإعجازية التي وقفت النظريات العسكرية أمامها حائرة"، لافتا إلى أن عبقرية التخطيط ودقة التنفيذ وبسالة الرجال أثمرت في النهاية معارك تدرس في الأكاديميات العسكرية حتى الآن، وهزمت نظريات ومدارس فكرية، نقلا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط. وأضاف البكري: "أن حرب أكتوبر هي الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة التي خاضتها كل من مصر وسوريا بدعم عربي عسكري وسياسي واقتصادي على إسرائيل، حيث شنت مصر وسوريا هجوما متزامنا، وهاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل على طول خط المواجهة بقناة السويس، بينما هاجمت القوات السورية تحصينات وقواعد لقوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان". وأوضح البكري أن حرب أكتوبر تعد أطول معركة جوية في التاريخ، وأطول تمهيد نيراني في التاريخ حيث أطلق 2000 مدفع النيران في توقيت واحد ولمدة 53 دقيقة متواصلة على طول المواجهة بقناة السويس، وكذلك أكبر معركة دبابات بالتاريخ حيث وصل عدد الدبابات المتشابكة بين الطرفين 4800 دبابة داخل سيناء. وقد لفت ملحق الدفاع المصري بالخرطوم، إلي أن حرب السادس من أكتوبر، شارك فيها كل من "السودان وسوريا والعراق والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وليبيا والبحرين والجزائر والمغرب وتونس". وتابع: "لا أحد يستطيع أن ينكر عظمة المخطط المصري في هذه المعركة وقدرة المقاتل المصري في التنفيذ وهذه القدرة إحدى مقوماتها طبقا للعلوم والنظريات العسكرية ما كانت تكتمل بدون روح معنوية عالية أهم أسبابها هي المشاركة العربية من الدول الشقيقة فهم يقاتلون في خندق واحد ولهدف واحد يبذلون الدم فداء لعروبتهم وقضيتهم ولذلك تحقق النصر بإذن الله تعالي". وقال العميد أركان حرب عمرو البكري: "أن عطاء القوات المسلحة المصرية لم يقتصر من أجل الوطن والعروبة على حرب أكتوبر فحسب، فقد تعرضت مصر لثورتين خلال الأعوام القليلة الماضية، ففي ثورة يناير 2011 انتفض الشعب وثار على النظام فوجد جيشه يحميه ويكمل مشواره، وفي ثورة 30 يونيو 2013 انتفض الشعب المصري على نظام وصل للحكم برؤية ضيقة ولصالح تنفيذ أجندة خاصة وللمرة الثانية انحاز الجيش المصري لإرادة الشعب، فهو جيش مصر جيش الشعب وليس جيش النظام، فالشعب هو القائد والملهم وصاحب الشرعية يمنحها لمن يشاء وينزعها ممن يشاء وفداء للوطن قدم الجيش المصري العديد من الشهداء بجانب إخوانهم من الشرطة المدنية". وتوجه ملحق الدفاع المصري بالشكر والتقدير لكل من شارك في هذه الملحمة من السودان، وعلى رأسهم الرئيس عمر البشير، وحتى أخر جندي في الميدان شارك أخوانه المصريين في تحقيق هذا النصر المبين كما وجه ملحق الدفاع المصري التحية لكل من شارك في حرب أكتوبر ممن هم على قيد الحياة ووجه تحية إعزاز وإجلال وتقدير لأرواح شهداء الحرب، ووجه تحية خاصة إلى الرئيس الشهيد البطل محمد أنور السادات صاحب قرار الحرب، كما توجه بالتحية للشهداء الذين سقطوا خلال ألأعوام القليلة الماضية من المدنيين والقوات المسلحة والشرطة. ومن جانبه، قال وزير الاستثمار السوداني الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل: "إن انتصار أكتوبر العظيم جاء ليعيد لشعب مصر والأمة العربية والإسلامية عزتها وكرامتها وقوتها بعد حرب 67، جاء النصر ليؤكد أن الجندي المصري والعربي هو مقاتل شرس من أجل الكرامة واسترداد الحق العربي وأن أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا ينهزم قد انتهت للأبد"، مشيرا إلى أن الذي يميز نصر أكتوبر أنه نصر شاركت فيه الدول العربية والشعوب العربية وان كانت مشاركة رمزية، ولكنها تؤكد أن هذا الحق عربي وأن العرب يقفون مع مصر، التي دافعت عن الحق العربي وقضايا العرب، وأنه لا يمكن أن تحارب وحدها مهما كان الثمن. وقال: "أن ما يميز هذا النصر العظيم أيضا أن الشعوب العربية من أقصاها لأقصاها وقفت وقفة رجل واحد، وكل فرد عربي النصر نصره وشارك في هزيمة إسرائيل، كما أن ما يميز النصر أن الجيوش العربية شعرت بقوتها واستعادت ثقتها". وأشار عثمان إلى "أن أبناء مصر الذين عبروا القناة وحطموا خط بارليف وصنعوا هذا النصر هم بحق يستحقون منا أن نقف وقفة إجلال وإكبار لهذا النصر الذي حققوه، وزاد "نحن في السودان فخورون وسعداء لأننا لم نتخلف عن المشاركة في النصر العظيم"، لافتا إلى أن كل الشعب والجيش السوداني وقفوا مع أشقائهم في مصر خلال حرب أكتوبر المجيدة، وأن الشعب السوداني سيظل مع مصر العظيمة التي لابد أن تبقى عظيمة، وقال: "أن مصر حينما تعبر وتنتصر فالعرب جميعا يكونوا عبروا وانتصروا، ومصر إن جرحت أو تراجعت تراجعنا كعرب" ووجه الوزير السوداني التحية باسم الرئيس عمر البشير، وحكومة وشعب السودان، لجيش مصر العظيم، وللرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومة وقيادة مصر. وقد تم خلال الاحتفالية عرض فيلم وثائقي عن حرب أكتوبر المجيدة بتعليق الرئيس الراحل أنور السادات.