لم تكن حرب أكتوبر ونصرها مجرد مواجهة ثأرية فى سلسلة المواجهات العربية – الصهيونية أو بالأحرى المصرية - الإسرائيلية، بل كانت ثورة من نوع خاص بما جمعته من مفردات مدنية بجوار العسكرية وبما عكسته من آثار محلية وإقليمية ودولية. فجميعنا يعلم أن الثورات سواء تدخلت فيها القوة العسكرية أم لا تؤول فى نهاية المطاف إلى السياق المدنى للدولة، فى حين جاءت ثورة أكتوبر العسكرية لتغيير واقع لم يعد ممكنًا استمراره فيما عرف باللاسلم واللاحرب. حيث كان أبرز ما ميزها وضوح الهدف بحيث يتسق الرأس حجمًا مع الجسد فلم تكن عقلاً بلا جسد مثلما حدث فى حربى 48 و56 أو جسد بلا عقل مثلما كانت فى نكسة 67، ومن ثم لم يكن مستغربًا أن تتفاعل مفرداتها وفق إمكاناتها دون تهوين أو تهويل. ليحظى الوضع الراهن آنذاك بتغيير جذرى كان أبرز ما فيه - فيما نرى- عودة سيناء إلى الذاكرة الوطنية واستعادة رفرفة العلم الوطنى عليها، ذلك العلم الذى استعاد نجوميته من جديد منذ يناير بعدما ظل يشكو بؤس الحال على العديد من السوارى الرسمية دون ذنب جناه سوى النسيان.