أعاد الصراع المسلح الدائر حاليا بين الحكومة والمعارضة فى جنوب السودان ظاهرة تجنيد الأطفال للقتال إلى الواجهة مجددًا، وهو ما كشف عنه تقرير لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسيف» حيث ارتفع عدد الأطفال الذين يقاتلون فى صفوف الأطراف المتحاربة فى جنوب السودان إلى ما يقارب 10 آلاف طفل، واعترف جيش جنوب السودان بوجود أطفال بين قواته إلا أنه زعم بأن الأطفال هم من جاءوا بحثا عن الحماية والعمل عند اندلاع الصراع. واتهم تقرير أممى سابق طرفى النزاع فى جنوب السودان بتجنيد الأطفال فى صفوفهما فى القتال الدائر فى البلاد مما يعد انتهاكا للقوانين التى تقر بإبعاد الأطفال عن أى نزاع مسلح. وفى الوقت الذى وقعت الأممالمتحدة مع جنوب السودان خطة عمل فى عام 2012 لإنهاء استخدام الأطفال كجنود، وجهت المنظمة الدولية تحذيرا إلى دولة جنوب السودان بأنها إذا استمرت فى تجنيد الأطفال بالجيش فإنه من المتوقع فرض عقوبات عليها. ورغم ما حققه الجيش الشعبى لتحرير السودان من تقدم ملموس فى إنهاء تجنيده للأطفال إلا أن الصراع الدائر هدد بفقدان جميع المكاسب لإنهاء استخدام الأطفال للقتال. وقالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» إن عدد الأطفال الذين يتم تجنيدهم ليكونوا جنودا فى جنوب السودان فى تزايد مما يمثل تراجعا عن الانخفاض الذى تم تسجيله سابقا بين أعداد الأطفال الذين يتم تجنيدهم عقب تعهد الحكومة للأمم المتحدة بالعمل على ذلك إلا أن استمرار الصراع بين الحكومة والمتمردين دفع الجانبين لتجنيد الأطفال. وعلى المستوى العالمى، أصدرت المفوضية الأوروبية إحصائيات تشير إلى أن نحو 250 ألفا من الجنود الأطفال تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عاما يشاركون فى المعارك التى تندلع فى أنحاء مختلفة من العالم، ففى مالى حذرت منظمة الأممالمتحدة من قيام المجموعات المسلحة شمالى مالى بتجنيد مئات الأطفال داعية جميع الأطراف إلى منع مشاركة هؤلاء الأطفال فى المعارك حيث تستخدم هذه المجموعات المسلحة الأطفال فى القتال وحمل الأمتعة والمعدات وإيصال الرسائل والحراسة، مشيرة إلى أن بعضهم ينضم طوعا إلى هذه المجموعات بسبب الفقر الذى تعانيه أسرهم. وفى الكونغو، يستخدم الأطفال بشكل ممنهج حيث تم تجنيد حوالى 10,000 آلاف طفل واستخدامهم من قبل 25 جماعة مسلحة. ويوجد ستة آلاف طفل مجندون فى ميليشيات جمهورية أفريقيا الوسطى حيث نجحت اليونيسيف فى إطلاق سراح أكثر من ألف من الفتيات والفتيان من براثن العمل كجنود فى جمهورية أفريقيا الوسطى مع تقديم خدمات لإعادة تأهيلهم للعودة إلى الحياة المدنية العادية. أما ميانمار التى ظلت لسنوات من بين أكثر الدول تجنيدا للأطفال فقد وقعت خطة عمل مع الأممالمتحدة لمنع تجنيد الأطفال فى القوات المسلحة والسماح بإطلاق سراح كل القصر المجندين حاليا حيث أبعد الجيش خلال الأيام الماضية 109 أطفال من صفوفه فى أكبر عملية تسريح للجنود الأطفال ليصل عدد الأطفال الذين أبعدهم الجيش عن الخدمة 472 طفلا منذ عام 2010. من جانبها، دعت هيومان رايتس ووتش تنظيم الدولة الإسلامية فى سورياوالعراق «داعش» إلى وقف تجنيد الأطفال، مشيرة إلى أن نحو 700 طفل قتلوا وأصيبوا بتشوهات فى العراق منذ مطلع العام الحالى استخدم بعضهم فى هجمات انتحارية من قبل التنظيم. وقالت الأممالمتحدة إن سورياوجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى من بين أكثر الأماكن خطورة على الأطفال فى عام 2013 محذرة من الاستمرار فى تجنيد الأطفال.