أعواد خضراء .. ملامح دقيقة ..عيون ذابلة.. وجوه ملامحها تمتلئ بالخوف والفزع.. الخوف من الحاضر.. والفزع من المستقبل.. ومع أن الطفلين اللذين نستعرض حالتهما.. يتراوح عمرهما بين العاشرة والخامسة فإنهما عرفا الخوف.. شعر بالألم .. عاشا مرارة المرض.. حكايتان لطفلين أصيبا بمرض فتاك.. مرض لعين اسمه السرطان. أولا هو «إبراهيم» الذى لم يبلغ الثامنة إلا من شهر واحد هو ابن لأب يعمل عامل زراعى أجير وأم ربة منزل وأخ لطفل مازال فى الثالثة.. منذ ولادته وهوضعيف يحتاج إلى من يرعاه دائما ولذلك كان محل رعاية أمه التى كانت تتمنى أن يكبر ويشتد عوده.. ليقف أمام أى رياح عاتية قد تقلعه من جذوره يعيش وأسرته فى إحدى قرى محافظة من محافظات وسط الدلتا.. يلعب ويجرى مع أصدقائه من أولاد الجيران.. يحبه الجميع ويطلبون اللعب معه.. وفى إحدى مرات اللعب سقط على الأرض مغشيًا عليه وسط أصدقائه..ظن الجميع أن سبب الإغماءة هى الأنيميا التى يعانى منها مثل جميع أطفال الأسر الفقيرة المحرومة.. ولكن اشتد اصفرار وجهه وظهرت بعض الأورام فى رقبته وأيضًا تحت إبطيه والأم لا تدرى ماذا تفعل؟.. سألت الأب أن يذهب به إلى الطبيب ..ولكن من أين لهما بأجرة الطبيب .. حمله الأب إلى المستشفى.. وهناك أجريت له بعض الفحوصات والتحاليل وبعد ظهور النتيجة طلب الطبيب من الأب حمل ابنه إلى مستشفى سرطان الأطفال57357 بالقاهرة ليتم تشخيص الحالة والتأكد من صحة نتائج التحاليل التى أظهرت إصابة الطفل بسرطان الغدد الليمفاوية كانت صدمة للأب والأم ولكنه أمر الله وبالفعل حمل طفله وجاء لأطباء المعهد الذين أكدوا النتائج وأنه مريض ومرضه قاس لا يرحم.. ويحتاج إلى علاج كيماوى وإشعاعى وأن عليه أن يحضر للمستشفى أسبوعيا لتلقى العلاج والمتابعة وإجراء الفحوصات والتحاليل وكانت رحلة صعبة على الأب لأنه يضطر إلى ترك عمله الذى يقتات منه هو وأسرته وترك هذه المهمة للأم التى تحمل طفلها إلى المستشفى ذهابا وإيابا وكل ذلك يمثل عبئا على الأسرة التى تعيش يوما بيوم فهل تجد الأسرة من يساعدها . أما الحكاية الثانية للطفل «حازم» الذى يبلغ من العمر الخامسة وحكايته لا تختلف عن قصة «إبراهيم» فهو الطفل الثانى فى أسرة فقيرة تعيش فى محافظة من محافظات شمال الصعيد الأب يعمل بالزراعة والأم تساعده بتربية بعض الدواجن ولكن الرزق قليل وبالرغم من ذلك فهم يحمدون الله ويطلبون الستر.. ويحاولون توفير لقمة العيش للأولاد الثلاثة .. لقمة العيش فقط ولكن الدواء ومواجهة المرض فهو ترف لايستطيعون مواجهته وهو ما حدث عندما بدأت أعراض المرض تظهر عليه فى صورة قىء وإسهال.. حاولت الأم أن تواجه هذه الأعراض عن طريق المشروبات والوصفات الشعبية التى يعرفها أهل الريف جيدًا ولكن لم يحدث أى تقدم فى حالة الطفل بل زادت تدهورًا واضطرت إلى اصطحابه للوحدة الصحية وكانت الوصفة بعض الأدوية التى لم تٌجد وخاصة أن الآلام التى صاحبت الحالة شديدة وبات الطفل يصرخ طوال الليل حتى حملته الأم إلى المستشفى العام الذى تم له فيه تركيب محاليل لأن حالته كانت فى تدهور سريع وأجريت له تحاليل أثبتت أنه مصاب بسرطان بالمعدة وحوله الأطباء إلى المعهد القومى للأورام كل ذلك والأم فى ذهول مما أصاب طفلها.. وجاءت به إلى حيث الأطباء المتخصصين والذين أكدوا إصابته بسرطان المعدة ودخل المعهد لتلقى العلاج وإجراء الفحوصات.. الطفل الآن تلقى العلاج الكيماوى والإشعاعى ولكنه يحتاج بصفة دائمة التردد على المعهد.. الأسرة لا تستطيع تحمل نفقات العلاج مع نفقات الانتقال من وإلى القاهرة.. فهل تجد هذه الأسر من يقف بجوارها من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.