«نفسية» الحامل.. تحدد صحة الجنين

تعتمد سيكولوجية الحمل على الاتجاهات التى تتبناها المرأة نحو الحمل ,هكذا بدأت استشارى الطب النفسى الدكتورة هبة عيسوى حديثها وقالت: إن الاتجاهات السيكولوجية للحامل تعتمد على:
الإحساس «بالهوية الأنثوية»: حيث إنه كلما كانت متقبلة لدورها الأنثوى و فخورة به، كلما كانت الفرحة بالحمل و فخورة به أيضا. وهذا يجعل فترة الحمل من أجمل الفترات رغم المتاعب الجسدية أما المرأة الكارهة لدورها الأنثوى، فإنها تعانى معاناة شديدة فتجدها كثيرة الشكوى من الأعراض الجسدية و النفسية طوال فترة الحمل، و هذا قد يتسبب فى الإجهاض التلقائى لديها .
إضافة إلى المعتقدات السائدة حول الحمل والولادة فبعض السيدات ينظرن للحمل على أنه حدث فيسيولوجى طبيعى كسائر الأنشطة الجسمية، لذلك يتفاعلن معه ببساطة وأخريات تكون لديهن معتقدات سخيفة عن الحمل والولادة، مثل: «دخول روح فى روح» و«خروج روح من روح» وهذه المعتقدات تجعل المرأة فى حالة توتر و قلق طوال مدة الحمل .
فضلًا عن توقيت الحمل: الحمل فى بداية الزواج يكون مصاحبًا بفرحة وغبطة و استقبال إيجابى، فى حين الحمل لدى المرأة التى شارفت على الأربعينات من عمرها، لا يتلقى بنفس الفرحة بل العكس , قد تنزعج الزوجة، وتخجل عن البوح بحملها للناس.
أيضًا التخطيط للحمل كلما كان الحمل مخططا له و متوقع ًاحدوثه، كلما كان استقباله مريحا، أما الحمل المفاجئ فربما يقابل بالإنكار والرفض.
وهناك مرغوبية الحمل حيث إن المرأة العقيم التى انتظرت الحمل سنوات عديدة، تستقبل حملها بفرحة كبيرة، تنسى معها المتاعب التى صادفتها، أما المرأة التى تعانى من كثرة الأطفال , فإنها تصدم بخبر حمل جديد، لا ترغب فيه لظروف قد تكون صحية، اجتماعية أو نفسية.
وأشارت د. هبة عيسوى إلى أن الجنين يشعر برغبة أمه به أو عدم رغبتها فى إنجابه، وذلك من خلال مواد كيميائية، و الحمل غير المرغوب فيه ينتج عنه فى الغالب طفلا مضطربًا نفسيا.
كما أن العلاقة بالزوج مهمة جدًا لأنه كلما كان الزوج محبوبا كلما كان الحمل مرغوبا، وعلى العكس المرأة التعيسة فى حياتها الزوجية، تشعر بأن الحمل عبئا ثقيلا عليها، فتشعر أنها تحمل جزءا من هذا الزوج المرفوض، وتدخل فى صراع بين الرفض و القبول بدافع غريزة الأمومة، وبين الرفض بسبب الزوج، طوال فترة الحمل من خلال ما سبق، يتضح لنا أنه كلما كانت هذه الاتجاهات إيجابية فى مجملها فالحمل يعتبر تحقيق و تأكيد ًاللهوية الأنثوية، حيث تشبع الأم حاجاتها النرجسية الأساسية، أما إذا كانت الاتجاهات نحو الحمل سلبية , فيسود المرأة مشاعر الرفض , و الاشمئزاز وخوف من الولادة وقد يحدث إجهاض.