يشعر أغلب النساء ببعض الكآبة النفسية خلال فترة الحمل، فيما يصاب بين 50 و80 في المائة منهن، بشكل عام, بأحد أنواع حالات ما يعرف ب اكتئاب ما بعد الولادة. ويعود السبب، كما يعتقد بعض الباحثين, إلى حصول بعض التغيرات الناجمة عن تغيرات تطال الهرمونات الأنثوية خلال مرحلة ما بعد الولادة، بعد انقضاء وتيرة تغيرات الهرمونات تلك في مرحلة الحمل نفسها. بينما يعتقد البعض الآخر، أن اكتئاب ما بعد الولادة يعكس حقيقة ما لحق بحياة المرأة من تغيير خلال مرحلة الحمل وما يمر بها بعد خروج الجنين من رحمها. وبالرغم من سعادة المرأة بولادة طفل جديد لها، فإن اضطراب الهرمونات, والتغيرات الجسدية التي حصلت خلال شهور الحمل، وتعاظم الإحساس بالمسئولية الجديدة الملقاة عليها في العناية بالمولود، والشعور الداخلي بأن حياتها اختلفت, كلها عوامل قد تؤدي إلى تبدل أو اختلاط إحساس الفرح بأحاسيس من مزيج من الخوف والآسي و الكآبة وغيرها. وعلاج اكتئاب ما بعد الولادة يعتمد على شدة أعراض الاكتئاب, فالاكتئاب الخفيف العابر الذي يصيب المرأة, والذي يستمر من عدة أيام إلى أسبوعين، لا يؤثر على الأم بصورة شديدة، ولا على اهتمامها بالطفل، وعادة يختفي تلقائيا، ولذا فإنه لا يستدعي العلاج الطبي أو الدوائي، بل كل ما تحتاجه الأم خلال تلك الفترة هو الاهتمام والدعم من قبل الزوج والأبناء والأهل، ومراعاة حالتها النفسية، أما في حال امتداد فترة الاكتئاب لوقت طويل، فقد يستدعي الأمر التدخل الطبي.
