تدشين البرنامج التثقيفي الصيفي للطفل وتفعيل رسالة المساجد بالوادي الجديد    علي جمعة وأبو العزائم «أبرز الفائزين»، إعلان نتائج انتخابات المجلس الأعلى للطرق الصوفية    توافد المشايخ على انتخابات المجلس الأعلى للطرق الصوفية    اقتصادي: ثورة 30 يونيو أنقذت الوطن.. والرئيس السيسي سبق العاصفة    وزيرا الأوقاف والعمل يضعان حجر الأساس لبناء مسجد برأس غارب بتبرع من رجل أعمال    بحث 94 شكوى في لقاءات خدمة المواطنين بقرى ومراكز الفيوم    ضمن استراتيجية إحلال «التوك توك».. «الإنتاج الحربي»: تجميع 911 سيارة «كيوت» خلال 2024    قبل الموافقة عليه بيومين.. مشروع قانون جديد "للإيجارات القديمة" يتيح شقة بديلة    كيف استثمر النظام الإيراني الفشل الإسرائيلي الأمريكي لاستعادة بريقه؟    وزارة الصحة بغزة: 500 شهيد ومصاب خلال ال 24 ساعة الماضية    بنفيكا يخطط لإنقاذ جواو فيليكس من دكة تشيلسي    موقف الزمالك من صفقة أسامة فيصل    محمد الشناوي يودع شيفو: كلنا بنتشرف بيك يا حبيبى ونتعلم منك الأخلاق    "صبحي" و"حبشي" يتفقدان نادي بورسعيد الرياضي    رونالدو يُرشح خيسوس لتدريب النصر    الفساد تحت كل ورقة شجر، توفيق عكاشة يكشف سر مصرع الفتيات في حادث الطريق الإقليمي    أحمد السقا الذي أعرفه والذي لا أعرفه؟!    خلال احتفالية بذكرى 30 يونيو.. «الثقافة» تطلق مشروع توثيق تراث فرقة رضا    تحت عنوان «عودة الغايب».. فضل شاكر يحيي حفلا غنائيا لأول مرة في قطر يوليو المقبل    بعد إطلاق حملة قومية، 7 فوائد للتبرع بالدم وأهم الشروط    تعديل مواعيد العمل بالعيادات التخصصية بالقصر العيني اعتبارا من الشهر القادم    إسماعيل كمال يتفقد مستشفى أسوان التخصصي العام بالصداقة الجديدة    فوائد مشروب الكركم وأفضل طرق لعمله والاستفادة منه    وكيل السلام الأممى يرفض انتهاك إسرائيل بالتواجد فى المنطقة العازلة مع سوريا    رئيس المنطقة الأزهرية يتفقد لجان امتحانات الثانوية الأزهرية ويطمئن على دعم الطلاب    غلق وتشميع 35 محلا وكافيه غير مرخص فى أسوان    طقس شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا اليوم السبت 28 يونيو 2025 بكفر الشيخ    «الهلال الأحمر»: دراسة حالات أسر ضحايا حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية لتقديم الدعم اللازم    خلال أسبوع.. تحرير أكثر من 330 محضر مخالفات تموينية بمحافظة بني سويف    الجيش الروسي يحرر بلدة تشيرفونا زيركا في دونيتسك    سعر الذهب اليوم السبت 28 يونيو 2025 بعد تحقيق أدنى مستوياته عالميا خلال 29 يوما وتوقعات الفترة المقبلة    التقديم للصف الأول الثانوي 2025.. رابط التسجيل والأوراق المطلوبة    فى ذكرى ميلاده.. أبرز مؤلفات عباس العقاد    مدير مركز القدس للدراسات: إسرائيل ترفض أى تهدئة وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة    أسفار الحج (6)..الصفا والمروة وزهرة اللوتس    عيبك أولى بالإصلاح من عيوب الآخرين    توجيه عاجل من الرئيس السيسي بشأن ضحايا حادث المنوفية    وزير الزراعة: الصادرات الزراعية المصرية إلى هولندا 500 مليون دولار    موعد مباراة بالميراس ضد بوتافوجو في كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة    أيامه أصبحت معدودة.. تفاصيل العروض الخارجية لضم وسام أبو علي من الأهلي    عودة الهضبة وعمرو مصطفى للتعاون الفني.. أبرز ملامح ألبوم عمرو دياب الجديد    شيماء عبد الحميد.. من مدرسة الصنايع إلى كلية الهندسة ثم وداع لا يُحتمل    مدرب بالميراس: لن نُغيّر أسلوبنا أمام بوتافوجو وسنسعى لإيقافهم    نجم مانشستر سيتي يكشف خطة بيب جوارديولا للفوز على يوفنتوس    منظمة أكشن إيد: مراكز توزيع المساعدات تحولت إلى فخ مميت لأهالي غزة    السبت 28 يونيو 2025.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع    ضحى همام.. رحلت قبل أن تفرح بنجاحها في الإعدادية    12 أكتوبر.. روبي تحيي حفلا في فرنسا    تعليم المنوفية: إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية اليوم عقب اعتمادها من المحافظ    قصة كفاح مهندسي مصر من أجل تحقيق حلم.. 8 سنوات تلخص رحلة إنشاء مصيف مطروح.. 25 مليون جنيه تكلفة المشروع    مصر ترحب باتفاق السلام بين الكونجو الديموقراطية ورواندا    مصدر فلسطيني مسئول لسكاي نيوز عربية: حماس تضع 4 شروط لقبول صفقة التبادل    نقيب المحامين ينعي ضحايا حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية    محافظ أسيوط يتفقد المنطقة التكنولوجية وواحة سيليكون بأسيوط الجديدة    "الصحة" تعلن توقيع 10 بروتوكولات ومذكرات تفاهم بمؤتمر صحة إفريقيا    مع شروق الشمس.. أفضل الأدعية لبداية يوم جديد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 28-6-2025 في محافظة قنا    رسميًا.. موعد صيام يوم عاشوراء 2025 وأفضل الأدعية المستحبة لمحو ذنوب عام كامل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وجوه قديمة لا تُنسى على شاشة الدراما المصرية
نشر في أكتوبر يوم 27 - 07 - 2014

هؤلاء الممثلون والممثلات ما زالوا يحتلون مكانا فى الذاكرة، شعرت بتقصير حقيقى لأننى لم أكتب عن كل واحد منهم مقالا مستقلا، فكتبت عنهم هذه البورتريهات القصيرة، انتظارا لوقت تسنح فيه الفرصة لإنجاز كتاب عنهم، وعن عدد مهول من الأسماء التى قفزت تزاحمهم، كم هى ثرية الدراما المصرية بكل هؤلاء، وكم نحن محظوظون بما قدموا من أعمال.
(1) كانت نسرين إحدى أجمل الوجوه التى ظهرت فى الدراما التليفزيوينة، وكان أمرا رائعا أن تكون ايضا ممثلة هايلة، عملها الذى ترك بصمته الكبرى، وحقق لها شهرة مدوية هو بالطبع «فرصة العمر» مع محمد صبحى، لولاّ فتاة رومانسية حالمة خارج الواقع تقريبا، حورية من كوكب تانى، بدت واثقة جدا من نفسها، وراسخة الأداء، ربما سبق هذا الدور لقطلت قصيرة فى فيلم الحفيد، الطالبة المودرن التى ترتدى الميكروجيب، وتأتى لتذاكر مع زميلها فى منزل أسرته، قدمها محمد فاضل فى دور سكرتيرة شريرة فى حلقات «نجم الموسم» مع محمد رضا أو حنفى الونش، بدا أن نسرين قد بدأت مرحلة الأفول مبكرا حتى فاجأتنا بدورين جيدين ولافتين فى مسلسلين كبيرين : «المشربية» و«رحلة أبو العلا البشرى» فى جزئه الأول، ظهرت فى دور سينمائى آخر فى فيلم «شيلنى واشيلك « للمخرج على بدرخان، قدمت بعض الاستعراضات للأطفال، وفيلما من إخراج زوجها الممثل الرائع محسن محيى الدين، أتذكر أننى حضرتُ عرض هذا الفيلم فى نقابة الصحفيين فى مقرها القديم، ربما كان هذا ظهور نسرين الجماهير الأخير مع محسن محيى الدين، لم تكن مختلفة على الإطلاق عن مظهرها وطبيعتها التلقائية التى نراها فى أدوارها الفنية، بسيطة وودودة كأنها صديقة أو جارة، فجأة اعتزل محسن ونسرين واختفيا ،ظهر محسن أخيرا ولم تظهر معه نسرين، اختفت ممثلة موهوبة لديها قبول وحضور مكتسح، بنت السبعينيات المتحررة والواثقة من نفسها، ربما كان اعتزالها ترجمة رمزية لاختفاء هذا النموذج فى الواقع أمام المد المتأسلم الصحراوى، غابت نسرين عن الشاشة ولكنها لم تغب عن الذاكرة.
(2) وهذا ممثل خفيف وظريف جدا رغم وزنه الثقيل.. أحمد ماهر تيخة هو رفيق مشوار عادل إمام وسعيد صالح، وما زالوا من أقرب الأصدقاء حتى اليوم رغم هجرة ماهر إلى أمريكا فى بداية السبعينيات.. يتواصلون تليفونيا فى كل الأوقات، أجمل ما فى هذا الممثل هو حضوره الكبير، لو ظهر فى مشهد واحد لابد أن تتذكره، أشهر أدواره المسرحية دوره فى «هاللو شلبى»، كان سعيد صالح» بيدألجه» على المسرح زى البرميل، واشهر أدواره السينمائية مشهد يتيم فى فيلم «مطاردة غرامية» مع فؤاد المهندس ومدبولى عريس أقرب الى الطفل البدين مع عروس مجرّبة لعبت دورها زوزو شكيب، موهبة عظيمة، ولديه قدرة هائلة على الحركة المرنة رغم وزنه، أراه من اظرف الممثيلن البدناء، ربما لو استمر لكان له شأن كبير.
(3) يتذكر جيل السبعينيات والثمانينيات هذا الموهوب الرائع.. سامى فهمى أو شاكر فضله فى فرصة العمر مع محمد صبحى، والشاب الأخرق بتاع العمليات النضيفة فى حكاية ميزو، والخطيب العجيب فى مسلسل «برج الحظ» مع نادية فهمى والتطاوى ومحمد عوض، سافر لدراسة الفن لمدة عامين فى أمريكا، أخذته الحياة فتحول الى البيزنس وعاش هناك لمدة 30 عاما، تزوج وأنجب، كان هناك حديث منذ عدة سنوات لعودته الى الدراما المصرية التى كان يتابعها، خسارة هذه الموهبة العظيمة التى ما زالت فى الذاكرة رغم كل هذه السنوات.
(4) ربما يكون أغرب ما فى وجه زيزى مصطفى قدرتها على أن تستدعى الطفلة البريئة أوالأنثى الناضجة (المغوية أحيانا) وقتما وكيفما تشاء، كانت بدايتها لافتة للغاية، فتاة عمرها 16 سنة فى دور صغير فى فيلم «بين السماء والأرض»، ثم دور صعب أدته بامتياز فى فيلم «المراهقات»، ودور مثير للشفقة فى مسلسل الضحية أمام عبد الغنى قمر، ودور أكثر شهرة فى فيلم كبير هو «البوسطجى»، ودوران هامان فى فيلمى «سيد درويش»، وفيلم «المتمردون لتوفيق صالح»، ثم دور أكثر جرأة فى فيلم «رجل وامرأة» لحسام الدين مصطفى، راقصة عاشقة، فى مرحلة النضج قدمت أدوارا تليفزيونية لا تنسى، ما بين الزوجة المتسلطة فى «أبنائى الأعزاء شكرا»، والزوجة المغوية فى «أحلام الفتى الطائر» مساحة واسعة تثبت موهبة زيزى مصطفى، لا ننسى أيضا دور الأم فى «راجل وست ستات»، ودورها فى فيلم «الحريف»، ودورها المختلف جدًا فى فيلم «زوجة رجل مهم».. هذا الوجه الملائكى كان يستطيع أن يكون شريرا لو أراد وياله من شر جميل!
(5) حياة قنديل أحد أجمل الوجوه المصرية التى قدمتها السينما فى السبعينيات، ومن أكثرهن موهبة أيضا. بدت كما لوكانت عنوانا على الفتاة العصرية المتحررة، فى «إمبراطورية ميم» لعبت شخصية ابنة مسترجلة، ولكنها سرعان ما قدمت أدوارا أصعب وأعقد : طالبة منحرفة فى «المذنبون»، وعاهرة فقيرة فى «دائرة الانتقام»، ولكن دوريها الأهم فى رأيى كانا فى فيلمى «سونيا والمجنون» و«الشياطين»، والعملان عن روايات لديستوفيسكى ومن إخراج حسام الدين مصطفى. رومانسية رقيقة فى «اذكرينى»، إلا أنها مثل بنت الجيران، وجه تراه فى كل مكان، حسناء تدفع ثمن طموحها، حياة ممثلة موهوبة جدًا، اعتزلت مبكرا بعد زواجها من الممثل الراحل فكرى أباظة.
(6) أراه مشخصاتيا عبقريا، لا أقل أبدا من ذلك كان عدلى كاسب يصيبنى بالرعب فى طفولتى فى أدواره الشريرة، لم يحدث لى ذلك مثلا مع فريد شوقى أو محمود المليجى، ولكنه حدث وأنا أشاهد عدلى فى دور السكير الشرس فى فيلم «المراهقات»، ودور المعلم العنيف رد السجون والأخ الظالم فى «السفيرة عزيزة»، بل حدث حتى وأنا أشاهده فى دور قصير مهيب كمخبر فى فيلم «اللص والكلاب»، من أين ينبع هذا الشر الغبى المخيف؟!، ولكنه هو نفسه عدلى كاسب الذى لعب دور الزوج الطيب فى «لقاء فى الغروب» والأب الظريف فى «عائلة زيزى» وفى «نغم فى حياتى» والأخ التركى العاطل المتعجرف فى مسرحية «إلا خمسة» عدلى كاسب مشخصاتى استثنائى فعلا، لم يأخذ حقه، ولم نشعر بغيابه الفادح إلا عندما ترك أدواره المتنوعة بعد وفاته ليلعبها كل من هب ودب، والمذهل أنه كان يقدم شخصياته بمنتهى السلاسة، ودون ذرة افتعال.. كان بيمثل «وهوة سايب إيده».. عبقرى.
(7) كلما شاهدت محمد يوسف وقعت من الضحك متذكرا مشهده فى فيلم «سمع هس» رئيس المحكمة (خيرى بشارة) يسأل المحامى (محمد يوسف) الذى يرتدى بيجامة وفوقها روب المحاماة الأسود: إيه ده يا استاذ.. إنت جاى تترافع بالبيجامة؟! يرد المحامى بثقة: «يجوز سعادتك فى القضايا المستعجلة، فيقول القاضى ببساطة: فعلا يجوز فى القضايا المستعجلة.. محمد يوسف كوميديان خطير من جيل فؤاد المهندس وأمين الهنيدى وفريق ساعة لقلبك، اشتهر بدور المعلم شكل، انطلق فى مسرحيات مثل حواء الساعة 12 وسيدتى الجميلة ونمرة 2 يكسب، قدم أفلاما أيضا مثل شارع الحب وحماتى ملاك، وتألق فى السبعينيات مع خيرية أحمد وعبد المنعم إبراهيم فى برنامج تليفزيونى بعنوان عالم الاستعراض، ثم اختفى تماما ليعيد شريف عرفة اكتشافه فى أفلامه كما فى سمع هس والإرهاب والكباب والناظر وعبود على الحدود ويا مهلبية يا، وأصبح من أبرز نجوم أفلام الشباب بعد نجاحه فى دور الأب الصعيدى فى فيلم صعيدى فى الجامعة الأمريكية، وصار هو وحسن حسنى من ثوابت أفلام المضحكين الجدد، له أدوار إنسانية مميزة جدا مثل دور العربجى فى فيلم «الساحر».. آخر أفلامه «خالتى فرنسا»، موهبة عظيمة على المسرح وفى السينما وفى الإذاعة.. محامى البيجامة الظريف محمد يوسف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.