منذ عام وبالتحديد يوم 26 يونيو 2013، زارات مصر السيدة كاترين أشتون مسئولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، وطلبت أن تلتقى ببعض الأشخاص التى تمثل جبة الانقاذ فى عهد د. محمد مرسى. كانت مصر تستعد للمشهد العظيم يوم 30 يونيو 2013 يوم إسقاط حكم الإخوان. كنت ضمن الوفد الذى التقى بها و كان السفير نبيل فهمى، الوزير منير فخرى عبد النور، السفير معصوم مرزوق، وأحمد سعيد، د. عماد جاد، و كنا فى ذلك الوقت نمثل الأحزاب المشاركة فى جبهة الإنقاذ كانت رسالتنا لها أن خروج المصريين سيكون سلميا ولكن هناك تصميم على إسقاط هذا الحكم الفاشل. استمعت لنا جميعا وردت بهدوء أنه من حقكم الخروج يوم 30/6/2013 و لكن تغيير نظام الحكم يجب أن يتم بآليات أخرى وهى الانتظار حتى 30/6/2017 والذهاب إلى صناديق الانتخابات وانتخاب رئيس آخر. وأنه من المهم أن ننصرف بعد تظاهرات 30/6 والعودة إلى العمل والإنتاج لأن مصر تعانى من مشاكل اقتصادية خانقة، وأن الاتحاد الأوروبى على استعداد لمساعدة مصر والوقوف بجانب تطلعات الشعب المصرى. مر عام كامل على هذة المقابلة المهمة التى كانت تعكس مفاهيم غريبة جامدة لا تتوقع تصرفات الشعب المصرى. أعتقد أنه مع تقدم الأيام يزداد اقتناعنا بأهمية ما حققناه، وما أنجزه الشعب المصرى، وأن دعاوى الشرعية وخلافها يجب أن تخرس لأننا أنقذنا مصر، و لا أبالغ إذا قلت إننا أنقذنا المنطقة التى تتصارع فيها معاول الهدم مع معاول البناء والاستقرار. لقد ساهم فى نجاح المشهد شخصيات وأحزاب وتجمعات كل قام بدوره، وبدون انتظار لمقابل، كان هناك تصميم واضح على تحقيق الهدف وهو إسقاط حكم الإخوان. ويجب ألا يغيب عنا هذا الهدف لأننا مازلنا نواجه جهودًا عبثية لإرجاع مصر إلى الوراء وإجهاض هذا العمل البطولى الذى أداره الشعب المصرى بتلقائية وتصميم. وبعد مرور عام نكتشف استمرار التردى السياسى والفكرى لهذه الجماعة وعدم إدراكهم للواقع السياسى الجديد فى مصر. وأنهم وبفضل فقدانهم لبصيرة سياسية استطاعوا أن ينسفوا جسور الثقة مع الشعب المصرى، وأى احتمالات لتحقيق مصالح نستطيع أن نفتح بها صفحة جديدة معهم، وأثق أننا لن نفعل هذا قريبا لتعنتهم وتصميمهم على الحكم . ستكون هناك أصوات منادية بضرورة إدماجهم فى الحياة السياسية الجديدة سنسمع ذلك فى الولاياتالمتحدة و بعض الدول الغربية ودول مثل تركيا وقطر وستظل هذه الجملة مصاحبة أى خطاب سياسى موجه إلى مصر فى المرحلة المقبلة. لن نغلق الأبواب و لكن أين مبادرتهم هل نحن نمثل أغلبية الشعب ونستطيع العيش بدون مشاركتهم، و لكن ماذا عنهم؟ لماذا لا يفهمون أنهم أقلية ولا تستطيع الأقلية أن تفرض موقفها على الأغلبية بل يجب أن تستمد قوتها من انسجامها مع الأغلبية؟. مصر يجب أن تتقدم إلى الأمام ولا تنغمس فى هذا الجدل السياسى العقيم، وألمح دلائل تدل على أننا نتطلع إلى المستقبل وتسيير قاطرة الوطن بخطى ثابتة ومن يريد أن يلحقها فالفرصة أمامه ومن يتقاعس فلا يلومن إلا نفسه. نستعيد الآن علاقتنا العربية والأفريقية فى إقليم مضطرب ولا نملك رفاهية الانتظار وقد تكون زيارة وزير خارجية الولاياتالمتحدة الأخيرة اعترافا بأهمية مصر الاستراتيجية فى هذا الإقليم، وأن أية سياسة استراتيجية خاصة بهذا الإقليم يجب أن تكون مصر مرجعيتها. والولاياتالمتحدة تعيد حسابتها وتعيد صياغة تفاعلها مع المنطقة، و لكن لا يعنى أنهم تخلصوا عن مخططهم الأسترتيجى، سيحاولوا معالجة الوضع فى العراق، ثم يعودوا مرة ثانية لاستراتيجيتهم لإنهاك القوى الصامدة فى الإقليم.