هل التعصب مرض أو هو عرض لمرض أو أمراض؟ سُؤال يلح علىً فترة وأنا أتابع ما يجرى فى بلادنا وبلاد الأشقاء من حولنا من تطرف وعنف يكاد يأتى على الأخضر واليابس؟ .. التعصب عرض لمرض أخطر منه اسمه (الانغلاق).. فى (الانغلاق الثقافى).. مناخ يجعل المجتمع لا يرى غير ذاته ثم لا يرى فى مقابل ذاته ثم لا يرى فى مقابل ذاته أنه حقوق للآخرين الذين معه فى نفس البلد أو القارة لا الكره الأرضية.. (نشرب ان وردنا الماء صفوًا ويشرب غيرنا كدرًا وطنيًا).. مع أن (غيرنا) هم أيضًا بشر مثلنا ولهم حق إذا شربوا أن يشربوا الماء صفوًَا مثلنا. ... الذى يجرى على أراضينا الآن هو نتاج زمن من (الانغلاق) تبنت فيه عقول كثيرون منا انماط تفكير غريبة عن طبيعتنا كشعب يملك حضارة تجاوز عمرها ال 7 الآف سنة. قبل الآن بما يقرب من (180 سنة) طالع فضيلة الشيخ مصطفى عبد الرازق شيخ الأزهر (فى زمانه) فى إحدى مكتبات القاهرة كتابًا كان مسرحية أهل الكهف للأديب الشاب وقتها توفيق الحكيم. .. فى البداية ظن شيخ الأزهر أن (الحكيم) واحد من أصحاب العمائم يكتب عن (أهل الكهف) -المبهر- أن فضيلته كتب مقالا عن (المسرحية) بعدما كان أول مقال يكتبه كاتب عن هذا العمل الأدبى. ..فى المقال بسماحة شديدة أقر الرجل للأديب توفيق الحكيم بحق أعمال خياله كأديب ومبدع، قال فضيلته فى المقال بالنص عن (أهل الكهف): درس مؤلفها القصة درسًا محيطًا ثم أسلم جوهرها إلى خيال موفق! وفى موضع ثانى من المقال. قال فيها حب بل ووصف قصة الحب التى تناولتها الرواية بين مشلينا (واحد من أهل الكهف) وبريسكا (ابنة الملك). بأنها قصة حب من أقوى حوادث الرواية وأروعها. ... مناخ التنوع الثقافى الذى كنا فى مصر نعيشه فى ذلك الزمن هو ما منح (الحكيم) الحرية ككاتب. افهموها بقى!