تعد سلطنة عمان جسرًا للتواصل بين آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وتحظى باحترام العالم بفعل تعاملها الحضارى مع الأمم. وتفعيلاً لهذا التواصل: عقد السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان لقاء مهما مع الملك خوان كارلوس ملك إسبانيا خلال زيارته الرسمية التى اختتمها للسلطنة حيث استعرضا مجالات وآفاق التعاون الثنائى المشترك بين البلدين. وقَّعت السلطنة وإسبانيا خلال الزيارة على أربع مذكرات تفاهم فى مجالات التعاون العسكرى والنقل والسياحة، كما وقع البلدان اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبى ومنع التهرب الضريبى بالنسبة للضرائب على الدخل، وأعرب الجانبان عن حرصهما على تبادل الخبرات فى المجال السياحى، وقد قدمت هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم عرضا مرئيا عن المشروع بهدف استقطاب الاستثمارات الإسبانية فى المنطقة الاقتصادية لاسيما فى المجال السياحى. من جانبه أكد الملك كارلوس أن سلطنة عُمان دولة آمنة ومزدهرة وحققت بنجاح دمج التراث والمدنية والعصرية كما حظيت باحترام العالم لها لما تحققه فى المنطقة من سلام وأمان بفعل التعامل الحضارى بين الأمم. جاء ذلك خلال لقاء عقده قبيل اختتامه زيارته للسلطنة وضم مجموعة من رجال الأعمال العمانيين ونظرائهم الأسبان وذلك فى إطار برنامج الزيارة الرسمية التى قام بها. كما أوضح أيضا أن السلطنة صاحبة تاريخ عريق وهى جسر للتواصل بين آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا من خلال التراث والثقافة، معربا عن أمله فى أن تكون زيارته نقطة انطلاق لتقوية العلاقات بين الشعبين ليس بسبب الاتفاقيات التى وقِّعت ولكن فى ظل التعاون القائم. وقال إن الوفد الذى رافقه ضم مجموعة من ممثلى عدة شركات إسبانية عالمية لديها خبرة كبيرة فى قطاعات الغاز والطاقة ولديهم الرغبة فى الاستثمار والمساهمة فى المشاريع القادمة خلال السنوات الخمس القادمة ضمن الرؤية المستقبلية. مذكرات تفاهم استقبل الملك كارلوس ضمن برنامج زيارته بمقر إقامته الدكتور يحيى بن محفوظ المنذرى رئيس مجلس الدولة، كما استقبل خالد بن هلال المعولى رئيس مجلس الشورى. كان ديوان البلاط السلطانى قد أصدر بيانا للترحيب بالزيارة وذكر أنها تمثل تتويجاً للعلاقات الوطيدة، كما تأتى فى إطار اهتمام قيادتى البلدين بالارتقاء بمستوى التعاون القائم بينهما إلى آفاق أرحب بما يحقق المزيد من المصالح المشتركة للشعبين العمانى والإسبانى. ورافق الملك خلال زيارته التى استمرت ثلاثة أيام وفد رسمى ضم كلاً من وزراء الدفاع، والأعمال العامة والبنية الأساسية، والصناعة والطاقة والسياحة. مباحثات مهمة تعد زيارة الملك كارلوس أحد مشاهد المشاورات العُمانية الموسعة التى تعتبر من محاور الأدوار الدبلوماسية والسياسية المهمة التى تضطلع بها السلطنة للإسهام فى تعزيز الجهود الرامية لإثراء حوار الحضارات، ويمثل ذلك ترجمة عملية على أرض الواقع لمواقفها الداعية إلى مساندة كافة المحاولات التى تستهدف التوصل إلى تحقيق الاستقرار وإحلال السلام فى ربوع العالم. على ضوء ذلك فإن سلطنة عُمان تواصل إجراء المباحثات المهمة مع مختلف البلدان فى إطار الاتصالات العربية والعالمية السياسية والاقتصادية المكثفة التى تقوم بها لدعم التعاون المشترك.