«لا جديد يتناقشون للعيش فى صراع لسنوات قادمة»، كان هذا عنوان مقاله للكاتب الإسرائيلى «تشلو روزنبرج» نشرتها مؤخراً صحيفة معاريف الإسرائيلية تحدث فيها عن الصورة التى أصبح عليها الصراع الإسرائيلى الفلسطينى خلال مسيرة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التى من المفترض انتهاؤها فى 29 من الشهر الجارى، ولم يطلق سراح الأسرى الفلسطينيين حتى الآن. وأكد تشلو أن المشهد السياسى بين الطرفين لم يأت بجديد عما مضى، ومازال يتكرر بنفس تفاصيله ،وهذا ما يمكن أن نلاحظه إذا تحققنا جيداً من النزاع الدائر الآن بين الطرفين وسنرى أيضاً أن الولاياتالمتحده ليس لديها ما تقدمه ومن هنا أصبحت المفاوضات كمسلسل لا تنتهى حلقاته من الصراع الإسرائيلى الفلسطينى الذى يبدو أنه أبعد عن النهاية من أى وقت مضى بل سنرى دائماً العودة إلى نفس العبارات والاتهامات المتبادلة بين الجانبين والعودة إلى نفس الخطابات والتصريحات القائمة على العناد. وبعد أن قرر نتنياهو مؤخراً إيقاف اتفاقية أوسلو، تستعد الحكومة الإسرائيلية إلى وضع المزيد من العقبات لتعطيل مسيرة المفاوضات وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مؤخراً أنه سيقوم باتخاذ قرارات أحادية الجانب بشأن المفاوضات فى حال قيام الفلسطينيين بخطوة التوجه إلى الأممالمتحدة وأنه لا يعد هذه الخطوه تهديداً يوجه إلى الفلسطينيين، مؤكداً أنه يريد أن يستكمل المفاوضات ولكن ليس بأى ثمن، فى حين أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يرفض حتى الآن الإعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، ويزعم نتنياهو أن السلطة الفلسطينية لا تريد إلا تمديد المحادثات والانضمام إلى المنظمات الدولية وانتهاك الاتفاقيات، منادياً السلطة الفلسطينية بمراجعة قراراتها وأن جميع الفرص لإنقاذ تلك المفاوضات قد نفذت بعد آخر إجتماع فى القدس تم بين الجانبين برئاسة تسيفى ليفنى وإسحاق مولخو وصائب عريقات من جانب الفريق الفلسطينى. يأتى هذا فى الوقت الذى يقول فيه مسئولون إسرائيليون كما جاء فى صحيفة معاريف الإسرائيليه إن المفاوضات أصبحت فى طريق مسدود وأن جميع المحادثات والمناقشات التى تجرى الآن بين الجانبين ما هى إلا تحصيل حاصل ولا شئ تحقق على ضوئها حتى الآن ، خاصةً بعد أن تفاقمت الخلافات بإشتراط إسرائيل على أمريكا الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلى بولادر الذى أصبح ورقة رابحة فى يد الوسيط الأمريكى للضغط به على إسرائيل، مقابل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، فى حين أن أمريكا أقرت مؤخراً على لسان جون كيرى وزير الخارجية أنه خلال فترة وساطته بين الطرفين لم ير إلا أن إسرائيل هى المسئولة الوحيدة عن تعطيل تلك المفاوضات حتى الآن وأنها تواصل بناء مستوطناتها اليهودية التى وصلت إلى 700 وحدة سكنية فى القدس، مؤكداً أن إسرائيل لن تتوقف أبداً عن توصيل المحادثات إلى طريق مسدود، متسببه فى خلق شرخ كبير مع الفلسطنيين. وتفاقمت الأزمة أكثر بعد تعليق نفتالى بينيت رئيس مجلس إدارة البيت اليهودى على اتهامات كيرى بأن إسرائيل لن تعتذر ولن تتوقف عن بناء مستوطناتها فى القدس وأنها عاصمة أبدية للشعب اليهودى وما يحدث بها ليس بطفرة.