تشهد الأراضى الفلسطينية المحتلة الآن أجواء من التفاؤل الحذر والشك فى نوايا العدو الصيهونى بعد أن طالب رئيس الوزراء الفلسطينى محمود عباس وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بالضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو للموافقه على اقتراحين حتى يتم استئناف المفاوضات مع إسرائيل أولهما التفاوض على أساس حدود عام 1967 والثانى صدور قرار من الحكومة الإسرائيلية بإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلى . جاء هذا بعد أن أعلن نتنياهو عن نيته فى إطلاق 82 أسير فلسطينيا فقط خلال الفترة القادمه زاعماً أنها خطوة لدفع عملية السلام والتعجيل بالمفاوضات بين إسرائيل والسلطه الفلسطينيه بالشروط الإسرائيليه وليس بالشروط الفلسطينيه، الأمر الذى أثار تخوفات كبيرة فى دوائر السلطة الفلسطينية التى أصبحت تشكك فى سلامة نوايا حكومة نتنياهو خاصةً بعد بناء أكثر من خمسة آلاف وحدة استيطانيه خلال الشهور الأربعة القادمة ، وجاءت تحذيرات من داخل السلطة الفلسطينية ومركز «أسرى فلسطينين» بعدم قبول أى شروط فوق الشروط الفلسطينية فى عملية إطلاق سراح أسراها الذين قضوا فترة طويلة فى السجون الإسرائيلية بدأت ماقبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 بحجة أن أيديهم ملطخة بدماء اليهود ، وإذا وافقت السلطه الفلسطينيه الآن بإطلاق جزء من أسراها فإن ذلك سيعطى الفرصة لإسرائيل لفرض المزيد من الضغوط على السلطة الفلسطينية خلال فترة المفاوضات لقبول شروط الاحتلال فهناك أكثر من خمسة آلاف أسير فلسطينى من بينهم نسبة كبيرة تعانى من أمراض متعددة جاءت جراء سوء معاملة الاحتلال الإسرائيلى لهم وعمليات التعذيب وجاء فى تقرير نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية جاء أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على إطلاق سراح 82 أسير فقط من أسرى أوسلو فى الشهر الثانى من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التى ستتم تحت رعايه أمريكية ستستمر من ستة إلى تسعة أشهر على أربع مراحل ورفضت إطلاق أربعة وعشرين أسيرا آخرين منهم من يحمل الهويه الإسرائيلية وإذا تعثرت المفاوضات ستتوقف عملية إطلاق سراح الباقى منهم . كان هذا الوجه الظاهر من عملية إطلاق الأسرى الفلسطينيين خلال الشهور القادمة ، ولكن الوجه الخفى لهذه الصفقه أظهره الشرط الذى قدمه نتنياهو لكيرى من أجل إتمام هذه العملية حيث يتم مقابل هذا الشرط إطلاق سراح عميل الموساد الإسرائيلى جوناثان بولادر من داخل السجون الإمريكية وتكون هذه العملية فرصة لتحقيق رغبة إسرائيلية منذ سنوات عديدة حيث ألمح نتنياهو لكيرى من خلال هذا الشرط أن الإفراج عن بولادر خلال هذه العملية سوف يساعد كثيراً على تخطى عقبات الائتلاف والمشاركة بين إسرائيل وأمريكا وتحديد العملية السياسية بشكل عام.