تحتفل مصر فى أول جمعة من شهر إبريل كل عام بيوم اليتيم الذى ينادى بحق الطفل فى الحياة والتعليم والثقافة والتنشئة الصحية السليمة، ويتناول آثر الحب والإهمال العاطفى على الطفل. حول هذه الحقوق المشروعة قال الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى طب الأطفال بندوة قصر ثقافة مصر الجديدة تحت رعاية مدير ثقافة القاهرة محمد الشرقاوى إن ظاهرة الأيتام تزايدت فى الألفية الجديدة التى يمكن وصفها ب «ألفية الأيتام» ففى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وأوائل القرن العشرين كانت نسبة ضحايا الحروب من المدنيين لاتزيد على 50% وزادت النسبة إلى 66% فى الحرب العالمية الثانية وإلى 90% فى ثمانينيات القرن العشرين وحتى الآن تيتم نحو مليون طفل بسبب النزاعات المسلحة التى قتلت 2 مليون طفل أيضًا فى الفترة الأخيرة فجعلت ملايين من الأسر تكتوى بنار اليتم وحولت الآباء والأمهات ليتامى وهذا النوع المجازى من اليتم الذى يؤدى إلى حرمان الآباء والأمهات من فلذات أكبادهم ورمت بعباءة الإعاقة على 5 ملايين وتشرد 20 مليون طفل وصعقت 10 ملايين طفل بالصدمات النفسية. أكد الدكتور بدران أن أشد أنواع اليتم معاناة يظهر عند وفاة الأم عقب الخروج للحياة فالوليد يفقد أمه وصوتها الذى استمع له وحفظه عن ظهر قلب خلال فترة الحمل ويفتقد الحضن الدافئ اللازم لنموه ووقايته. وربما يرتبط فى ذهن الوليد صراع الحياة مع الموت وأنه قاتل لأمه ولولا مجيئه لعاشت أمه وتتضخم عقدة الذنب عنده. لذلك يجب أن يتم توفير أم بديلة فى حالة فقدان الأم البيولوجية فالتنشئة السوية تستلزم أن يعيش الطفل فى جو أسرى سليم بوجود الأب والأم فى بيئة مشبعة بالحب والعطف والأمان. فالجوع العاطفى ربما يشوه نموه النفسى ويشعره بأنه مغضوب عليه والدليل أنه فقد أحد والديه أو كليهما ويتزايد ذلك الشعور، حيث يفتخر الأطفال بوالديهم بينما يعانى هذا الطفل اليتيم من الاضطرابات النفسية نتيجة لذلك الشعرور بالنقص والعجز وعدم الثقة بالنفس والدونية فالطفل يتيم الأب فقط أو الأم فقط تقديره لذاته أفضل من يتم الوالدين، كما أكد الدكتور مجدى أنه ينبغى توفير جو أسرى للأطفال الأيتام حيث إن اليتامى الذين يعيشون فى دور الأيتام لديهم غياب للسعادة ودائما سلوكياتهم عدوانية خاصة لدى المراهقين نتيجة الشعور بالظلم وانخفاض الروح المعنوية واضطرابات بالسلوك وانخفاض فى التحصيل الدراسى. وأكد د. بدران وجود صور بشكل مختلف عن اليتم تتمثل فى فقدان الوالدين أو أحدهما بسبب حوادث السيارات «نزيف الأسفلت» والطلاق أسوأ من اليتم وظاهرة الأب المجهول نتيجة زواج عرفى أو غير شرعى مما يؤدى إلى إنكار النسب ويؤدى الإهمال العاطفى من الأم لطفلها إلى التخلف العقلى أو التأخر الدراسى وسوء التغذية والأنيميا وبطء النمو والسلوكيات العدوانية والوقوع فى الإدمان. وأشار استشارى طب الأطفال إلى تزايد معدلات الحساسية الجلدية والصدرية وزيادة التوتر والكبت العاطفى وزيادة معدلات الربو نتيجة التوتر الذى يعانى منه الأطفال نتيجة الطلاق بين الوالدين. وينصح بدران بأن يتم الطلاق من البداية حال عدم وجود تفاهم لتفادى ذنب الأطفال، ولكن إن تم يجب توفير جو أسرى هادئ مع الاستشارة النفسية إذا لزم الأمر، مطالبًا بالدعم النفسى والمادى لأسر المطلقات حتى لا يواجه الأبناء ظروف المعيشة الصعبة ويحيوا كراما.