مهنة الطب من المهن الإنسانية فى المقام الأول وقبل كل شىء.. ولكن الكثير من الأطباء هذه الأيام لا يعطون لهذه الصفة أى اعتبار وكل همهم هو جمع أكبر قدر من المال من المرضى.. فنجد مبالغة كبيرة من معظمهم فى أسعار الكشف ورفعها بين الحين والآخر دون سبب معروف وبعضهم يفرض مبالغ ورسوم مالية أخرى على الاستشارة والمتابعة ولا أبالغ إذا قلت إن بعضهم يتسابق فى رفع أسعار الكشف لعلهم يحصلون على عدد من المرضى أكثر من زملائهم الآخرين.. وللأسف فإن مواعيد الحجز لدى بعضهم قد تصل إلى شهور لزوم الوجاهة.. هذا بالإضافة إلى الأسعار الفلكية والمبالغ فيها أيضًا إذا قادك حظك العاثر لدخول أحد المستشفيات الخاصة التى تفتش جيوب المرضى وأهلهم للتأكد أنهم أنفقوا آخر مليم فى جيوبهم داخل المستشفى وقد ينتهى الأمر بوفاة المريض.. وهذا ليس المهم ولكن المهم أن يكونوا قد استنفدوا أكبر قدر من الفلوس من المريض وأهله.. كما أن هذه المستشفيات التى ليس عليها رقيب قد ترفض استقبال المريض وعلاجه إلا إذا سدد أهله مبلغ مالى كبير وربما يفقد المريض حياته أثناء المداولة على دفع رسوم الدخول لهذه المستشفيات.. وأصحاب هذه المستشفيات هم -فى العادة- مجموعة من الأطباء أصبح لا يكفيهم ما تدره عليهم عياداتهم ورأوا الاتجاه لمشروع أكبر يحقق لهم أكبر قدر من المال.. فهذه المستشفيات لا تقدم خدمة علاجية قدر ما يكون همها هو جمع أكبر قدر من المال من المريض وأهله.. والآن نشاهد اعتصامًا من بعض الأطباء للمطالبة بتحسين رواتبهم.. وقد وصل الأمر إلى حد التهديد بالإضراب .. (يانهار أسود).. ربما يكون بعض الأطباء الذين يعملون بالمستشفيات الحكومية لهم بعض الحق إذا ما قورون راتب أحدهم بدخل طبيب من أصحاب هذه العيادات الخاصة التى يتطلب الحجز فيها لشهور طويلة أو الذين يعملون بالمستشفيات الاستثمارية إياها.. وإن كان بعض الأطباء الذين يعملون بالمستشفيات الحكومية يتحكمون فى دخول المرضى لهذه المستشفيات عن طريق عيادتهم الخاصة.. ثم نفاجأ بأن الأطباء يطالبون بتحسين رواتبهم؟ ألم يكفيهم ما يدخل جيوبهم يوميًا من المرضى؟ المطلوب من هؤلاء الأطباء مراجعة أنفسهم وأن يضع كل منهم نفسه مكان المريض الذى فى حاجة للعلاج وحالته المادية لا تسمح.. فالطب رسالة إنسانية فى المقام الأول وليست مهنة لاستغلال المرضى.. وأقول لهم «ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء».