إن مستوى الخدمة الطبية بالتأمين الصحى يعتمد على عناصر عديدة: حالة المنشأة الطبية: بعد تطوير العيادات الشاملة والمستشفيات بالتأمين الصحى صار مستواها يماثل المنشآت الطبية الاستثمارية. مستوى الأجهزة الطبية: ان كل العيادات الشاملة والمستشفيات بالتأمين الصحى يتم تجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية المتطورة فى مجال الكشف والتشخيص وإذا كان هناك نقص فى بعض الأجهزة فإن التأمين الصحى يتعاقد مع أماكن تقديم هذه الخدمات خارج التأمين ويقوم بسداد التكاليف. العنصر البشرى (الطبيب): إن معظم شكاوى المرضى هى سوء معاملة أطباء التأمين وان هؤلاء الأطباء مازالوا يشعرون بالظلم الفادح الواقع عليهم لان رواتبهم مازالت متدنية للغاية رغم التصريحات الوردية التى يطلقها السادة المسئولون بين الحين والحين والتى تقدم وعودا لتحسين أوضاع الأطباء المادية ولكن العبرة فى النهاية بما يتقاضاه الطبيب فى نهاية الشهر وليست العبرة بما تحمله التصريحات الوردية من وعود لا يتم تنفيذها.. ان أطباء التأمين بالذات يعملون فوق طاقتهم ويقومون بالكشف على عدد كبير من المرضى ويعتمد التأمين الصحى على أطباء معينين يعملون فى مواعيد العمل الرسمية وأطباء متعاقدين يعملون بنظام الفترات وكل فترة مدتها ساعتان فقط ورغم ذلك فإن عدد المرضى يكون كبيرا جدا رغم ان قيمة الفترة التى يصرفها الطبيب قد لا تكفى أجر انتقاله إلى العيادة الشاملة مما يجعل الطبيب يشعر بالظلم وان شعوره بالظلم يجعله يظلم المرضى. كيف يفسد طبيب التأمين الصحى؟ إذا أراد المريض أن يحصل من طبيب التأمين على اجازة مرضية فإن الطبيب يرفض رغم ان حالته الصحية تستدعى حصوله على اجازة ليستريح من الآلام التى يعانى منها. يضطر المريض إلى الذهاب لعيادة الطبيب الخاصة ويقوم بدفع قيمة الكشف الباهظ ويكتب له الطبيب روشتة لا يقوم المريض بصرفها ولكنه يحملها ويذهب بها إلى نفس الطبيب فى اليوم التالى فى عيادة التأمين ويقدمها له فيحصل على الاجازة التى يريدها. ما ينطبق على الاجازة المرضية ينطبق أيضا على خطابات التحويل لعمل فحوص طبية ولذلك فإن العيادات الخاصة لأطباء التأمين تزدحم بالمرضى وتمتلئ جيوبهم بالمال الحرام لأنهم يستغلون معاناة المرضى.