عاود فيروس الغدة النكافية الهجوم على تلاميذ المدراس بعد اختفاء وبيات شتوى فى إجازة نصف العام. حيث انتشر المرض فى مدارس مصر بصورة تدعو للقلق بعد إصابة 109 طلاب فى أسبوع واحد، وهو ما يعد ارتفاعًا زائدًا فى عدد حالات العدوى بالنكاف بين طلاب المدارس ويشير إلى أن عدم التحصين ضد هذا المرض ربما يهدد بإغلاق المدارس لمحاصرة الفيروس. وأكدت وزارة الصحة أن مرض الغدة النكافية فيروسى بسيط ولا يستدعى المبالغة ولا التهويل، مؤكدة أنها تقوم بمتابعة الموقف الوبائى أولا بأول واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، مشيرة إلى أن الزيادة فى عدد الحالات خلال الموسم الدراسى نظرا لكثافة الطلاب داخل الفصول وعدم اتباع أساليب الصحة العامة وطبيعة المرض الذى ينتشر بشكل سريع. والغدة النكافية أو النكاف أو التهاب الغدد النكفية هو مرض فيروسى يصيب الغدة النكفية بالجسم وسببه فيروس يسمى paramyxovirus. وهى زوج من الغدد اللعابية تقع خلف الوجنتين وأسفل الأذنين. ويعتبر التهاب الغدة النكفية من الأمراض المعدية الشائعة التى تصيب الأطفال وله فترة حضانة طويلة وتظهر الأعراض السريرية بعد فترة تصل إلى ثلاثة أسابيع من تاريخ العدوى. وينتشر التهاب الغدة النكفية عبر استنشاق الرذاذ المتطاير فى الهواء من أنف أو فم شخص مصاب بالفيروس. ويقول الدكتور وائل أبو الوفا، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة، إن التهابات الغدد اللعابية الحادة تنتج عن عدوى فيروسية أو نتيجة لالتهاب بكتيرى، لافتا إلى أن التهابات الغدة اللعابية الناتجة عن عدوى فيروسية تؤدى إلى الإصابة بالتهابات الغدة النكافية، التى عادة يصاب بها الأطفال من سن 6:4 سنوات، وهذه العدوى الفيروسية تأتى عن طريق رذاذ التنفس من شخص للآخر. وأضاف «أبو الوفا»، أن الأعراض التى تدل على الإصابة بالغدة النكافية تضخم الغدة أسفل الأذن، يصاحبه ارتفاع فى درجة الحرارة والشعور بالإرهاق التام، وفى هذه الحالة إذا لم يتم العلاج المناسب من الممكن أن يؤدى إلى حدوث مضاعفات بالجهاز التناسلى عند الذكور، ويكون علاجها عبارة عن مضادات حيوية وخافض للحرارة مع الراحة التامة وعدم الاختلاط بالأشخاص المحيطين به. وقال الدكتور عماد الشاذلى، استشارى طب الأطفال جامعة القاهرة إن التهاب الغدة النكافية هو خاص بالغدد اللعابية بالفيروس المسبب له وتقع الغدد اللعابية الأساسية تحت الفكين من الجانبين تحت الأذن، وينتشر الفيروس فى فصل الشتاء والربيع ولكن يمكن تواجده فى أى عمر لمن لم يصب به من قبل ويصيب معظم الأطفال فى معظم البلاد، ولكن الإصابة به قلت تماماً إلى أدنى الحدود فى الدول المتقدمة، حيث ينتشر التطعيم الواقى له MMR بصورة ناجحة، خاصة فى الدول التى تطبق نظام تطعيم الطفل بجرعتين، ولكن يحدث نوبات وبائية كل حوالى 4 سنوات فى المناطق التى لا تطبق التحصين الصحيح والأنواع الرديئة من التطعيم حتى 25 يوماً. ويشير الشاذلى إلى أنه لا يوجد مضاد لهذا الفيروس ومن الخطأ إعطاء أى مضاد حيوى لهذا المرض ولكن العلاج حسب الأعراض يتلخص فى إعطاء السوائل الدافئة والمسكنات وخافض الحرارة مع الراحة التامة لمدة عشرة أيام من بداية المرض ولكن المهم هو الوقاية من خلال الابتعاد عن أماكن التجمعات عند حدوث إصابة وعزل المصابين بالمرض وخاصة المدارس وإعطاء التطعيم الواقى له وهو من مسئولية الدولة. ومن جانبه قال الدكتور عمرو قنديل، وكيل أول وزارة الصحة للطب الوقائى، إن مرض الغدة النكافية فيروسى بسيط ولا يستدعى المبالغة ولا التهويل، مشيرا إلى أن الوزارة تقوم بمتابعة الموقف الوبائى أولا بأول واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة. وأضاف قنديل: «إن التهاب الغدة النكافية مرض فيروسى معدٍ، تظهر أعراضه خلال فترة من 2 إلى 3 أسابيع من انتقال العدوى، ممثلة فى ارتفاع درجة الحرارة، وصداع، وآلام بالعضلات، وفقدان للشهية، وتورم وألم فى الغدد اللعابية تحت الأذن أو الفك، على جانب واحد من جانبى الوجه». فى حالة الإصابة يُعطى المريض المناعة مدى الحياة، حيث إن فترة حضانة المرض حوالى من 12 إلى 18 يومًا. وقال إن الوزارة لا تنصح ولا توصى أى من طلبة المدارس أو الجامعات بأخذ تطعيمات ضد الغدة النكافية، مشيرا إلى أن طرق الوقاية من المرض تتمثل فى التزام المنزل بعد بداية ظهور التورم فى الغدة النكافية، ومحاولة الابتعاد عن المحيطين بالمنزل قدر المستطاع، والحد من الاختلاط مع الأشخاص الأخرى، خاصة الأطفال والأشخاص ذوى المناعة الضعيفة بالإضافة إلى التهوية الجيدة لأماكن المعيشة، وتغطية الفم والأنف بمنديل عند العطس أو السعال، وغسل الأيدى بالماء والصابون باستمرار، وعدم مشاركة استخدام أدوات الشخص المصاب، وتنظيف الأسطح باستمرار خاصة بعد استعمال الشخص المصاب. وأوضح وكيل وزير الصحة أن الزيادة فى عدد الحالات خلال الموسم الدراسى نتجت عن كثافة الطلاب داخل الفصول وعدم اتباع أساليب الصحة العامة وطبيعة المرض، مؤكدا أن إجمالى الطلاب المصابين بمرض الغدة النكافية بلغ 109حالات منذ بداية الفصل الدراسى الثانى. وأضاف أن الوزارة وزعت 60 ألف أسطوانة مدمجة لتوعية الطلاب والقائمين على منظومة التعليم فى المدارس بجميع المحافظات من خلال خطة وضعتها الوزارة للحد من انتشار الأمراض، خاصة مع بداية ظهور الأمراض الصيفية، كما أرسلت فرقًا من قطاع الطب الوقائى للمرور على المحافظات، والتأكد من توزيع خطة الوزارة للوقاية ومكافحة العدوى، والتأكد من وجود لجان التأمين الصحي، وتطبيق طرق الوقاية فى المدارس مثل وجود غرفة مخصصة لعزل الطلاب، حال وجود إصابة بأى مرض للحد من انتشارها. ونصح قنديل أولياء الأمور بضرورة منع الطفل من الذهاب للمدرسة حال إصابته بالأنفلونزا أو الغدة النكافية أو أى أمراض أخرى، لعدم تعريض الطفل لمضاعفات وحماية باقى الأطفال من العدوى.