عادت "الغدة النكافية" للظهور بين تلاميذ المدارس في عدة محافظات بعد اختفاء لعدة شهور، لتثير الرعب بين المسئولين وأولياء الأمور. وأعلنت وزارة التربية والتعليم عن استعدادها لمواجهة ظهور حالات للغدة النكافية بالمدارس، وذلك من خلال غرف العمليات التابعة لها، لمتابعة الوحدات الطبية بالمدارس. وأرسلت الوزارة نشرات لمختلف المدارس بالإجراءات الاحترازية التي يجب مراعاتها وتطبيقها بدقة، للوقاية من تفشي المرض بين الطلاب بالمدارس المختلفة، وعلى رأسها استمرار الفحص الظاهري اليومي للطلاب يومياً في طابور المدرسة وتحويل الحالات المشتبه بها إلى الفحص الطبي، ومنحهم إجازة فورية أسبوعا، إلى أن يتم التأكد من الحالات المريضة بالغدة النكافية وإخبار الطب الوقائي بتلك الحالات، ويتم بشكل مستمر حصر الحالات المصابة بها وإعلام الوزارة بها من خلال غرف العمليات. وأكدت وزارة التربية والتعليم، في بيانها الصادر من غرفة العمليات لمتابعة المدارس، الخميس، ظهور 14 حالة اشتباه بمرض الغدة النكافية في مدرسة عرب الغريري الابتدائية المشتركة، التابعة لإدارة شبين القناطر بمحافظة القليوبية. وأوضحت غرفة العمليات أن الإدارة الصحية والتأمين الصحي فحصت الطلاب المشتبه في إصابتهم، ومنحتهم إجازة مرضية لمدة 5 أيام، فضلًا عن التنسيق مع إدارة الطب الوقائي، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لطلاب المدرسة والمدارس المحيطة. وأعلن الدكتور عصام عامر - وكيل وزارة الصحة بالشرقية - عن إصابة نحو 48 طالبا وطالبة بالغدة النكافية بعدد من مدارس المحافظة. وأشار عامر إلى أن مديرية الصحة رفعت درجة الاستعداد القصوى، وتم اتخاذ كافة الاجراءات الوقائية بالمدارس الموجود بها الاصابات، وتكليف الزائر الصحى، بالإشراف على الحالات، وفصل الحالات التى تستدعى عن بقية الطلاب ومنحها أجازة لمتابعة العلاج فى المنزل. وأشار أيمن فهمي، المستشار الإعلامي لمديرية التربية والتعليم بالسويس، إلى أن المديرية اتخذت إجراءات وقائية بعد ظهور مرض الغدة النكافية في مدارس القليوبية. وكلف السعيد شومان، وكيل وزارة التربية والتعليم، إدارة الإعلام والاتصال السياسي بالمديرية، للتنسيق بين جميع الإدارات التعليمية الثلاث، لاتخاذ إجراءات عاجلة لتكثيف التوعية لطلاب المدارس والمعلمين وجميع العاملين بقطاع التعليم بالسويس، بعد ظهور مرض الغدة النكافية بمدارس القليوبية، وارتفاع عدد المصابين إلى 55 حالة. وتم التشديد على التهوية والنظافة بالفصول الدراسية، ومحاسبة جميع المدارس المقصرة في عدم الاهتمام بالنظافة، مشيرًا إلى أنه سيتم الاشتراك مع مديرية الصحة في إلقاء ندوات ومحاضرات من خلال أطباء وكبار المستشارين بالسويس، لتوعية التلاميذ بالتعاون مع مجالس أمناء التعليم بكل مدرسة. ما هو مرض النكاف ؟! والنكاف أو التهاب الغدد النكفية مرض فيروسي يصيب الغدة النكفية سببه فيروس يسمى paramyxovirus والغدة النكفية هي زوج من الغدد اللعابية تقع خلف الوجنتين وأسفل الأذنين. ويعتبر التهاب الغدة النكفية من الأمراض المعدية الشائعة التي تصيب الأطفال وله فترة حضانة طويلة حيث تظهر الأعراض السريرية بعد فترة تصل إلى 3 أسابيع من تاريخ العدوى. كيفية الإصابة ينتشر التهاب الغدة النكفية عبر استنشاق الرذاذ المتطاير في الهواء من أنف أو فم شخص مصاب بالفيروس، ويدخل الفيروس إلى الجسم عبر المجاري التنفسية وينتقل منها إلى الدم، وينتشر إلى أجزاء الجسم المختلفة بما فيها الغدد اللعابية ويتكاثر بشكل كبير في الغدة النكفية. أهم الأعراض والمضاعفات تبدأ غالبا أعراض النكاف بارتفاع في درجة حرارة الجسم خلال يومين من الإصابة بالعدوى يليها الشعور بألم بسيط في عظم الفك وتورم في جزء من الغدة النكفية في جانب واحد من الوجه، وقد يصيب الجزء الآخر من الغدة فيحث التورم في جانبي الوجه. و ترتفع درجة حرارة المريض بعد ذلك، وقد تصل إلى 40 درجة مئوية ويصبح الورم كبيرا ومؤلما، ويظهر وجه المريض متورما، ويعاني المريض من ألم شديد عند فتح فمه أو الأكل والشرب.. ويظل الورم لفترة قد تصل إلى أسبوعين. خطورة المرض لا تقتصر على تورم جانبي الوجه الناتج عن التهاب الغدة النكفية وارتفاع درجة حرارة الجسم، لكنها تنتج عن انتقال العدوى لأعضاء الجسم الأخرى، ولحسن الحظ فإن هذه المضاعفات نادرة الحدوث، ومنها: انتقال العدوى إلى الخصيتين في 20- 30 % من الرجال البالغين المصابين بالنكاف فتسبب التهابا وتورما وألما بالخصيتين وارتفاع درجة حرارتها وهذه العدوى خطيرة لأنها قد تسبب العقم. ولكن هذا لا يحدث إلا نادرا للأطفال تحت سن البلوغ عند إصابتهم بالنكاف. كما أن هذه العدوى قد تنتقل إلى المبيض في الإناث فتسبب له التهابا ولكن هذه العدوى اقل حدوثا ولا تؤثر على الخصوبة في المستقبل. ومن المضاعفات الأخرى الأقل حدوثا التهاب البنكرياس والدماغ. العلاج النكاف مرض فيروسي ليس له علاج ولكن أعراض المرض تعالج بالأدوية المهدئة كخافضات الحرارة ومسكنات الألم. ولكن تجب الراحة للمريض أثناء فترة المرض. وإذا أصيب الطفل في سن المدرسة بهذه العدوى فيجب عليه البقاء في البيت، وتكون العودة للمدرسة بعد زوال الورم والشعور بالتحسن. ويوجد لقاح ضد المرض يتكون من فيروسات حية فاقدة الفعالية (مضعفة) حيث تحفز الجهاز المناعي في الإنسان لإنتاج أجسام مضادة للفيروسات تعطي الجسم مناعة مدى الحياة ضد المرض. ويعطى هذا اللقاح عادة ضمن اللقاح الثلاثي مع لقاح الحصبة والحصبة الألمانية (الروبيلا) ويسمى هذا اللقاح MMR vaccine . ويعطى هذا اللقاح عبر الحقن تحت الجلد وليس عميقا في العضلة. ويجب أخذ الجرعة الأولى للقاح النكاف بين سن 12-15 شهرا ، ولا تحسب الجرعة التي تعطى للطفل قبل سن 12 شهرا.. والجرعة الثانية للقاح النكاف بين عمر 3-5 سنوات أي قبل سن المدرسة.