التهاب الغدة النكافية أحد أمراض الأطفال المعروفة التي تصيب الطفل عادة ما بين الخامسة والرابعة عشرة من عمره. وقد بدأت أعداد الإصابة بالغدة النكافية بين طلاب المدارس في الارتفاع بعد أن أعلن الدكتور عمرو قنديل وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي أن عدد المصابين بالغدة النكافية ارتفع إلي 988 حالة منذ ظهور المرض في أول سبتمبر وحتي الآن في 23 محافظة، وفي محافظة سوهاج وصلت الحالات المصابة إلي 23 حالة، وفي محافظة الشرقية أعلن المحافظ أن عدد المصابين علي مستوي المحافظة 300 حالة، والتحقيق التالي يوضح أسباب انتشار الغدة النكافية وطرق العلاج والوقاية منها؟ ويقول الدكتور عماد الشاذلي استشاري طب الأطفال بجامعة القاهرة يعرف التهاب الغدة النكافية بأنه التهاب الغدد اللعابية بالفيروس المسبب له وتقع الغدد اللعابية الأساسية تحت الفكين من الجانبين تحت الأذن، وينتشر هذا الفيروس غالبا من عمر 5- 9 سنوات وخاصة في فصل الشتاء والربيع ولكن يمكن تواجده في أي عمر لمن لم يصب به من قبل، ويصيب معظم الأطفال في معظم البلاد ولكن الإصابة به قلت تماما إلي أدني الحدود في الدول المتقدمة حيث ينتشر التطعيم الواقي له MMR بصورة ناجحة وخاصة الدول التي تطبق نظام تطعيم الطفل بجرعتين، ولكن يحدث نوبات وبائية كل حوالي 4 سنوات في المناطق التي لا تطبق التحصين الصحيح أو الأنواع الرديئة من التطعيم وتسمي الفشل التطعيمي، وتنتقل العدوي لهذا الفيروس عن طريق الجهاز التنفسي بالتنفس والعطس والسعال ويصل الفيروس إلي اللعاب بعد 7 أيام من تورم الغدة اللعابية أو النكافية وهو يصيب البشر مرة واحدة في العمر حيث يكسب المصاب الفيروس مناعة دائمة طوال العمر، وتكون فترة الحصانة للمرض من 12 حتي 25 يوماً، وينبه الدكتور عماد الشاذلي إلي أنه لا يوجد مضاد لهذا الميكروب الفيروس ومن الخطأ إعطاء أي مضاد حيوي لهذا المرض، ولكن العلاج حسب الأعراض يتلخص في إعطاء السوائل الدافئة والمسكنات وخافض الحرارة مع الراحة التامة لمدة عشرة أيام من بداية المرض ولكن المهم هو الوقاية من خلال الابتعاد عن أماكن التجمعات عند حدوث إصابة وعزل المصابين بالمرض، وخاصة المدارس، وإعطاء التطعيم الواقي له وهو من مسئولية الدولة وهو من حسن حظ المريض أنه تطعيم إجباري في العالم كله منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي، وإجباري في مصر منذ عام 2008 ويعطي جرعتين الأولي عند تمام 12- 15 شهراً ويعطي 85- 88٪ وجرعة ثانية بعد 4- 6 سنوات ليصل إلي 98٪ ولكن في مصر حيث ينتشر المرض قليلا عن باقي الدول وذلك لتكدس الفصول في المدارس يعطي التطعيم المنشط أي الجرعة الثانية عند عمر 18 سنة أي بعد 6 شهور من الجرعة الأولي. ويضيف الدكتور قدري وشاحي أستاذ طب الأطفال بقصر العيني أن مرض الغدة النكافية هو مرض فيروس ينتقل عن طريق النفس والكحة وتصاحبه أعراض مثل أعراض الانفلونزا ونزلات البرد ويزداد انتقاله في هذه الفترة مع بداية فصل الشتاء وبداية الدراسة وهو يصيب الأطفال غالباً وينتج عنه تضخم في الغدة اللعابية تحت الأذن ويشفي خلال فترة تتراوح بين 2- 5 أسابيع، وفي هذه الفترة يجب المحافظة علي الطفل، حيث ان مناعته تقل وقد يتسبب عنها التهاب رئوي ونزلات شعبية ومن مميزات هذا المرض أنه لا يصيب الإنسان إلا مرة واحدة في العمر ويعطيه مناعة دائمة طوال العمر، أما مشاكل هذا الالتهاب فتحدث عند إصابة البالغين حيث إن من مضاعفاته في البالغين التهاب البنكرياس والتهاب الخصيتين وهي من الأعراض الشديدة التي عند عدم علاجها قد تسبب العقم في البالغين خاصة عند التهاب الخصيتين، وينصح عند حدوث بداية الأعراض لهذا المرض التي تشابه الانفلونزا عدم ذهاب الطفل للمدرسة لسببين الأول هو إعطائه راحة تامة في السرير والثاني عدم انتشار العدوي في الفصل أو الحصانة، حيث إنه ينتشر بسهولة عن طريق الكحة والرذاذ وهذا المرض ليست منه خطورة علي الأطفال إلا علي الذين عندهم سوء مناعة أو الذين يتعاطون مضادات الكورتيزون، فهؤلاء تعتبرهم المجموعة القابلة لحدوث التهابات شعبية وخطورة هذا المرض في البالغين الذين يستمرون في عملهم ولا يحصلون علي راحة خاصة بعد ظهور تضخم الغدد اللعابية التي تظهر بعد خمسة أيام أو أسبوع من بداية الإصابة. ويوضح الدكتور صفوت مريد سيف استشاري الحميات أعراض المرض بأنها تشمل شعور المريض بارتفاع في درجة الحرارة وفقدان الشهية وصعوبة البلع وآلام العضلات عدة أيام وبعدها تتضخم الغدة النكافية أسفل الأذن وتلتهب وتصاحبها آلام بمكان الإصابة وقد تمتد إلي الغدة النكافية بالجانب الآخر ويستمر المرض حوالي أسبوع أو أكثر قليلا وفي غالبية الأحوال ينتهي الأمر بدون مضاعفات ولكن للفيروس قابلية إصابة الغدة بصفة عامة مثل البنكرياس ووقتها يشعر المريض بآلام مبرحة بالبطن وقئ وهبوط عام ويحتاج المريض إلي علاج فوري وقد يصيب الفيروس الأغشية المحيطة بالمخ أو حتي المخ ذاته ووقتها يشعر المريض بتدهور درجة الوعي مع ارتفاع شديد في درجة الحرارة بالجسم وتصلب عضلات الرقبة وقىء وصداع شديد ولكن نتائجه أحسن حالاً من التهاب المخ البكتري ولكن في أحوال قليلة يترك آثاراً مثل فقدان السمع، ويضيف الدكتور صفوت مريد سيف أهم مضاعفات النكاف إصابة الخصية وتورمها وقد يؤدي إلي ضمورها وبالذات فيما لو أصاب الفيروس البالغين، وفي أحوال قليلة تصاب الخصيتان معاً وقد يتطور المرض إلي ضعف القدرة علي الإنجاب وهي مشكلة يعاني منها المريض لاحقا ويصعب علاجها. وتكون الوقاية من هذا المرض أولا تحرص كل أسرة علي تطعيم أولادهم وتمنع المدرسة الطفل المصاب من الحضور إلي المدرسة أسبوعين علي الأقل مع حسن تهوية الفصول وتقليل الكثافة.