عاد من جديد شبح أنفلونزا الخنازير إلى مصر ولكن هذه المرة قرر أن يعود من الجنوب وتحديدا من محافظة الأقصر وعلى الرغم من الإعلان رسميا عن وفاة حالة واحدة متأثرة بالمرض بمحافظة الأقصر فإن شائعات انتشار العدوى بالمحافظات أصابت المواطنين بالرعب والفزع ففى الأقصر أعلنت المحافظة رسميا عن وفاة إحدى السيدات من مركز «أرمنت الحيط» جنوب غرب المحافظة، فضلًا عن احتجاز العديد من الحالات المشتبه فى إصابتها بالمرض داخل مستشفى الأقصر الدولى. وسادت حالة الاستنفار بمستشفى الأقصر الدولى وسط إجراءات أمنية مشددة، بعد التأكد من وفاة إحدى السيدات إثر إصابتها بفيروس أنفلونزا الخنازير وتدعى «ه ى ع»، وأدت حالة الاستنفار إلى إصابة أهالى المحافظة وروادها بالفزع، لدرجة أن المستشفى استقبل 14 حالة، من أعضاء رحلة وزارة الشباب أثناء عودتها من محافظة أسوان حاملة «شعلة الأمل»، بعد أن شعروا بارتفاع شديد فى درجات الحرارة مجرد وصولهم المحافظة وبتوقيع الكشف الطبى عليهم تبين إصابتهم «بضربة شمس» وخرجوا فى صباح اليوم التالى من المستشفى. من جانبه صرح د. ممدوح وشاحى وكيل وزارة الصحة بالأقصر ل «أكتوبر»، بأن المديرية أعلنت حالة الطوارئ، وتم عقد اجتماع موسع بمديرى المستشفيات على مستوى المحافظة، فى إطار خطة الوزارة لمواجهة «الأنفلونزا الموسمية» وأضاف أنه تم التشديد خلال الاجتماع على ضرورة رصد الحالات أولًا بأول، واتباع الإجراءات الطبية فور وصول أية حالة مصابة إلى المستشفيات، مشيرًا إلى احتجاز الحالات شديدة الخطورة داخل المستشفى، وعلاج الحالات البسيطة بالمنازل. ومن جانبه نفى د. أحمد حمزة نقيب الأطباء بالأقصر ل «أكتوبر» وجود أية حالة إصابة بين الأطباء بالمحافظة، وأوضح أن الأطباء خاصة المخالطين للحالات المصابة، ومن لديهم قبول للإصابة بالعدوى تلقوا التطعيم من بداية موسم الشتاء، وأكد على وجود عدة إجراءات احترازية لمنع نقل العدوى عن طريق استخدام الواقيات والكمامات، فضلًا عن السياسات المستخدمة من قبل الأطباء حيث يتم تدريبهم على كيفية التعامل مع هذا الفيروس الخطير. وأضاف، حمزة أنه فى حالة ظهور أى عدوى يتم إدخالها لقسم العناية المركزة، ويتم عزلها بقسم العزل والتعامل معها بحذر شديد من قبل المرضى والأطباء والتعامل معهم وفق إجراءات محددة. سوهاج خالية من الإصابة وفى محافظة سوهاج تسببت شائعة وفاة سيدة حامل فى فزع المواطنين بعد تردد شائعات بإصابتها بأنفلونزا الخنازير وهو ما نفاه تماما د. محمد عبد العال وكيل وزارة الصحة بسوهاج وقال إن المحافظة لم تسجل أية حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير أو الطيور فى كافة مراكز المحافظة وأضاف أن المحافظة قامت برفع حالة الطوارئ بجميع المستشفيات والوحدات الصحية وأكد أن جميع الأمصال متوافرة. وفى محافظة الشرقية كانت حالة الرعب والفزع بين المواطنين أكبر بعد تواتر أنباء عن وفاة 5 حالات مصابة بإنفلونزا الخنازير فضلاً عن احتجاز كثير من الإصابات وهو ما نفاه تمامًا ل «أكتوبر» د.عصام عامر وكيل وزارة الصحة بالمحافظة بتأكيده أن كل ما تناولته المواقع الخبرية بوجود حالات وفيات وإصابات بمرض انفلونزا الخنازير ليس له أى أساس من الصحة وأكد أن المحافظة خالية من أية إصابات بالمرض، مشيرًا إلى وجود حالتى اشتباه فقط بالمرض وتبين سلبية العينات. وأشار إلى وجود غرفة طوارئ بصفة مستمرة بالمستشفيات الحكومية لاستقبال أية حالات يشتبه إصابتها بأى من أعراض المرض وفيما يتعلق بنشر أسماء بعض حالات الوفاة أوضح أن ثلاث حالات توفيت منذ فترة متأثرة بأمراض مزمنة ولا علاقة لهذه الحالات بانفلونزا الخنازير. وفى محافظة الدقهلية انتشرت الشائعات بوجود حالة وفاة و4 إصابات بإنفلونزا الخنازير وهو ما أثار حالة من الرعب والفزع بين المواطنين ومن جانبه أكد د.هشام شوقى أستاذ الطب الوقائى بمديرية الصحة بالدقهلية أن هذه الإصابات لا يمكن تسميتها بأنفلونزا الخنازير، مشيرًا إلى أن منظمة الصحة العالمية سبق أن صرحت من قبل بأنه قد تم القضاء على الفيروس، مشيرًا إلى أن هذه الحالات قد تكون أصيبت بفيروس منتشر فى الجو وتسمى هذه الحالة «بالانفلونزا الموسمية» نتيجة فيروسات منتشرة فى الجو وتحمل العديد من الميكروبات، وأوضح أن هذه الفيروسات تختلف درجة الاصابة بها من شخص لآخر حسب جهاز المناعة، مشيرًا إلى وجود أعراض لأنفلونزا خفيفه مثل الأنفلونزا العادية التى نصاب بها جميعا فى فصل الشتاء، وأوضح أن الشخص صاحب المناعة الضعيفة يصاب بآلاف من هذه الميكروبات، وتزداد حتى تصل إلى الإصابة بارتفاع شديد فى درجة الحرارة وقئ وإسهال. وأن الحالات المصابة بهذه الأعراض يتم حجزها وإجراء تحاليل لإرسالها الى معامل القاهرة لتحديد هوية الفيروس. ومن جانبه نفى مصدر مسئول بوزارة الصحة أية علاقة بين العدوى بفيروس انفلونزا الخنازير «H1N1» وحيوان الخنزير أو التعامل معه مباشرة، وأوضح ان سبب تسمية الفيروس بهذا الاسم هو ظهور الفصيل الأول من الفيروس فى «الخنزير». وأضاف المصدر أن الفيروس له العديد من الفصائل المتعددة ويوجد له أكثر من نوع ولكن لم يتم التعرف على جميعها وشدد المصدر على ضرورة أن يكون لمثل هذه الفيروسات تطعيمات خاصة لا تقتصر على الفئات الأقرب بالإصابة أو المتعاملين مع المرض لضمان الوقاية ونفى المصدر المسئول بوزارة الصحة أن يكون لعودة المدارس أى خطر من تعرض التلاميذ للإصابة بهذا الفيروس، مشيرًا إلى أن تلاميذ المدارس ليسوا من الفئات المعرضة للعدوى ويقتصر ذلك على الأطفال من عمر يوم حتى عامين. وأضاف أن ذلك لا يمنع من الوقاية والعنايةه بالنظافة وتهوية الفصول. تصريحات غير دقيقة ومن ناحيته استنكر د. عبد الهادى مصباح استشارى المناعة والتحاليل وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة التصريحات غير الدقيقة التى تصدر من أطباء تابعين لوزارة الصحة بشأن هذا المرض، مشيرًا إلى عدم وجود أنفلونزا خنازير وأن الانفلونزا الشائعة بين الناس هى ما تعرف باسم الإنفلونزا الموسمية بسلالتيها H1B وهى ما يصاب بها 70% من الحالات بسبب عدم تناول التطعيم واللقاح اللازمين وقال مصباح: إن المشكلة فى الانفلونزا الموسمية أنها تحتاج إلى التركيز فى التطعيم اللازم بالنسبة للفئات الأكثر تعرضا للإصابة، مشيرًا إلى أن سلالة الانفلونزا الموسمية هذا العام أتت بشكل شديد وتحدث مضاعفات يستوجب معه أخذ عقار «التاميفلو» لتقليل المضاعفات. وعن أسباب الإصابة بهذه الفيروسات أوضح د. عبد الهادى مصباح استشارى المناعة أن الأكثر عرضة للإصابة بهذه الفيروسات مرضى الالتهاب الرئوى وممن لديهم مشاكل فى جهاز المناعة وأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل والأطفال الأقل من عامين ومشيرا أيضا إلى وجود بعض الأبحاث التى تؤكد أن هذا النوع من الفيروسات قد يكون له المقدرة على التواجد فى الرئة وغالبا ما يصيب بالتهاب رئوى حاد وشدد مصباح على ضرورة تطعيم الحالات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروسات وهم من الأطباء والمتعاملين مع المشتبه بإصابتهم والحالات المصابة بالفعل ومرضى السكر والحوامل. ونفى د. عبد الهادى مصبح استشارى المناعة أن يكون لهذه الفيروسات أى خطر على عودة استئناف الدراسة، مشيرًا إلى أهمية الالتزام بالنظافة وغسل اليدين والتهويه الجيدة ومنع التقبيل، كل هذا يؤدى لتفشى العدوى.