عادت أنفلونزا الخنازير لتتصدر المشهد من جديد وذلك بعد فترة من الخمول، فلا يتوقف الحديث في جميع الأوساط الطبية والعلمية حول وباء إنفلونزا الخنازير الذي عاد ليتفشى من جديد وخاصة في فلسطين والأردن. ولقد استطاع هذا الفيروس المعروف بفيروس "H1N1" أنظار العالم في الفترة الأخيرة لقدرته العجيبة على التغير والتطور والتلاعب في شكله للتغلب على اللقاحات والعقاقير المضادة له.
مئات المصابين ففى فلسطين أعلنت وزارة الصحة، أن عدد الوفيات بفيروس أنفلونزا الخنازير "إتش 1 إن 1"، ارتفع إلى 17 شخصًا، فيما بلغ عدد المصابين 566 من ضمنهم 25 حالة في قطاع غزة، منذ بداية موسم الشتاء.
وقال الدكتور أسعد رملاوي مدير عام الرعاية الصحية الأولية والصحة العامة في بيان صحفي- "إن آخر الوفيات كانت مسنة تبلغ من العمر 75 عام، توفيت أمس في شمال الضفة الغربية، جراء إصابتها بفيروس أنفلونزا الخنازير، وهى تعاني من أمراض السكري والضغط، وكانت ترقد في المستشفى منذ ثلاثة أسابيع". وأوضح، أن معظم الأشخاص الذين قضوا خلال الأيام الأخيرة بهذا الفيروس، ممن يعانون من أمراض مزمنة، وكانوا يرقدون بالمستشفى منذ أسابيع.
هذا وقد قام محافظ بيت لحم بزيارة مديرية الصحة وذلك في جولة تفقدية للإطلاع على آخر المستجدات في التطعيمات ضد "انفلونزا الخنازير".
وأكد محمد رزق مدير الصحة للمحافظ تطعيم أكثر من ألف شخص أمس الاربعاء، رغم الاضرابات التي تشل مدينة بيت لحم. واشار محمد رزق الى أن مديرية الصحة سلمت وكالة الغوث في بيت لحم عددا من الطعومات.
من جانبه قال الناطق باسم وزارة الصحة برام الله طريف عاشور إن وزراء الحكومة بالضفة الغربية تلقوا الثلاثاء مطعوم أنفلونزا (H1N1). وأضاف عاشور في بيان صحفي أنه بعد جلسة لمجلس الوزراء التي عقدت في مقر رئاسة الوزراء برام الله، حضر فريق من وزارة الصحة من الإدارة العامة للرعاية الصحية الأولية والصحة العامة، لتطعيم الوزراء. وكانت وزارة الصحة أعلنت عن توفر 30 ألف مطعوم ضد الأنفلونزا، من منظمة الصحة العالمية، وزعتها الوزارة على مديريات الصحة بالمحافظات، داعية المواطنين أصحاب المناعة المنخفضة إلى تلقي المطعوم بشكل مجاني.
وفاة بإسرائيل كما أعلنت في إسرائيل اليوم الخميس عن وفاة طفل في الثالثة من العمر بعد اصابته بمرض انفلونزا الخنازير (اتش 1 ان 1) وهي أول حالة في إسرائيل منذ العام 2009 ، ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر طبية إسرائيلية قولها ان عملية التشريح التي أجريت للطفل أكدت انه كان مصابا بمرض أنفلونزا الخنازير .
وفي نفس السياق ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت احرونوت" أن أربع نساء ادخلن الأسبوع الماضي إلى المستشفى في حالة خطيرة بعد إصابتهن بأنفلونزا الخنازير.
وفي الارن ارتفع العدد الإجمالي للإصابات بانفلونزا الخنازير "89 حالة بعد كشف 12 إصابة جديدة فيما لم تسجل حالات وفيات جديدة بعد اعلان وزارة الصحة عن وفاتين حسب ما اكده مدير الرعاية الصحية الأولية في الوزارة الدكتور بسام الحجاوي.
وأبدى مواطنون من محافظة الزرقاء الاردنية تخوفهم من وجود إصابات بإنفلوانزا الخنازير في مستشفى الزرقاء الحكومي "غير معزولة عن المرضى الآخرين"، لكن الحجاوي أكد أن حالة واحدة وصلت المستشفى يشته بإصابتها بالمرض.
وأكد الحجاوي أن الحالة تم عزلها في غرفة منفردة "على الرغم من عدم ثبوت مرضها بالشكل القاطع بالفحوص المخبرية حتى الآن"، مشيرا إلى أنها تتلقى العلاج اللازم. وأضاف أن تصنيف المرض ضمن "الإنفلونزا الموسمية" يفرض عزله بإبعاده عن المرضى الآخرين "مسافة متر واحد"، لكن مستشفى الزرقاء خصص غرفاً خاصة لهذه الغايات.
وارجع اخصائيون عودة انفلونزا "H1N1" للظهور مرة اخرى وبسرعة انتشار كبيرة في دول الاقليم ومنها الاردن الى التركيبة الجديدة من هذا الفيروس لم تطور اجسامنا بعد مضادات لها وهذا الفيروس الذي يعرف بانفلونزا الخنازير هو نوع من فيروسات A وهو مختلف عن فيروس الانفلونزا الذي يصيب الانسان في تكوينه.
وبين الأطباء ان الأجسام كانت قد تعودت على نمط اخر من الفيروسات واعتادت الأجسام عليها مثل H3N2 وغيرها من مسببات الانفلونزا.
النهاية في ابريل مدير الرعاية الصحية الاولية في وزارة الصحة الدكتور بسام الحجاوي اكد ان الفيروس الذي يتم التعامل معه الان هو الفيروس ذاته وان كافة المراكز العالمية التي تعمل على هذه الدراسات لم تشر الى تطور الفيروس بل كشفت الفيروس الجديد المتحور ولم تكشف عن تحور في فيروس اخر.
واكد الحجاوي ان عدم التحصين يلعب دورا مهما في الاصابة وان اخذ مطعوم الانفلونزا الموسمية فيه تحصين ضد فيروس H1N1 يقي من الاصابة والاعراض بنسبة تصل الى 70 الى 80 %.
واشار ان هذا الفيروس هو مرض موسمي سينتهي بعد 1 نيسان / ابريل لان الفيروسات مرتبطة بالمواسم موضحا ان كافة انواع الفيروسات المسببة للانفلونزا موجودة في المملكة والصحة ترصد اصابات كثيرة في انفلونزا H3N2 وهي من فصيلة ب وبالتالي فان الانفلونزا الموسمية موجودة وتعود كل عام بشكل موسمي تنتهي مع انتهائه.
ولفت الى ان الدليل على اننا نتعامل مغ ذات الفيروس استجابة المصابين للادوية المضادة وهي "التامي فلووالريلانز".
الكويت تتأهب
أما في الكويت فقد أكد وزير الصحة محمد الهيفي أنه لا يمكن القضاء على مرض انفلونزا الخنازير بشكل نهائي في أي دولة على مستوى العالم، معتبرا ان ظهور حالة أو حالتين على مستوى الكويت لا يعد أمراً مقلقاً، ولافتا الى اهمية الذهاب الى الفحص في حالة الاشتباه في ظهور اعراض المرض على الاشخاص سواء باستمرار ارتفاع درجه الحرارة او غيرها.
من جانبه أكد رئيس قسم صحة الموانئ والحدود في وزارة الصحة د.سامي الناصر على ان الوزارة مستعدة لمواجهة اي طارئ بشأن انفلونزا الخنازير، مشيرا في الوقت نفسه الى ان منظمة الصحة العالمية لم تبلغ اي دولة، بما في ذلك الكويت، باعلان حالة الطوارئ لمكافحة انفلونزا الخنازير.
وقال د.الناصر في تصريح صحفي له امس ان وضع الكشافات الحرارية في مطار الكويت لابد ان يتم بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية التي تبلغ بدورها الدول باتخاذ هذه الاجراءات في حال تفشي المرض، مؤكدا انه حتى هذه اللحظة لا يوجد اي بلاغات من منظمة الصحة العالمية بإعلان حالة الطوارئ، مشيرا الى ان الوضع في الكويت لا يزال "امنا".
وجاءت هذه التصريحات امس عقب اعلان نيويورك عن اصابة 19128 حالة بفيروس انفلونزا الخنازير مما اثار الخوف والفزع من احتمالات انتشار المرض بالكويت خاصة في ظل عودة ومغادرة اعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين من والى نيويورك.
وكانت وزارة الصحة الكويتية قد ألأعلنت استنفار أجهزتها الوقائية اثر ارتفاع أعداد الإصابة بانفلونزا الخنازير بين مرضى بمستشفيات منطقة الصباح الطبية التخصصية ، حيث تجاوز العدد 100 حالة ، موزعة على العديد من المستشفيات التابعة للمنطقة. وجاء الاستنفار حسب مصادر صحية مطلعة بعد حدوث حالة وفاة بسبب انفلونزا الخنازير والتكتم عليها ، إلا ان نتائج فحوصات مختبرات الصحة العامة قد أظهرت عشرات الحالات الإيجابية ومن بينها تلك الحالة . وبينت المصادر أن مدير المنطقة د.عادل العصفور رفع تقريرا عاجلا الى وكيل الوزارة د.خالد السهلاوي عن الحالات المصابة والمستشفيات التي تمركزت فيها الحالات والإجراءات الوقائية بعد حالة الاستنفار التي حدثت.
الوقاية خير من العلاج
وانفلونزا الخنازير هي نوع من أنواع فيروس الإنفلونزا وبالتحديد نوع "إيه"، ويختلف عن فيروس الإنفلونزا الذي يصيب الإنسان في تكوينه، وله القدرة على إصابة الإنسان أحيانا. أما مرض إنفلونزا الخنازير المتفشي حاليا فيختلف عن السابق، حيث ظهر نوع أو شكل جديد له القدرة على الانتقال من شخص إلى آخر وأيضا إلى الأشخاص الذين ليس لديهم اتصال مباشر أو غير مباشر مع الخنازير. وتتراوح مدة حضانة فيروس إنفلونزا الخنازير بين ثلاثة وسبعة أيام، وقد تمتد فترة أكثر لدى الأطفال الصغار.
ولا تختلف أعراض إنفلونزا الخنازير عن أعراض الإنفلونزا المعروفة، حيث تظهر أعراض الرشح العادية مع ارتفاع في درجة الحرارة، ورعشة تصحبها كحة وألم في الحلق مع آلام في جميع أنحاء الجسم وصداع وضعف أو وهن عام. ويصاب بعض الأشخاص بإسهال وقيء (تم رصدهما ببعض الحالات). وتعتبر هذه الأعراض عامة حيث يمكن أن تكون بسبب أي من الأمراض الأخرى، لذا لا يستطيع المصاب أو الطبيب تشخيص الإصابة بإنفلونزا الخنازير استنادا إلى شكوى المريض فقط، بل يجب إجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية التي يتم عن طريقها تأكيد الإصابة بالمرض أم أنها أعراض لأي من حالات أخرى.
وينتقل هذا الفيروس المعدي جدا بواسطة الرذاذ المنتشر في الهواء عند التنفس أو السعال أو العطس. ولا تزال استجابة الجسم لهذا الفيروس مجهولة.
وفي حال الإصابة بأعراض الإنفلونزا لشخص ما دون وجود عوامل خطورة الإصابة بالمرض، ما عليه سوى البقاء في المنزل، ويجب عليه تغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال بالمنديل ثم التخلص منه على الفور مع غسل اليدين جيدا في كل مرة، وهذا لوقاية المحيطين به من العدوى. أما إن ظهرت أعراض الإنفلونزا لشخص قادم حديثا من منطقة يتفشي فيها المرض، أو تعامل مع شخص مصاب بالمرض، حسب توصية إدارة مراكز مراقبة الأمراض والوقاية الأميركية فيجب التوجه إلى الطبيب لعمل الفحوصات اللازمة لتشخيص المرض وتأكيد الإصابة.
أما عن سبل الوقاية فتتمثل في: تغطية الأنف والفم عند العطس والسعال. غسل اليدين بالماء والصابون عدة مرات خاصة بعد العطس والسعال. التخلص من المناشف الورقية المستخدمة عند العطس على الفور. في حال الشعور بالمرض من المهم جدا عدم مغادرة المنزل والالتزام بالراحة. عدم لمس العينين والأنف قبل غسل اليدين. في المناطق الموبوءة يجب ارتداء القناع الواقي لدى الخروج من المنزل. اجتناب السفر للمناطق الموبوءة. الابتعاد عن التجمعات والأماكن المزدحمة.