انطلاق احتفالية الأزهر لتكريم أوائل مسابقة «تحدي القراءة العربي»    شركة السويس للأكياس توقع اتفاقية مع نقابة العاملين في صناعات البناء والأخشاب    الأحد 25 مايو 2025.. أسعار الأسماك في سوق العبور للجملة اليوم    رئيس الوزراء يشارك في منتدى قادة السياسات بين مصر وأمريكا 2025    نائب وزير الإسكان يستقبل بعثة الوكالة الفرنسية للتنمية لبحث مجالات التعاون    25 مايو 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة اليوم في سوق العبور للجملة    استشهاد 14 فلسطينيا على الأقل في قصف إسرائيلي بعدة مناطق    في يوم إفريقيا.. مجلس "الشباب المصري": شباب القارة ركيزة تحقيق أجندة 2063    الجيش البولندي: قواتنا الجوية تتأهب بسبب النشاط الروسي قرب الحدود    بيسيرو: حاولت إقناع زيزو بالتجديد.. والأهلي سمعه أفضل من الزمالك    5 فرق تتنافس على 3 مقاعد بدوري الأبطال في ختام الدوري الإنجليزي    ميسي يقود إنتر ميامي لتعادل مثير في الدوري الأمريكي    بعد التعادل مع صن داونز.. بعثة بيراميدز تعود إلى القاهرة    معركة الخمسة الأوائل وسباق المركز الثامن.. ماذا تنتظر الأندية في ختام الدوري الإنجليزي؟    فيديو.. الأرصاد: غدا ذروة الموجة شديدة الحرارة.. ونشاط رياح مثير للأتربة على أغلب الأنحاء    التعليم: انتظام العمل داخل مقرات توزيع أسئلة امتحانات نهاية العام    «أمن المنافذ»: ضبط 2750 مخالفة مرورية وتنفيذ 250 حكمًا خلال 24 ساعة    إجازة عيد الأضحى 2025.. أول أيام العيد الكبير وتوقيت الصلاة    "أُحد".. الجبل الذي أحبه النبي الكريم في المدينة المنورة    هيئة الرعاية الصحية: «اطمن على ابنك» تستهدف إجراء الفحوص الطبية ل257 ألف طالب وطالبة    فوائد بذور دوار الشمس الصحية وتحذيرات من الإفراط في تناولها (تفاصيل)    محافظ أسيوط: طرح لحوم طازجة ومجمدة بأسعار مخفضة استعدادا لعيد الأضحى    بعد قليل.. بدء أولى جلسات محاكمة "سفاح المعمورة" أمام جنايات الإسكندرية    افتتاح أول مصنع لإنتاج كباسات أجهزة التبريد في مصر باستثمارات 5 ملايين دولار    محافظ أسيوط: طرح لحوم طازجة ومجمدة بأسعار مخفضة استعدادًا لعيد الأضحى المبارك    الاحتلال الإسرائيلي يقتحم عدة قرى وبلدات في محافظة رام الله والبيرة    محافظ أسيوط يتفقد مستشفى الرمد.. ويلتقي بعض المرضى للاطمئنان على الخدمات المقدمة لهم    جامعة القاهرة تنظم ملتقى التوظيف 2025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 25-5-2025 في محافظة قنا    يا رايحين للنبي الغالي.. التضامن تواصل تفويج حجاج الجمعيات الأهلية إلى الأراضي المقدسة.. تيسيرات في إجراءات السفر بالمطارات.. وباصات خاصة لنقل ضيوف الرحمن للفنادق (صور)    اليوم.. نظر تظلم هيفاء وهبي على قرار منعها من الغناء في مصر    بكاء كيت بلانشيت وجعفر بناهي لحظة فوزه بالسعفة الذهبية في مهرجان كان (فيديو)    الكشف على 680 مواطنا خلال قافلة طبية مجانية بقرية العروبة بالبحيرة    ميدو: هناك مفاوضات جارية لتجديد عقد عبدالله السعيد..وغيابه عن التدريبات لهذا السبب!    نموذج امتحان الأحياء الثانوية الأزهرية 2025 بنظام البوكليت (كل ما تريد معرفته عن الامتحانات)    ليبيا..تسريب نفطي في أحد خطوط الإنتاج جنوب مدينة الزاوية    "مساهمات كثيرة".. ماذا قدم محمد صلاح في مبارياته أمام كريستال بالاس؟    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الأحد 25 مايو    ما هو ثواب ذبح الأضحية والطريقة المثلى لتوزيعها.. دار الإفتاء توضح    مصرع ميكانيكي سقط من الطابق الخامس هربًا من الديون بسوهاج    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. مرتضى منصور يعلن توليه قضية الطفل أدهم.. عمرو أديب يستعرض مكالمة مزعجة على الهواء    نائب إندونيسي يشيد بالتقدم الروسي في محطات الطاقة النووية وتقنيات الطاقة المتجددة    قانون العمل الجديد من أجل الاستدامة| مؤتمر عمالي يرسم ملامح المستقبل بمصر.. اليوم    بعد فيديو اعتداء طفل المرور على زميله بالمقطم.. قرارات عاجلة للنيابة    استشهاد 5 فلسطينيين فى غارة للاحتلال على دير البلح    هل يتنازل "مستقبل وطن" عن الأغلبية لصالح "الجبهة الوطنية" في البرلمان المقبل؟.. الخولي يجيب    إلغوا مكالمات التسويق العقاري.. عمرو أديب لمسؤولي تنظيم الاتصالات:«انتو مش علشان تخدوا قرشين تنكدوا علينا» (فيديو)    هل يجوز شراء الأضحية بالتقسيط.. دار الإفتاء توضح    النائب حسام الخولي: تقسيم الدوائر الانتخابية تستهدف التمثيل العادل للسكان    «هذه فلسفة إطلالاتي».. ياسمين صبري تكشف سر أناقتها في مهرجان كان (فيديو)    قساوسة ويهود في منزل الشيخ محمد رفعت (3)    نسرين طافش بإطلالة صيفية وجوري بكر جريئة.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    استقرار مادي وفرص للسفر.. حظ برج القوس اليوم 25 مايو    حلم السداسية مستمر.. باريس سان جيرمان بطل كأس فرنسا    الأردن وجرينادا يوقعان بيانا مشتركا لإقامة علاقات دبلوماسية بين الجانبين    ناجي الشهابي: الانتخابات البرلمانية المقبلة عرس انتخابي ديمقراطي    للحفاظ على كفاءته ومظهره العام.. خطوات بسيطة لتنظيف البوتجاز بأقل تكلفة    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجواسيس يتساقطون..من تحقيقات النيابة:أسرار خلية «عوفاديا» الإسرائيلية
نشر في أكتوبر يوم 09 - 02 - 2014

الجاسوسية مهنة من أقدم المهن التى عرفها الإنسان، وكانت ممارستها بالنسبة له تشكل ضرورة ملحة تدفعه إليها غريزته الفطرية للحصول على المعلومة ومحاولة استقراء المجهول وكشف أسراره التى يمكن أن تشكل خطرًا يتربص به فى المستقبل.. وإذا كانت حرب أكتوبر 1973 هى آخر الحروب بين مصر وإسرائيل كما قال الزعيم الراحل أنور السادات، إلا أن هناك حروبًا من نوع آخر لم تنته وهى حروب الجاسوسية والحصول على المعلومة المسبقة.
استطاع جهاز المخابرات توجيه ضربة لكل من تسول له نفسه اختراق الأمن القومى بإسقاط شبكة تجسس تعمل لمصلحة إسرائيل، وبدأت محكمة جنايات الإسماعيلية الأربعاء الماضى أولى جلسات محاكمة أعضاء الشبكة التى أطلق عليها خلية «عوفاديا» التابعة لجهاز الأمان الإسرائيلى بتهمة التخابر ويحاكم 9 متهمين بينهم 3 مصريين و6 ضباط إسرائيليين.
وكان جهاز المخابرات رصد المتهمين وقبضت أجهزة الأمن على بعضهم وتولت نيابة أمن الدولة العليا التحقيق برئاسة المستشار تامر فرجانى المحامى العام لنيابات أمن الدولة العليا والمستشار خالد ضياء الدين المحامى العام لنيابات أمن الدولة العليا وتحت إشراف المستشار هشام القرموطى المحامى العام الأول لنيابات أمن الدولة العليا، ويواجه المتهمون تهم التخابر لصالح المخابرات الإسرائيلية حيث أمدوها بمعلومات عن الجيش المصرى ومقار الأجهزة والأكمنة الأمنية بقصد الإضرار بالمصالح القومية وتم إحالتهم للجنايات.
وفى إنجاز ليس الأول لجهاز المخابرات المصرى، سقطت شبكة تجسس لإسرائيل، تتكون من ثلاثة مصريين هم عودة طلب إبراهيم وسلامة حامد أبو جراد (محبوسين) ومحمد أحمد أبو جراد (هارب) إضافة إلى 6 إسرائيليين هاربين هم عبد الله سليم إبراهيم الرقيبة وعمر حرب أبو جراد ودانى عوفاديا وأهارون دانون ودايفيد يعقوب وشالومر سوفير الأعضاء فى جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية «جهاز الأمان».
وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا أنهم ارتكبوا فى غضون الفترة من أول ديسمبر 2006 وحتى مايو 2013 جريمة التخابر مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد وأن المتهمين الأول والثانى طلبا وحصلا على نقود وأموال ومنافع مادية ممن يعملون لمصالح دولة أجنبية بقصد ارتكاب عمل ضار بالمصالح القومية للبلاد.
وكشفت اعترفات المتهمين أمام نيابة أمن الدولة العليا أن المتهمين الأول والثانى طلبا وأخذا من المتهمين من السادس إلى الثامن 40 ألفا و200 دولار و300 ألف جنيه مصرى وساعتى يد وأرصدة خطوط وهواتف إسرائيلية وقبلا وعدًا بتأسيس محلين تجاريين لهما مقابل العمل مع المخابرات العسكرية الإسرائيلية وإمدادها بالمعلومات.
وكشف التحقيقات أيضًا عن أن المتهمين من الرابع وحتى التاسع اشتركوا بطريقتى الاتفاق والمساعدة مع المتهمين الأول إلى الثالثة فى ارتكاب جريمة التخابر بأن اتفقوا معهم وساعدوهم بأن أجرى المتهمان الرابع والخامس تعاونهما بعناصر المخابرات العسكرية الإسرائيلية وحدد لهم المتهمون من السادس إلى التاسع أوجه المعلومات المطلوب التخابر بشأنها وأمدوهم بوسيلة التواصل ورتبوا وتحملوا نفقات تسلل المتهمين الأول والثانى إلى الجانب الإسرائيلى ودبروا إقامتهما وتحملوا نفقات تنفيذ التكليفات الصادرة إليهما فوقعت الجريمة بناءً على ذلك الاتفاق وتلك المساعدة.
كما كشفت التحقيقات أن المتهم الأول عودة اعترف بسعيه إلى التخابر لصالح عناصر التخابر العسكرية الإسرائيلية مقابل العطايا والمبالغ المالية حيث أكد أنه مطلع عام 2009 حاز على خط هاتف محمول على الشبكة الإسرائيلية «أورانج» نظرًا لتغطيتها الجيدة لمنطقة رفح فضلًا عن استخدامها فى التواصل مع العناصر الفلسطينية المتعاملين معه فى مجال تجارة وتهريب السلع الغذائية عبر الأنفاق إلى جانب الفلسطينى التى يمارسها معظم أهالى رفح المصرية وأنه فى آخر عام 2009 دار اتصال هاتفى بينه وبين المتهم الرابع عبر الخط الإسرائيلى تضمن طلبه من الرابع إيجاد عمل له فى مجال تهريب البضائع إلى إسرائيل فوعده بترتيب الأمر مع أحد العناصر الإسرائيلية وبعد مرور أسبوعين اتصل به الأخير هاتفيا ومكنه من التواصل مع شخص إسرائيلى وهو المتهم السادس «دانى عوفاديا»
وأضافت التحقيقات أن المتهم السادس «عوفاديا» استهل حواره مع المتهم الأول بالسؤال عن أخبار - الحكومة المصرية فتفهم المتهم أن طبيعة العمل ستكون فى مجال التجسس وتضمن الحوار بينهما تعريف محدثه بنفسه أنه يدعى أبو أكرم وأنه يعمل بجهة أمنية إسرائيلية وطلب منه موافاته بالأوضاع الأمنية عن سيناء وفى منطقة رفح وأسماء القائمين على الأنفاق وأعمال تهريب السلاح عن الشريط الحدودى حيث أعطى له بعض المعلومات بعد أن وافقه المتهم على ذلك واستمر فى التواصل مع العنصر الإسرائيلى لمدة لا تتجاوز الشهرين وأرسل له مبلغا من الدولارات بوساطة المتهم الرابع تسلمها أحد الأشخاص المقيمون برفح.
وأضاف المتهم فى التحقيقات أنه بعد ذلك مرت فترة انقطاع بينه وبين العنصر الإسرائيلى والمخابرات الحربية الإسرائيلية حتى أوائل عام 2012 حيث اتصل به المتهم الرابع على هاتفه المربوط على الشبكة الإسرائيلية «أورانج» ومكنه من التواصل مع عنصر إسرائيلى آخر يدعى «أبو منير» ويعمل فى جهة استخباراتية إسرائيلية وتبين أنه المتهم السابع «أهارون دانون» حيث اتفقا على إمداده بالمعلومات وهى حول التحركات العسكرية المصرية بمنطقة رفح المصرية وأماكن الاتفاق ومقابل مبالغ مالية وأسماء المشتغلين بتهريب السلاح حيث أمده ببعض المعلومات وبعدها أرسل له مبلغا ماليا تسلمه أحد الأشخاص المقيمين بمنطقة الماسورة فى رفح.
وفى نهاية التحقيقات أمر المستشار هشام القرموطى المحامى العام الأول لنيابات أمن الدولة العليا بحبس المتهمين 15 يومًا وتجديد الحبس 45 يومًا أخرى وقرر المستشار هشام بركات النائب العام إحالة أفراد خلية التخابر التسعة المحبوسين والهاربين إلى المحاكمة الجنائية أمام محكمة جنايات الإسماعيلية التى بدأت أولى جلساتها صباح الأربعاء الماضى لتشهد محاكمة أخطر خلية تجسس وتخابر ضد الجيش المصرى والأمن القومى المصرى.
المعزول والتجسس
وحول رأى عدد من خبراء الأمن يقول اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق إن هذه الخلية الجاسوسية دخلت مصر أثناء فترة رئاسة الرئيس المعزول مرسى وسمح لها بالعمل تحت إشراف جهاد الحداد وخيرت الشاطر والدليل على ذلك الخطاب الذى أرسله مرسى للرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز يقول له فيه صديق العزيز الوفى فهو لم يكذب بل بالفعل كانوا أصدقاء ويربطهما هدف واحد هو تحقيق المشروع (الصهيو أمريكى).
ويضيف أن هناك مجموعة كبيرة من عرب إسرئيل تعمل تحت رعاية الموساد الإسرائيلى منذ زمن طويل وهو أسلوب تنتهجه إسرائيل فى الحصول على معلومات تهم سيناء والأمن القومى المصرى، حيث إن الموساد الإسرائيلى له صلة بشكل مباشر أو غير مباشر بأغلب التنظيمات الإرهابية التى تقوم بتنفيذ العمليات الإرهابية ضد مصر.
ويؤكد اللواء سامح سيف اليزل مدير مركز الجمهورية للدراسات الأمنية والسياسية ووكيل جهاز المخابرات العامة السابق أن هيئة الأمن القومى بالمخابرات العامة تابعت شبكة التجسس التى تم القبض عليها، وذلك منذ فترة حتى قامت بإسقاطها بالأدلة والقبض عليها بعد أن تمت متابعة أعضاء أثناء تلقى تدريباتهم فى إسرائيل أكثر من مرة مستغلين الانشغال بالشأن الداخلى للدولة.
ويضيف أن المصريين الثلاثة المتهمين بالتجسس لحساب إسرائيل عملوا لسنوات فى جمع المعلومات عن سيناء والجيش والأنفاق التى تربط بين رفح المصرية ورفح غزة. أما الضباط الإسرائيليون الستة المتهمون فى قضية التجسس ينتمون إلى جهاز الأمان وهو جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية.
وأوضح اللواء سيف اليزل أن المتهمين المصريين أقارب ترددوا على إسرائيل أكثر من مرة للتدريب على جمع المعلومات وتقاضوا أموالًا مقابل التجسس وأن خلية التجسس كانت تجمع معلومات عن الأحداث فى سيناء خاصة قوات الجيش المصرى حيث رصدتها هيئة الأمن القومى بالمخابرات العامة وألقت القبض عليهم وبحوزتهم أدلة تورطهم فى التخابر مع إسرائيل.
ولكن ماذا عن رسالة المخابرات العامة وإعلانها الآن عن سقوط هذه الخلية فى هذا التوقيت؟! وماذا يعنى هذا الانجاز المهم لجهاز المخابرات العامة وهيئة الأمن القومى؟!
يقول اللواء أسامة همام وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق إن جهاز المخابرات العامة المصرى تم إنشاؤه بعد ثورة 23 يوليو وجلاء الاحتلال البريطانى عن مصر حيث أصبح لمصر أعداء من دول أخرى مثل إنجلترا وفرنسا وإسرائيل ووجد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ضرورة لإنشاء جهاز مخابرات مصر لحماية مصر وحماية الوطن من الجواسيس خاصة من هذه الدول إذ أمر بإنشاء جهاز المخابرات العامة المصرية عام 1954 وأسند إنشاءه إلى زكريا محيى الدين عضو مجلس قيادة الثورة ليكون أول رئيس لجهاز المخابرات العامة. وجاء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 مما أوجب تنشيط هذا الجهاز حيث كانت الانطلاقة الحقيقية له عام 1957 فى عهد صلاح نصر الذى خلف على صبرى وتوالت عليه القيادات حيث كانت لا تتعدى مدى رئاستهم حوالى ثلاث سنوات باستثناء صلاح نصر الذى جلس على رئاسة الجهاز ما يقرب من 10 سنوات إلى أن جاء المرحوم اللواء عمر سليمان الذى جلس على رأس جهاز المخابرات الحربية ثم جهاز المخابرات العامة من 1993 وحتى عام 2011 وقاد الجهاز ما يقرب من 18 عامًا وهى أطول قيادة يتولاها رئيس المخابرات العامة على مستوى العالم يليه اللواء مراد موافى ثم اللواء رأفت شحاته وبعد ثورة 30 يونيو 2013 عين اللواء محمد فريد التهامى رئيسًا للمخابرات العامة وحتى الآن يقود الجهاز بكل اقتدار.
وأشار إلى أن الجواسيس قسمان الأول هو «العنصر» وهو من أعضاء جهاز المخابرات الأجنبى «ضباط مخابرات» وثانيها: عميل وهو الشخص الأجنبى عن هذه الدولة التى تتجسس وقد يكون من جنسية الدولة المتجسس عليها أو أى دولة أخرى «مثل العملاء».
ويضيف أن الدولة المتجسسة تستميت على حماية أو مبادلة عنصرها عند القبض عليه إلا أنها قلما تهتم بالعميل الخاص بها نظرًا لأنه من غير أبناء بلدها خاصة إسرائيل فمثلًا استبدلت الجندى شاليط المقبوض عليه فى غزة عن طريق حماس بأكثر من ألف أسير فلسطينى وعددهم 1080 أسيرا فلسطينيا.
تجنيد العملاء
ويضيف أنه يتم تجنيد الجواسيس بإحدى الطرق الثلاثة التى لا يوجد غيرها فى العالم وهى إما العقيدة أو المال أو الجنس فالعقيدة لا تعنى الدين فقط وإنما تشمل معه العلم والمبادئ والقيم الاجتماعية والإنسانية وهذه أقوى أنواع التجنيد والرأى عندى أنه تم استخدامها فى تجنيد معظم عملاء تنظيم الإخوان المسلمين أما المال فهو ما يعتمد عليه فى أغلبية عمليات التجنيد وهو أكثرهم استخداما أما الأسلوب والطريقة الثالثة فهى الجنس فهو يتم فى حالات نادرة ولكنها فعالة ومن أمثلتها الشهيرة تجنيد الطيار العراقى الذى هرب بطائرته إلى إسرائيل بواسطة عنصر نسائى من الموساد بالرغم من أنه متزوج وله أبناء، وكان ذلك فى آواخر الثمانينيات.
ويضيف أن جهاز المخابرات المصرى يعمل بكفاءة عالية تظهر نتائجها بوضوح فى ظل استقرار أركان الدولة والاستقرار الأمنى ومع ذلك فبالرغم من القضايا والأعمال التى قام بها جهاز المخابرات العامة المصرية طوال السنوات الماضية منذ نشأتها وحتى ثورة 25 يناير إلا أنه عقب هذه الثورة وما تلاها من أحداث وفوضى عارمة وانفلات أمنى غير مسبوق وثورة أخرى لدولة مجاورة على الحدود الغربية «ليبيا» مع انفلات أمنى حتى الآن واختراقات من الجنوب «السودان» وأخرى من الشرق «إسرائيل وغزة» وتهريب سلاح بكميات هائلة ونوعيات غير مسبوقة بما فيها صواريخ «أرض جو» ومدافع «أرض - أرض» و»أر بى جى» مضاد للطائرات إلا أن الجهاز عمل بكفاءة غير مسبوقة أشادت بها أجهزة المخابرات العالمية الكبرى وتم العمل فى الداخل والخارج حيث تم القبض على أكثر من عمليات تجسس وتخريب منها الجاسوس طارق عبد الرازق عيسى حسن مصرى الجنسية والذى تم القبض عليه قبل الثورة مباشرة والمعروف بالفخ الهندى وقد حكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة فى 23 يونيو 2011 ويضيف أن أسلوب عمل جهاز المخابرات المصرى الصبر على الهدف «الجاسوس» إلى أن يتم تجميع كل الخيوط والمعلومات وجميع أفراد الشبكة ثم يتم القبض عليها وهذا فى المعتاد يأخذ وقتًا طويلًا حيث أنه يتم القبض عليها وهذا فى المعتاد يأخذ وقتًا طويلًا، حيث إنه يجب ألا يشعر الهدف أنه مراقب تمامًا وإلا أوقف نشاطه.
وأشار إلى أن الظروف التى كانت تمر بها البلاد كانت لا تتحمل الصبر لذا تم إنهاء عمليتين والقبض على مرتكبيها قبل دخولهم البلاد الأولى النمساوى والألمانى وتم ضبط 4 بنادق قنص مع التلسكوبات الخاصة بهم فى 2/11/2011، أما العملية الثانية فهى خاصة بالكشف عن أوكرانى فى شرم الشيخ والذى أدخل بنادق تسليح فى 19/10/2011 وحتى لا يتم قنص المتظاهرين وإلصاق التهمة بالشرطة أو الجيش.
أجهزة وطنية
ويؤكد اللواء ممدوح كدوانى مساعد وزير الداخلية ومحافظ سوهاج الأسبق والخبير الأمنى فى أمن الدولة أنه بالنسبة لقضايا الجاسوسية والتخابر التى تنجزها هيئة الأمن القومى والمخابرات العامة فإنه يتم اكتمالها والإعلان عنها بعد استيفاء واكتمال عناصرها. فهذه القضية اكتملت بعد 7 أو 8 سنوات من تجنيد هذه العناصر ومراقبتهم من جانب جهاز الأمن القومى المصرى ومتابعتهم. فعنصر الوقت هنا ليس مهما طالما هناك متابعة ومراقبة من جانب جهاز الأمن القومى المصرى حتى يتم التوصل والوصول إلى كافة عناصرة فى الداخل والخارج والجهة التى جندته فى الخارج والداخل ويضيف اللواء ممدوح أن اختصاص هيئة الأمن القومى وجهاز المخابرات العامة الذى يقوم كل منها بواجبه على أكمل وجه ويحيل المتهمين فى كل القضايا إلى نيابات أمن الدولة العليا.
ويضيف كدوانى أن هذا الإعلان بإحالة هؤلاء المتهمين إلى نيابة أمن الدولة العليا هو رسالة هامة لأجهزة التخابر والمخابرات الخارجية أن أجهزة الدولة المصرية تفتح عيونها جيدًا لكل ما يدبر بشأنها ولكل ما يحاك لها ولأى تحركات حتى لو كانت خارج البلاد فأجهزة الأمن القومى المصرى تقوم بواجبها ودورها رغم أى أحداث داخلية فجهاز المخابرات العامة وهيئة الأمن القومى من الأجهزة النشطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.