ضرب د. حسام الدين المساح عضو لجنة الخمسين لكتابة الدستور أروع المثل فيما فشل فيه كثير من الأسوياء! أبكانى هذا الرجل وهو يتحدى إعاقته ويحاول الوقوف فى شموخ لحظة عزف السلام الجمهورى.. فيما رفض أحد الأسوياء الوقوف. بل فضّل ترك القاعة فغادرها غير مأسوف عليه واشتد، بكائى على بكائه فى نهاية عزف السلام وهو يردد الحمد لله الحمد لله. لقد أعطانا د. حسام درسًا فى الوطنية.. رجل بهذه الكيفية تحدى إعاقته يوم رفض تعيينه فى وزارة الخارجية والحجة أنه معاق.. لا والله بل نحن المعاقون لأنه لم يركن لليأس.. بل تحدى كل ماصادفه وحصل على درجة الدكتوراة فى القانون ليس فى القاهرة فقط بل نالها من فرنسا أيضًا ومما يدفعنا إلى الانبهار بشخصه أنه حصل على 6 درجات دكتوراه.. فاستحق أن نطلق عليه الدكاترة حسام الدين المساح يستوى فى ذلك مع الدكاترة زكى مبارك الذى سبقه فى طريق العلم. د. المساح حمل أمنيات 12 مليونًا من ذوى الاحتياجات الخاصة ودرس وناقش وحاور أعضاء الخمسين.. وقد أجلَّه الكل. ونال تقدير الجميع وانتزع التصفيق الحار أكثر من مرة على حلو حديثه وبساطة أسلوبه واستطاع بذلك أن يضع لذويه مكانًا على خريطة الدستور بعد أن كانوا وللأسف فى نظر البعض كمًّا مهملاً والبعض الآخر تركوهم على هامش المجتمع! ويكفى حمَلة الإعاقة أن الحق تبارك وتعالى خصص لهم سورة فى قرآنه الكريم «عبس» فى شخص صاحب الإعاقة الأول فى صدر الإسلام الصحابى الجليل «ابن أم مكتوم «كفيف البصر».. سليم البصيرة. رهين المحبسين: الفقر وكف البصر. سورة عاتب فيها الحق سبحانه وتعالى حبيبه وصفيه من خلقه محمدًا صلى الله عليه وسلم.. عندما قابل أغنياء مكة وجلس معهم. وأرجأ لقاء ابن ام مكتوم لوقت لاحق، مما أغضبه.. رغم أنه كان صوتًا مسموعًا بالقرآن فى وجه الكفار. ولكن الله أبى أن يغضب ابن أم مكتوم فعاتب من أجله نبيه ورسوله». هذه هى مكانتك يا ابن ام مكتوم عند ربك أن فضّلك على كثير من الأسوياء.