يسأل ياسر فتح الباب نائب رئيس مجلس إدارة جمعية مربي النحل بالمنيا: كيف ينظر الاسلام للمعاقين وأصحاب العاهات .. وما دليل عنايته بهم؟! ** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمه الأستاذ بجامعة الأزهر-بحسب ما جاء في صحيفة المساء-: ينظر الإسلام دين الله رب العالمين. لأصحاب العاهات نظرة رعاية وعناية. انطلاقا من مبدأ التكريم لبني آدم دون اعتبار بمعتقد أو لون أو صحة أو مرض. قال الله عز وجل "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا" الآية 70 من سورة الاسراء وخص الاسلام المعاقين مزيدا من الرعاية. فقد جعل القرآن الكريم الاعاقة أو العاهة بلاء يؤدي بالمبتلي الصابر الي الجنة. قال الله عز وجل "إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب" الاية 10 من سورة الزمر .
وجعلت الشريعة الإسلامية الاعاقة كالعمي وقطع أو نقص بعض الأعضاء كالأقطع والأشل وما ماثلهما من الأعذار المبيحة للتخفيف والتيسير في الأحكام الفقهية العملية مثل الترخص في التخلف عن الجهاد في سبيل الله عز وجل قال الله تعالي "ليس علي الأعمي حرج ولا علي الأعرج حرج ولا علي المريض حرج" الآية 17 من سورة الفتح.
وجعلت أحكاما مخففة في أداء العبادات كالطهارات وصفة أداء الصلوات فاصحاب العاهات يؤدون المقدور لهم وفق طاقتهم في الوضوء والغسل والصلاة من قيام أو قعود. والأصل في هذا قوله سبحانه وتعالي "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" الآية 286 من سورة البقرة . وقوله صلي الله عليه وسلم "إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم" أخرجه البخاري ومسلم.
وكذلك عدم حضور الجماعات في الصلوات لغير الأعمي كالمقعد، والإنابة في الحج للعاجز عن أداء بعض شعائره كرمي الجمرات، أو الطواف والسعي جالسا، أو سقوط الحج ابتداء عمن لا يمكنه الوصول إلي مكة لفقد شرط الصحة وسلامة البدن، والصور والأمثلة فيما سوي ذلك كثيرة غزيرة مستفيضة في المصنفات الفقهية المعتمدة.
ومن حقوق المعاقين في الاسلام تحريم السخرية والاستهزاء منهم وبهم، قال الله سبحانه وتعالي " لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان" الآية من سورة الحجرات .
وقد عاتب الله جل شأنه رسوله محمدا صلي الله عليه وسلم لاعراضه وعبوسه مرة في وجه عبد الله بن ام مكتوم رضي الله عنه حينما قطع كلامه مع أكابر قريش "عبس وتولي أن جاءه الأعمي وما يدريك لعله يزكي أو يذكر فتنفعه الذكري" سورة عبس .
ولم يجعل الاسلام الاعاقة حائلا أو مانعا دون تولي صاحبها الولايات العامة فقد استخلف رسول الله صلي الله عليه وسلم ابن أم مكتوم الأعمي علي المدينة في إحدي غزواته للدفاع عن دين الله الحق، وأوجب الاسلام رعاية المعاقين ماليا من بيت مال المسلمين حتي لو كان المعاق غير مسلم كما فعل عمر رضي الله عنه مع المعاق الفقير اليهودي، وحرم وجرم الاسلام قتلهم في المعارك الحربية.
كل هذا ونظائره وأشباهه يدلل علي تكريم الاسلام للمعاقين.