فى العام الثانى له فى الحكم بدا واضحا للعالم كله أن الزعيم الكورى الشمالى الشاب كيم جونج أون لا يقل خطورة عن والده كيم كونج إيل الذى رحل نهاية عام 2011، بل أنه مثله تماما ويسير على نهجه ويحكم قبضته على زمام السلطة فى كوريا الشمالية على عكس ما كان متوقعا عند توليه الحكم. ففى مطلع العام أظهر القائد الشاب (30 عاما) قدرات، فاقت والده الراحل، فى تصعيد التوتر فى شبه الجزيرة الكورية، على اثر تجربة نووية ثالثة أجرتها كوريا الشمالية فى شهر فبراير وما أعقبها من عقوبات دولية جديدة وكذلك المناورات العسكرية السنوية المشتركة بين الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية حيث هدد جونج أون بشن حرب نووية مقدسة ضد الشطر الجنوبى، وكذلك توجيه هجمات نووية ضد القواعد الأمريكية بالمنطقة. ورغم تهدئة الأوضاع مع كوريا الجنوبية فى النصف الثانى من العام حيث اتفقت الكوريتان على استئناف عملية لم شمل العائلات الكورية التى فرقتها الحرب الكورية 1950 -1953، ووافقت كوريا الشمالية على استئناف الخط العسكرى الساخن مع كوريا الجنوبية وتم استئناف العمل فى مجمع كايسونج الصناعى المشترك، إلا أن كوريا الشمالية عادت وهددت فى نهاية العام بشن هجوم صاعق ودون إخطار مسبق على جارتها الجنوبية حال تكرار الاستفزاز، وذلك ردا على قيام منظمات مدنية محافظة فى كوريا الجنوبية بتنظيم تظاهرات فى شوارع سيول أحرقوا خلالها علم الدولة الشيوعية المجاورة ودمى للقائد الكورى الشمالى الراحل كيم يونج إيل فى الذكرى الثانية لوفاته. وفى خطوة اعتبرت الحدث السياسى الأهم فى كوريا الشمالية منذ وصول جونج أون إلى سدة الحكم وفسرها معظم المراقبين على أنها تأكيد على السلطة الانفرادية المطلقة التى يتمتع بها القائد الشاب ومحاولة لإظهار قوته أمام العالم، تخلص جونج أون من زوج عمته جانج سونج تايك حيث أعلن فى 12 ديسمبر عن محاكمته وإعدامه بتهمة الخيانة العظمى. وكان جانج (67 عاما) نائبا لرئيس لجنة الدفاع الوطنى التى تعتبر هيئة القرار فى الدولة الشيوعية وينظر إليه إلى حد كبير على أنه ثانى أكثر الشخصيات نفوذا فى البلاد.