فى العشرينيات من القرن الماضى انتعشت حالة الغناء بعد أن دخلت السينما مصر ودخلها الفوتوغراف وبدأ إرسال الإذاعة القومية - وكانت صاحبة الموهبة إذا تم اكتشافها من خلال إحدى الوسائل المذكورة ينتشر بصوته فى الوسيلتين الأخريين فالمطربة شافية أحمد صاحبة صوت جهورى، شرقى ذات طعم مميز. درست الموسيقى واعتمدتها الإذاعة ورغم أنها كانت كفيفة إلا أن السينما قد استفادت منها حيث غنت بدون صورة فى حوالى 35 فيلمًا معظمها من أفلام كوكا ومنها فيلم ل فريد الأطرش هو «أحبك أنت» حيث غنت معه أوبريت «الشرق والغرب». ولمسة أم كلثوم على المطربة نجاة على واضحة فقد ذهبت أم كلثوم لتحيى حفلها فى قرية فطلب منها أحد الحاضرين أن تستمع إلى صوت ابنته نجاة وأعجبت أم كلثوم بصوتها وطلبت منها أن تجلس بجوار التخت الخاص بها، وأن تغنى معها فى الحفل وفى القاهرة سجلت أول أسطوانة لها واشتركت فى أول فيلم غنائى بطلته مطربة. وهو «دموع الحب» مع محمد عبد الوهاب ثم فى 5 أفلام أخرى. أما هدى سلطان فهى ممثلة كبيرة تغنى أو مطربة كبيرة تمثل، وأحلام صاحبة صوت ناعم يكسوه طابع حزين، ظهرت فى 3 أفلام وغنت فقط فى فيلمين. أما حورية حسن فقد أجادت أداء المواويل ورغم كثرة أسفارها فقد قامت ببطولة أفلام «شمشمون ودليلة» و «فى صحتك» و «أحبك يا حسن» كما شاركت فى استعراضات مسرحية منها «حمدان وبهانة» و «اتفرج يا سلام» وأوبريتات سيد درويش «الباروكة» و «شهرزاد» وأوبريت زكريا أحمد «يوم القيامة» وأحمد صدقى «البيرق النبوى». أما عصمت عبد العليم فقد شاركت بالصوت والصورة فى أوبريت بساط الريح ل فريد الأطرش، ورجاء عبده من أصحاب الأصوات الخفيفة اللطيفة وشاركت محمد عبد الوهاب فى بطولة فيلمه «ممنوع الحب» وقامت ببطولة 13 فيلمًا. أما سعاد مكاوى فهى مطربة سينمائية كاملة تغنى وترقص وهى صاحبة ديالوج «عايز أروح» مع إسماعيل يس. وقد شاركت فى 20 فيلمًا. والمطربة فاتن فريد أنتجت لنفسها فيلم « وحوش المينا» وشاركت فى أفلام تليفزيونية ومسلسلات بالتمثيل والغناء. وشريفة فاضل قامت ببطولة فيلم «سلطانة الطرب» الذى يحكى قصة المطربة منيرة المهدية فاستحقت أن تحمل نفس اللقب لها وللملهى الليلى الذى كانت تمتلكه وتغنى فيه. أما مها صبرى فإن صورتها تكمل صوتها وتعطيها فرصة العمل السينمائى فى أفلام منها «أحلام البنات» و «حسن وماريكا» و«إسماعيل يس فى السجن» و 18 فيلمًا آخر كما قامت ببطولة المسرحية الغنائية «وداد الغازية». وقدمت الاذاعة أصوات أجفان الأمير وكانت تجيد العزف على العود وتكتب الشعر وابتليت بمرض أفقدها صوتها. وعائشة حسن صاحبة عدد هائل من الأغنيات الإذاعية التى لحنها لها كبار ملحنى مصر. أما هنيات شعبان فهى صوت قوى اختار اللون الدينى الملحمى والقصائد الدينية لأم كلثوم كما اختارت مدينة طنطا للإقامة الدائمة بها. والصوت الثائر فايدة كامل مطربة مثقفة تشعر بهموم وطنها. وكثرت أنواع الحفلات فى مصر منها الدينى مثل الليلة المحمدية ولعلع فيها صوتان كلثوميان هما ياسمين الخيام وزينب يونس. والأولى أكثر نشاطا وقدرة وثقافة كانت سببا فى نجاح أغنيات كثيرة لها منها الدينى ومنها الوطنى. وفى حفلات أعياد أكتوبر نجح صوت نادية مصطفى وكانت قد أثبتت وجودها فى مجال الكاسيت من خلال أغنيات ناجحة وشعبية مثل «مسافات» و «الصلح خير» وغيرها. وفى الحفلات العامة قدم بليغ حمدى صوتًا مثقفًا هو عفاف راضى الذى اكتشفه الناقد الأدبى رجاء النقاش عندما كان رئيسا لتحرير مجلة الكواكب. وفى الحفلات أيضا ظهر صوت إيمان الطوخى وغادة رجب. ولما ظهرت وسيلة «الكاسيت» لطبع الأغانى قدمت للحياة الغنائية عدة أصوات تخصصت فى تقديم أغنيات فولكلورية وشعبية وخفيفة حتى الطرافة، فغنت ليلى نظمى «العجوز» و «أمه نعيمة» وغنت عايدة الشاعر للطشت وغنت عزيزة عمر للسلم النايلون. وفاطمة عيد نقلت الألحان الفولكلورية من الغيط إلى الاستوديو. أما بدرية السيد فتخصصت فى غناء المواويل الشعبية بلهجة إسكندرانى أو خضرة محمد خضرة غنتها بلهجة صعيدى. أما دلال وحيد فإنها غنت من ألحان بليغ حمدى إلا أنها ظلت حتى الوفاة مطربة الأغنية الواحدة. أما أعياد الطفولة فقد تخصصت فى أغانيها صفاء أبو السعود، وخطفت منها الفرصة إحدى المرات المغنية أنوشكا، كذلك تخصصت بعض الأصوات النسائية فى غناء تترات المسلسلات ولمع فيها صوت حنان ماضى ومى كساب والسورية وعد البحرى ثم انتشرت الظاهرة بأصوات عديدة مثل شيرين وأنغام وقد نجحتا من خلال وسيلة «الكاسيت» وأصبحتا تعتبران نجمتا جيلهما. كما كانت كل من منى عبد الغنى وحنان فى ثمانينيات القرن العشرين. إنها أصوات على كل لون منها الثقيل والخفيف ومنها الدرامى والعادى، وأصحابها منهن المثقفة ومنهن من لا يعرف «الألف من كوز الذرة».