من المسئول عن انتشار إصابة أبنائنا الطلاب بالمدارس بأمراض الجديرى المائى والغدة النكافية وشلل الأطفال؟ تهرب من الإجابة عنه عدد كبير من مسئولى وزارتى الصحة والتربية والتعليم بينما من أجاب رفض الكشف عن اسمه خشية المساءلة القانونية.. «أكتوبر» تفتح ملف الإهمال فى صحة الطلاب وسط مسئولية «حائرة» بين وزارتين يفترض بهما أن تكونا حريصتين علىصحة نواة ومستقبل مصر. التحقيق التالى يكشف جوانب القصور والإهمال بين عدد من الجهات أدت إلى انتشار الأمراض والفيروسات بالمدارس. فى البداية تقول شاهيناز الدسوقى وكيل أول وزارة التربية والتعليم ومدير مديرية التربية والتعليم بالقاهرة سابقا إن نظام التأمين الصحى الجديد الذى تم تطبيقه فى المدارس يحافظ بدرجة كبيرة على أبنائنا فى المدارس إلى جانب أن تطعيمات شلل الأطفال وباقى التطعيمات التى يحصل عليها أبناؤنا إجبارية فضلا عن أن زارة الصحة تهتم بالرعاية الصحية بالمدارس بصورة ملحوظة ففى كل مدرسة أخصائية صحية بشكل دائم ومستمر لملاحظة أية مشكلة صحية بالمدرسة سواء بشكل جماعى أو فردى ونتمنى من الله أن يحافظ على مصر وعلى أبنائنا لذا استبعد وجود أمراض فيروسية سواء الغدة الكافية أو أى مرض آخر، كما أؤكد أن هناك متابعة فورية لأية حالات يشتبه بإصاباتها بأمراض خطيرة مثل شلل الأطفال على سبيل المثال. تضيف بثينة كشك مدير مديرية التربية والتعليم بمحافظة القليوبية أن المديرية أنشأت لجنة طوارئ لمتابعة الحالة الصحية لكافة المدارس بالمحافظة من خلال تعاون تام وتنسيق بين مديريات الصحة والتربية والتعليم والأمن بإشراف اللواء محمود يسرى مدير أمن المحافظة مشيرة إلى أن المتابعة المستمرة رصدت حالتين بمرض الجديرى المائى بإدارة شبين القناطر مشيرة إلى أن التخوف من انتشار الأمراض الفيروسية هذه الأيام يعود إلى أن مناخ موسم الشتاء يساعد على ظهور الفيروسات ولكن الأمر - بحسب المسئولة عن التعليم بالقليوبية - لم يصل إلى حد الخطورة مطالبة بتوعية أولياء الأمور لمتابعة أبنائهم وعزل المرضى لمنع انتشار المرض وعن أزمة الأمصال التى أثيرت أخيرا قابلت أنها مفتعلة وأوضحت أن بعض الأمراض بسيطة ويشفى المريض منها خلال أيام بالرعاية والاهتمام فقط ولكن الأزمة فى انتشار المرض أو العدوى مثل الغدة النكافية التى لا تحتاج إلى علاج إذ يشفى المريض منها بالراحة كما تابعنا بعض الحالات فى المدارس خلال الأيام الماضية وبالنسبة لمرضى الجديرى المائى قالت لا خوف منه لأن نسبة انتشاره ضئيلة جدا وتم رصد أول حالتين فى إدارة شبين القناطر ثم إعطاؤها إجازة لوقف انتشار المرض ومنع نقل العدوى لباقى الطلاب. اعتراف الصحة فى المقابل اعترف مسئولو وزارة الصحة بوجود إهمال خلال المرحلة الماضية ومنذ بداية العام الدراسى حيث أكد مصدر مسئول بالوزارة رفض ذكر اسمه أن المسئولين بالوزارة متخوفون من انتشار عدد من الأمراض ليس فقط الغدة النكافية ولكن هناك تخوفًا من عودة فيروس شلل الأطفال وعدد من الأمراض الفيروسية الأخرى خاصة مع وجود أزمة فى الأمصال، إضافة إلى عدم متابعة وزارة الصحة ومديريات الصحة بالمحافظات للمدارس منذ بداية العام الدراسى الجديد وحتى ظهور رحلات الغدة النكافية إلى جانب الحديث عن وجود إصابات بشلل الأطفال ويشير المصدر إلى استمرار الحاجة الملحة للأمصال سواء الخاصة بالنكافية أو شلل الأطفال ويضيف أن الوزارة تضع خطة طوارئ بالتعاون مع مديريات الصحة بالمحافظات. يؤكد مصدر مسئول بالإدارة المركزية للشئون الوقائية بوزارة الصحة أن الوزارة من جانبها تستعد خلال الأيام القليلة القادمة لتطعيم أكثر من 15 مليون طفل ضد مرض شلل الأطفال مشيرا إلى أن تلك التطعيمات تقع من خلال حملة قومية. ويؤكد أن هذه الحملة التى تنظمها وزارة الصحة منذ سنوات قضت على شلل الأطفال فى مصر نهائيا موضحا أن الأمصال لا تشكل أى أزمة لأن مصر تنتج وتستورد الأمصال والأمر لم يصل إلى حد الخطورة مع وجود متابعة مستمرة من جانب مديريات الصحة بكافة المحافظات مشيرا إلى أن مرض الجديرى المائى لم يصل إلى مستوى الأزمة خاصة وأن فصل الشتاء يتسبب فى انتشار بعض الأمراض الفيروسية. تحاليل معقدة وعن انتشار الأمراض الفيروسية وانتقالها عن طريق العدوى من خلال التنفس يؤكد الدكتور شوقى حداد أستاذ طب الأطفال جامعة القاهرة ووكيل نقابة الاطباء السابق أن هناك فيروسات عديدة تنتشر خلال الفصل الدراسى مثل الحصبة وهو مرض فيروسى معد و أكثر أمراض الطفولة شيوعاً وتبلغ فترة حضانته فى الجسم 10 أيام وتنتقل العدوى بواسطة الرذاذ المتطاير من الفم أو الأنف وتبدو الحصبة فى بدايتها كأنها نزلة برد قوية مترافقة مع التهاب فى القصبات وارتفاع فى درجة الحرارة ويظهر الطفح الجلدى عموماً بعد يومين لهذا المرض مضاعفات تتمثل بالتهاب القصبات والتهابات الأذن والخناق أما فى بعض الحالات النادرة تحدث مضاعفات خطيرة فى الجهاز العصبى مثل التهاب الدماغ فلابد من ان يعطى لقاح الحصبة فى الشهر الثانى عشر من عمر الطفل عن طريق الحقن العضلي، وتعطى جرعة منشطة قبل دخول الطفل للمدرسة لوقاية الطفل من الاصابة بذلك الامراض. وعن فيروس كورونا قال: هو أحد سلالات الأنفلونزا الموسمية وهو فيروس قديم ولكن ظهوره خلال الحج أثار ذعر العديد من المصريين ومن الطبيعى جداً أن يتعرض الإنسان مع الازدحام الشديد إلى الإصابة بالعدوى. وأشار إلى أن تحديد نوع الفيروس يتطلب إجراء مجموعة معقدة من التحاليل وليس بمجرد الكشف المبدئى مؤكداً أن التطعيم ضد الأنفلونزا ضرورى كنوع من الوقاية التى تغنى عن العلاج وأنها ليست لكل الناس ولكن للفئات الأكثر عرضة للخطر. وينصح بضرورة تطعيم المرضى المصابين بتلك الأمراض لتجنب مضاعفات الإصابة ولابد أن يكون إجبارياً خاصة بين الأطفال المصابين بالحساسية، كبار السن، أمراض القلب، وكل من يتعرض للأماكن المزدحمة حيث تكثر العدوى لذا ينصح بالتطعيم فى بداية فصل الشتاء لارتباطه بموسم الأنفلونزا. الوعى الصحى ويقول د. محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق انتشار بعض الامراض او الفيروسات الغدة النكافية او غيرها بين تلاميذ المدارس أمر طبيعى ولا داعى للقلق خاصة فى فصل الشتاء موضحا أن تكدس الفصول قد يكون سببا لانتشار هذه الامراض بسرعة خاصة وان غالبية الاطفال ليس لديهم ثقافة صحية بما لا يجب فعله فى مثل هذه الحالات . ويؤكد على ضرورة أن نهتم «الوعى الثقافى الصحى لدى الاطفال « للوقاية ويجب على المدرسين القيام بدورهم التوعية الصحية للتلاميذ ومراعاه هذه النقاط المهمة من اتباع القواعد النظافة الشخصية كغسل الايدى بالماء والصابون والعطس داخل منديل ورقى والإلقاء به فورا والتهوية الجيدة والتعرض لأشعة الشمس وغياب الطفل وعزله عن المدرسة عند الإصابة منعاً لانتشار العدوى بين التلاميذ خاصة أن هناك كثيرًا من الامهات يتجاهل اعراض بسيطة قد تظهر على الطفل مثل الرشح او غيره ويجبر على الذهاب للمدرسة وبالتالى يشكل ذلك خطرا على الطفل نفسه ومن حوله من زملائه. واضاف ان وزارة الصحة لديها خطة وقائية للاكتشاف المبكر لهذه الحالات. التطعيم إجبارى قال د. حمدى السيد أستاذ بكلية الطب جامعة عين شمس ونقيب الأطباء السابق أن التطعيم الإجبارى للأطفال ضرورى من سن سنة إلى سنة ونصف السنة كافٍ لإعطاء المناعة المطلوبة لدرجة 70% من مرض الغدة النكافية، وفى حالة ظهور المرض فإنه لا يشكل أى خطورة فى السن الصغيرة. مضيفا أن سبب انتشار هذه الأمراض هو انخفاض حملات التطعيم الى جانب الزحام الشديد فى المدارس والفصول التى تصل اعداد التلاميذ بها الى 90 طالبًا و95 وهو مبرر لانتشار بعض الامراض. وينصح بعزل الحالات المصابة بتلك الأمراض فى المنزل حتى لا تنتقل العدوى للآخرين قائلا من حسن الحظ ان هذا المرض مضاعفاته قليلة وأن الإصابة به تعطى مناعة 100% للطفل.