سيطرت حالة من الخوف والفزع على وزارتى الصحة والتربية والتعليم بسبب انتشار مرض الغدة النكافية بصورة كبيرة وسريعة بين التلاميذ فى عدد من المحافظات بعدما وصل عدد المصابين إلى 900 حالة وتم إغلاق عدد من المدارس خوفا من انتشار المرض. وتزايدت حالة القلق بين المسئولين بسبب مخاوفهم من وصول المرض إلى الدرجة الوبائية بسبب عدم وجود أمصال ولقاحات كافية وعدم قيام الزائرات الصحيات بدورهن فى رعاية الطلاب وملاحظة حالتهم. وكشف مصدر مسئول بوزارة الصحة أن المسئولين بوزارة الصحة تبادلوا الاتهامات حول المسئولين عن إنتشار المرض. وتقول فاطمة أحمد إحدى أولياء الأمور: الغدة النكافية انتشرت بشكل ملحوظ فى الآونة الأخيرة فهى معدية ومن الممكن أن تؤدى إلى الوفاة لذلك لم يعد ابنى يذهب إلى المدرسة خوفا عليه من هذا المرض وخاصة أن مناعته ضعيفة جدًا ومن السهل أن يصاب بالمرض. وأكدت شرين مختار والدة أحد الأطفال: لا مانع من مداومة الدراسة داخل المدارس حتى لو كان المرض منتشرًا فيمكن عزل التلاميذ المصابين بالمرض واعتماد إجازة لهم وليس للمدرسة بأكملها لأن تعطيل الدراسة أمر خاطىء لأن التلميذ يحتاج للدروس وخاصة أن الترم أوشك على الانتهاء، كما يجب توعية التلاميذ بالمرض وكيفية التعامل معه والبعد عن مكان العدوى من خلال المدرسة والمدرسين بقيامهم بحملات توعية مؤكدة أن غلق المدراس قرار خاطىء. ويضيف أحمد عبيد أحد أولياء الأمور بقرية «طحا» بشبين القناطر أن أولياء الأمور فى حالة رعب نتيجة انتشار المرض بين التلاميذ مشيرًا إلى أن الكثافة الطلابية داخل الفصول والتى تصل إلى 50 تلميذًا بالفصل الواحد أحد أسباب انتشار المرض إضافة إلى انتشار القمامة الهائل أمام المدراس وقدمنا العديد من الشكاوى بالمحافظة إلا أن أحدًا لم يرد ونتمنى أن ينظر إلينا المسئولون بعين العطف وقبل حدوث كارثة خاصة وأن المسئولين فى مصر لا يتحركون إلا بعد الأزمة. ليس له علاج ويقول الدكتور حسن منصور استشارى طب الأطفال بمستشفى شبين العام إن مرض الغدة النكافية هو مرض فيروسى يصيب الغدة النكافية وسببه فيروس «PARAMXXOVIRAS» وهو من الأمراض المعدية التى تصيب الأطفال وله فترة حضانة طويلة تصل إلى ثلاثة أسابيع من تاريخ العدوى وهو أحد أهم أسباب خطورته نتيجة إمكانية العدوى أثناء فترة الحضانة وهو ما يؤدى إلى انتشاره بصورة سريعة عن طريق استنشاق الرذاذ المتطاير فى الهواء من الشخص المصاب. ومن المضاعفات الأخرى الأقل حدوثا هى التهاب البنكرياس وإلتهاب الدماغ أوضح أن النكاف مرض فيروسى ليس له علاج ولكن أعراض المرض تعالج بالأدوية المهدئة كخافضات الحرارة ومسكنات الألم. ولكن تجب الراحة للمريض أثناء فترة المرض. وإذا أصيب الطفل فى سن المدرسة بهذه العدوى فيجب عليه البقاء فى البيت، وتكون العودة للمدرسة بعد زوال الورم والشعور بالتحسن وأكد أنه يوجد لقاح ضد المرض يتكون من فيروسات حية فاقدة الفعالية (مضعفة) حيث تحفز الجهاز المناعى فى الإنسان لإنتاج أجسام مضادة للفيروسات تعطى الجسم مناعة مدى الحياة ضد المرض، ويعطى هذا اللقاح عادة ضمن اللقاح الثلاثى مع لقاح الحصبة «MMr vaccine» والحصبة الألمانية (الروبيلا) وأضاف أن هذا الارتفاع الزائد فى عدد حالات العدوى بالنكاف بين طلاب المدارس يشير إلى أنهم لم يأخذوا تحصينا لهذا المرض فى حياتهم. ويشير منصور إلى أن أعراض النكاف تبدأ بارتفاع فى درجة حرارة الجسم خلال يومين من الإصابة بالعدوى يليها الشعور بألم بسيط فى عظم الفك وتورم فى جزء من الغدة النكافية فى جانب واحد من الوجه وقد يصيب الجزء الآخر من الغدة فيحدث التورم فى جانبى الوجه. وترتفع درجة حرارة المريض بعد ذلك، وقد تصل إلى 40 درجة مئوية ويصبح الورم كبيرًا ومؤلمًا ويظهر وجه المريض متورما، ويعانى المريض من ألم شديد عند فتح فمه أو الأكل والشرب. ويظل الورم لفترة قد تصل إلى أسبوعين وهناك خطورة لهذا المرض تنتج عن انتقال العدوى لأعضاء: الجسم الأخرى، ولحسن الحظ فإن هذه المضاعفات نادرة الحدوث وأشار حسن إلى انتقال العدوى فى 20-30% من الرجال البالغين المصابين بالنكاف فتسبب التهاب وتورم وهذه العدوى خطيرة كونها قد تسبب العقم. ولكن هذا لا يحدث إلا نادرا للأطفال تحت سن البلوغ عند إصابتهم بالنكاف كما تسبب فى العقم للأنثى. غرفة عمليات أكد إبراهيم فرج مستشار وزير التربية والتعليم أن الوزارة من جانبها عقدت غرفة عمليات لمتابعة الحالة على أرض الواقع وداخل المدراس أولًا بأول مشيرًا إلى أننا نخشى انتشار المرض الذى يعد من الأمراض الخطيرة. ويؤكد أن المرض سيزيد انتشاره خلال الأيام القادمة مع دخول فصل الشتاء كما يشير خبراء الصحة موضحًا أن المرض سيستمر حتى شهر يناير القادم. وأضاف فرج أن الوزير أمر بضرورة تواجد زائرات الصحة فى كافة المدارس وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة وهيئة التأمين الصحى وبكافة المحافظات وإعطاء اجازة للتلاميذ الذين يشتبه فى إصابتهم لعدم نقل الإصابة مؤكدًا أن الوزارة عقدت غرفة عمليات بالوزارة مكونة من ستة مسئولين لمتابعة مديريات التربية والتعليم بكافة المحافظات. أكد مصدر مسئول بوزارة الصحة رفض ذكر اسمه أن الوزارة منذ الإعلان عن أول حالة مصابة بمرض الغدة النكافية بإدارة شبين القناطر بالقليوبية وهى تعمل على قدم وساق وأعلن الوزير عن غرفة عمليات على مدار ال 24 ساعة وذلك لمواجهة الأزمة ويضيف أن الاجتماع الذى حضره الوزير مع كافة وكلاء الوزارة تبادل الجميع فيه الاتهامات خاصة وأن الوزارة لم تقم بواجبها فى الرعاية الصحية للمدارس مع بداية الموسم الدراسى وحتى ظهور المرض فلم تتم الزيارات الصحية على المدارس وهو ما يعتبره البعض داخل الوزارة السبب الرئيسى لانتشار المرض أو إمكانية وجود حالات أخرى وبأعداد كبيرة نظرًا لأن المرض يظل فى حالة الحضانة دون أن تظهر أى أعراض على المصاب لمدة من يومين إلى 18 يومًا وهو ما يدعو للقلق حيث يوجد أضعاف الأرقام المعلنة والتى تصل إلى 1000 حالة ويشير إلى أن الوزارة من جانبها تستعد لاستيراد كميات من الأمصال لمرض الغدة النكافية وشلل الأطفال وأمراض أخرى بعد أن تردد عن انتشار حالات إصابة بمرض شلل الأطفال فى بلدان تجاور مصر ليبيا والسودان. غلق المدارس ويؤكد أحمد موسى وكيل مديرية التربية والتعليم بالقليوبية أن المديرية تتابع كافة المدارس بالمحافظة وبالتعاون مع مديرية الصحة ويتم إخطار الوزارة على الوضع أولًا بأول وأشار إلى أنه وبالتعاون مع هيئة التأمين الصحى يتم عمل مسح شامل لطلاب المدارس. أكثر من مرة حتى يتم رصد أى حالات مصابة وذلك لمنع انتشار المرض. أكد مصدر مسئول بمديرية التربية والتعليم بالقليوبية أن أول إصابة كانت بمدرسة «نوى الجديدة» ووصل عدد التلاميذ المصابين بها إلى 6 حالات وذلك منذ شهرين وتم علاجهم ثم ظهر مرة أخرى بمدرسة الغورينى الابتدائية المشتركة بقرية الغورينى بالقليوبية وتم غلق المدرسة منذ أيام حتى لا تنتشر العدوى بين التلاميذ وسيتم غلق أى مدرسة يظهر بها المرض لمدة أسبوعين. ويضيف زكريا عبد ربه وكيل وزارة الصحة بالقليوبية أن مديرية الصحة بالمحافظة تتابع الوضع ساعة بساعة وتتابع المدراس عن طريق الزائرات الصحيات وقد تقرر منح التلاميذ المصابة اجازة لمدة 15 يومًا حتى لا ينتشر المرض.