من جديد عاد فيروس "الغدة النكافية" و"الجديري المائي" للانتشار بين طلاب المدارس بعد إعلان وزارة الصحة منذ شهور بانتهاء الإصابة به.. أولياء الأمور يوجهون استغاثات يومية للمسئولين بوزارة الصحة لكن لا حياة لمن تنادي.. الوزارة اكتفت بحملة شلل الأطفال بينما وزارة التربية والتعليم لا تتخذ أي إجراءات احتياطية سواء بعزل الطلبة المصابين أو توفير الطعوم أو حتي التوعية لأولياء الأمور. محمد مصطفي طالب في الصف الخامس الابتدائي بمدرسة الأهرام للتعليم الأساسي بإدارة الهرم يقول غاب زميل لنا في الفصل لمدة 4 أيام وبعد عودته كان يبدو عليه علامات المرض وقد تغير وجه للون الأحمر مع أثر لانتفاخ وتورم أسفل الأذن وعندما سألته مدرسة الفصل عن سبب غيابه قال إنه مصاب بمرض الغدة النكافية فقامت المدرسة علي الفور بإخراجه من الفصل حتي لا تنتشر العدوي وأرسلته إلي طبيبة المدرسة. تضيف هند سمير "محاسبة" ابنائي بمدارس الشباب للتعليم الأساسي ومدرسة الدلتا بمدينة 6 أكتوبر بعد إصابة العشرات من زملائهم بالغدة النكافية قامت إدارة المدرسة بإغلاق الفصول التي تفشي فيها المرض ووزارة الصحة تجاهلت الموقف ولم تفكر حتي في إعداد حملة لفحص الطلاب أو إرسال نشرات للتوعية بطرق الوقاية. يشكو سيد جمال طالب بالصف الأول الثانوي بإحدي مدارس مركز أوسيم بالجيزة من إصابته بالغدة النكافية قائلاً: عانيت طوال فترة مرضي وكان والدي يشتري لي العلاج علي نفقته الخاصة ولم أجد أي اهتمام من إدارة المدرسة والتأمين الصحي والحالات تتزايد ونحن نعاني وندفع ثمن إهمال مسئولي وزارة التعليم والصحة. يصرخ سيد فاروق ولي أمر طالب بمدرسة المستقبل الابتدائية بمدينة العبور قائلاً: المرض انتشر بين طلاب المدرسة وحالات الإصابة تزداد بشكل مفزع ونحن علي أبواب امتحانات نهاية العام وقد يمنعهم من أداء الامتحانات في حالة إصابتهم خاصة مع التكدس داخل الفصول وجهل أولياء الأمور والمدرسين بحقيقة المرض وكيفية التعامل معه. تضيف مني أحمد ابني طالب بمدرسة نجيب محفوظ الابتدائية بإدارة بولاق الدكرور وقد أصيب ثلاثة أطفال من فصله بمرض الغدة النكافية وكان من المفترض منحهم إجازة حتي لا ينتقل المرض لكنهم كل يوم يحضرون ومتواجدين داخل الفصل ومديرة المدرسة رفضت الإبلاغ عن الحالات المصابة حتي لا تحدث فوضي وفزع بين أولياء الأمور وهذا خطأ جسيم زاد من انتشار المرض وهناك تجاهل تام من كل الوزارات حتي الإعلام. والجديري أيضا تشير شيماء إبراهيم إلي انتشار حالات الإصابة بالجديري المائي بين طلاب مدرسة دار الحنان الخاصة بمنطقة فيصل قائلة إنه مرض خطير جداً وينتقل بين الطلاب عن طريق السعال والعطس والتنفس فقد شاهدت عدد من زملاء ابنتي مصابين بطفح جلدي ونقاط حمراء علي الوجه فقمت بإبلاغ طبيبة المدرسة وتم توقيع الكشف علي جميع المصابين ومنحهم إجازة 10 أيام. تستغيث زينب السيد من تفشي الغدة النكافية والجديري المائي بين طلاب مدرسة اللواء الإسلامية الخاصة بمنطقة بولاق الدكرور ومدرسة الأورمان الخاصة بشرق مدينة نصر واكتشاف العديد من الحالات ومن المنتظر المزيد في ظل هذه البيئة الملوثة. بينما يؤكد أمين مصطفي طالب بمدرسة عمرو بن العاص الابتدائية بحي مصر القديمة أنه بعد انتشار مرض الغدة النكافية بالمدرسة وإبلاغ إدارة المدرسة وزارة الصحة تم علي الفور إرسال حملة لتطعيم جميع طلاب المدرسة ومنح المصابين منهم إجازة 10 أيام. تضيف رانيا حسن ولي أمر طالب بمدرسة الاتحاد القومي الابتدائية بقصر النيل تم اتخاذ إجراءات وقائية مع طلاب المدرسة ولكن إعطاء التطعيم وقت انتشار المرض داخل مكان مصاب لا يحصن الشخص السليم لأن المرض يظل كامن داخل الجسم لمدة أسبوع وجرعة التطعيم لا تؤثر فيه فالتطعيم يكون لشخص سليم لم يختلط بمصابين. أعراض المرض الدكتور محمد الأنصاري اخصائي طب الأطفال ومدير العمليات بالمصل واللقاح يحذر من انتشار الغدة النكافية فهي التهاب فيروسي في الغدد اللعابية أسفل الأذنين وهو سريع الانتقال بين الأطفال عن طريق اللعاب والسعال والعطس ويدخل الفيروس الجسم عن طريق الأنف والعين والفم واستعمال أدوات المائدة ويظهر في صورة ورم وانتفاخ أمام الأذن وخلفها مع ألم شديد في المضغ مصحوباً بارتفاع في درجة الحرارة والتهاب في الحلق ويتم علاجه عن طريق إعطاء خافض للحرارة ومسكن للألم وكذلك الجديري المائي فهو مرض معد ينتقل بسرعة من شخص إلي آخر خلال الأسبوع الأول من ظهور الطفح الجلدي الذي يظهر علي الوجه والذراعين ثم ينتشر في باقي أجزاء الجسم بعد أسبوعين وللحد من انتشار الجديري لابد من عزل الشخص المصاب وعدم الاقتراب منه حتي تنتهي فترة العدوي من أعراضه ارتفاع في درجة الحرارة وشعور بالتعب والإرهاق والصداع.