احتفال القوات المسلحة هذا العام بمرور 4 عقود على نصر أكتوبر 1973 بحق، كان احتفالا أسطوريا، بما تحمله الكلمة من معنى، فقد تصدر المشهد وبجوار المسرح مباشرة وفى المقدمة أبطال أكتوبر من مصابى العمليات الحربية، الذين ضحوا بدمائهم من أجل تحرير الأرض، فكانوا فى مقدمة الصفوف وهذا مكانهم، بل هم على الرؤوس، وتوسط قادة القوات المسلحة قيادات الشرطة للتأكيد على الدور الذى قامت به قوات الشرطة أثناء المعركة من تأمين الجبهة الداخلية للدولة، والحفاظ على امن واستقرار الوطن من الداخل فى ظل العمليات الحربية على طول خط المواجهة مع العدو لاسترداد الأرض، كما تصدرت المشهد إلى جوار رئيس الجمهورية السيدة جيهان السادات زوجة القائد العظيم، صاحب قرار الحرب محمد أنور السادات، لتعيد القوات المسلحة الأوضاع إلى نصابها الحقيقى، بعد أن اختلت الموازين ، وابعد قادة وأبطال حرب أكتوبر عن المشهد فى احتفال العام الماضى الذى نظمته رئاسة الجمهورية، والى جوار السيدة جيهان السادات كان أول ظهور له فى احتفال رسمى، كان المشير محمد حسين طنطاوى، هذا القائد المخلص لوطنه المحب لكل حبة رمل فيه، والذى كان احد ابطال حرب اكتوبر73، والذى تحمل الكثير خلال المرحلة الانتقالية، وكان حضوره يؤكد أن المؤسسة العسكرية المصرية مؤسسة عريقة بأبنائها المخلصين، وكان حضور عدد من وزراء الدفاع العرب ورئيس وزراء الأردن اكبر دليل على أن مصر استعادت روح أكتوبر من جديد، بعد أن التف حولها العرب، ليؤكدوا أنها أم الدنيا. ورغم برودة الجو داخل استاد الدفاع الجوى إلا أن مشاعر الفرحة بالنصر التى كانت تملأ الحضور لم تشعرنا بذلك، كلمات الاوبريت والاغانى التى شارك فيها الفنانون المصريون والعرب من لبنان والكويت والأردن والسعودية وسوريا كانت تؤكد أن الاحتفال بنصر أكتوبر هذا العام ليس احتفالا مصريا بل عربيا أيضا . وجاءت كلمة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربى بمثابة مسك الختام فقد أكد على عقيدة القوات المسلحة المصرية التى لم تغدر أو تخون يوما، ولكنها دائما كانت درع هذا الوطن وسيفه، ودرع الوطن العربى، ليؤكد أن مصر لن تتخلى يوما عن أمتها العربية بل ستظل هى خط الدفاع الأول عنها، وسيظل جيش مصر هو جيش الأمة العربية. لقد كان احتفال هذا العام بطعم احتفال نصر أكتوبر منذ أربعين عاما.