تفاصيل كثيرة شهدتها العواصم العربية والغربية حول ساعة الحسم فى سوريا والسيناريوهات المتوقعة واحتمالات توجيه ضربة عسكرية لمواقع عسكرية محددة تقوم بها أمريكا وبعض حلفائها ردًا على زعم استخدام الأسلحة الكيماوية فى الاقتتال الدائر منذ أكثر من عامين فيما تحدث الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن عدة خيارات بينها العمل العسكرى، وتبقى المواقف رهن التطورات المتلاحقة والنتائج المتوقعة فى اللحظات الأخيرة لإبعاد شبح الحرب عن المنطقة من خلال صفقة إذا ما قبل بها الأسد سوف يحافظ على ما تبقى من سوريا أما إذا فضل عسكرة الأزمة للنهاية فالمنطقة على شفا حفر نارية طيلة العام الجارى على أقل تقدير. وتتسابق العواصم العربية والغربية من أجل البحث عن حل ينهى الازمة فى سوريا ومن بينها الرد العسكرى بعد زعم تقارير بدخول الأسلحة الكيماوية الحرب الدائرة حيث تحدثت واشنطن عن خيارات عدة من بينها الرد العسكرى وضرب مواقع محددة للنظام السورى تشل حركته العسكرية كما انعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين فى ال27من أغسطس الماضىبمقر الأمانة العامة بالقاهرة برئاسة السفير المندوب الدائم لمصر ومشاركة المندوبين الدائمين وبحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية لتدارس الوضع الخطير في سورية والناجم عن الجريمة النكراء التي وقعت فى 21أغسطس باستخدام ما وصفته تقارير بالأسلحة الكيماوية ضد السكان المدنيين في منطقة الغوطة الشرقية من ريف دمشق، وأدت إلى سقوط مئات من الضحايا المدنيين السوريين من بينهم الكثير من الأطفال والنساء،وقرر المجلس الإدانة والاستنكار الشديدين لهذه الجريمة البشعة التي ارتُكِبَت باستخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً في تحدٍ صارخ واستخفافٍ بالقيم الأخلاقية والإنسانية والأعراف والقوانين الدولية وتحميل النظام السوري المسؤولية التامة عن هذه الجريمة البشعة والمطالبة بتقديم كافة المتورطين عن هذه الجريمة النكراء لمحاكماتٍ دولية عادلة أسوة بغيرهم من مجرمي الحروب تقديم كافة أشكال الدعم المطلوب للشعب السوري للدفاع عن نفسه وضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لمساعدته دعوة المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن للاضطلاع بمسئولياته وتجاوز خلافات أعضائه وذلك عبر القيام بالإجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة التي يتحمل مسئوليتها النظام السوري ووضع حد لانتهاكات وجرائم الإبادة التي يقوم بها النظام السوري منذ أكثر من عامين. وإبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع في سوريا والإعداد لاجتماع لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري المقرر فى 3 سبتمبر. وكان الموقف المصرى واضحًا وفى السياق الذى حدده وزير الخارجية نبيل فهمى تعليقاً على ما تردد عن توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا نتيجة اتهامها باستخدام الأسلحة الكيميائية، بأنه فى الوقت الذى ترفض مصر فيه وتدين استخدام الأسلحة الكيميائية من أى طرف، وتطالب المجتمع الدولى بمحاسبة المسئول عن ذلك، بعد تقديم فريق المفتشين التابعين للأمم المتحدة لتقريره، تؤكد مصر بوضوح أنها لن تشارك فى توجيه أية ضربة عسكرية، وتعارضُها بقوة اتساقاً مع مواقفها الثابتة من معارضة التدخل العسكرى الأجنبى فى سوريا، وتمسكها بأن استخدام القوة فى العلاقات الدولية مرفوض إلا فى حالة الدفاع عن النفس أو تحت الفصل السابع من الميثاق. وطالب «فهمى»، مجلس الأمن الدولى، ببذل كل جهوده للتحقيق فى الأحداث، واتخاذ الإجراءات اللازمة إزاء هذه الجريمة البشعة. وأدان الوزير ممارسات النظام السورى ضد شعبه، وذكر أن مصر تناشد كافة الأطراف السورية والمجتمع الدولى سرعة تفعيل مؤتمر جنيف2 لإيجاد حل سياسى للوضع فى سوريا برمته، يحفظ لسوريا وحدة أراضيها وتنوعَها، ويُحقق المطالب والتطلعات المشروعة لمختلف مواطنيها وأطيافها المتعددة. ويبدو أن الغرب يتخذ خطوات سريعة لضرب سوريا بعد استخدام السلاح الكيماوى، حيث باتت لهجة قادتها أكثر تصاعدا وتقترب لدرجة دق طبول الحرب فى الوقت الذى تتصاعد فيه مخاوف من أن تنفجر حرب عالمية إذا اشتركت إيران وحزب الله وربما روسيا بشكل أو آخر. وقد شهد الأردن اجتماعا مغلقا لقادة جيوش 10 دول عربية وأوروبية وأمريكية؛ لبحث سيناريو توجيه ضربة عسكرية لأهداف استراتيجية للنظام السورى، بحسب مصدر عسكرى أردنى. وضم الاجتماع قادة جيوش كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا وتركيا والسعودية وقطر، إضافة إلى الأردن. كما ناقش سيناريوهات ضرب مواقع للنظام السورى، ودراسة رد الفعل المتوقع من إيران (حليفة نظام بشار الأسد فى سوريا) على تلك الضربة. وبدوره أعرب الأردن عن بالغ قلقه من احتمال استهدافه من قبل سوريا وإيران حال تأكدهما من استخدام أراضى المملكة من قبل القوات الغربية وليس مستبعدا أن توجه صواريخ نحو الأردن أيضا حال استخدمت أراضى المملكة لضرب سوريا. وكانت سوريا قد شهدت أحداثًا مروعة قتل فيها نحو 1400 مواطن سورى، وأصيب أكثر من عشرة آلاف آخرين، معظمهم من نساء وأطفال، فى هجوم تقول المعارضة إن النظام السورى شنه على منطقة الغوطة بريف دمشق بالأسلحة الكيماوية والغازات السامة، بحسب تصريحات أدلى بها هشام مروة عضو اللجنة القانونية فى «الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية».