◄ وزير التعليم: وضع المدرسة تحت الإشراف المالي والإداري.. وإحالة المسؤولين المتورطين للتحقيق ◄ استشاري الصحة النفسية: ضرورة وجود لائحة سلوك واضحة وصارمة تُطبّق على الجميع بلا استثناء ◄ تفعيل دور الإخصائي النفسي والاجتماعي.. ووضع كاميرات مراقبة داخل أركان المدارس ◄ خبير تربوي: وضع معايير صارمة وتطبيق أدوات ومقاييس نفسية على من يتم اختياهم للعمل بالمدارس لقد فتحت الجريمة التي شهدتها إحدى المدارس الدولية بالعبور، والتي شهدت اعتداء 3 عمال وفرد أمن على 5 أطفال صغار في مرحلة Kg2، ملف الانحرافات الأخلاقية في المدارس، تلك الجريمة البشعة والمؤلمة التي أشعلت نيران الغضب بداخل المجتمع ككل، وهو الأمر الذي تساءل معه الكثيرين عن تأثير هذة الانحرافات الأخلاقية على نفسية وسلوكيات الطلاب، وكيف تصبح المدارس بيئة آمنة للطلاب؟ . خبراء تربويين في علم النفس التربوي والسلوكيات، وضعوا روشتة علاج لأولياء الأمور والمدارس لحماية التلاميذ نفسيا وسلوكيا وجسديا داخل المدارس. في البداية، علق وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، محمد عبد اللطيف على واقعة مدرسة سيدز الدولية، بشأن التعدى على الأطفال، قائلا إن أي مساس بطفل من أبنائنا جريمة لا تُغتفر وأولوية التعامل معها تسبق أي شأن تعليمي، فصون كرامة وسلامة الأطفال وحمايتهم هو صون للوطن بأكمله. وقال الوزير محمد عبد اللطيف: "لا يوجد جرم أشد قسوة من أن تمتد يد إلى طفل، أطفالنا أمانة في أعناقنا، وحمايتهم واجب لا يقبل التهاون وأي مدرسة لا تلتزم بمعايير الأمان والسلامة ولا تصون حقوق أبنائنا لا تستحق أن تكون ضمن المنظومة التعليمية المصرية وسيتخذ ضدها إجراءات رادعة". اقرأ أيضا| كيف نحمي أطفالنا في المدارس؟.. خبيرة تربوية ونفسية تجيب | فيديو وقرر الوزير، وضع المدرسة تحت الإشراف المالي والإداري وتم استلامها لإدارتها من قبل الوزارة إداريا وماليا بشكل كامل، وإحالة كافة المسئولين الذين ثبت تورطهم في التستر أو الإهمال الجسيم في حماية الطلاب بالمدرسة للشئون القانونية. ◄ كيف نحمي أولادنا بالمدارس قالت الدكتورة ولاء شبانة، استشاري الصحة النفسية والخبيرة التربوية، إنه في ظل التحديات المتزايدة التي تمر بها المؤسسات التعليمية، أصبح السؤال الأكثر إلحاحًا اليوم: كيف نحافظ على أطفالنا وتلاميذنا نفسيًا وتربويًا؟ وكيف نضمن أن تظل المدرسة مكانًا آمنًا، نظيفًا، ومثمرًا لبناء جيل واعٍ قادر على مواجهة المستقبل؟.. هذا ليس سؤالًا عابرًا، بل معركة وعي ومسؤولية..متسائلة ،كيف نحافظ على أطفالنا نفسيًا وتربويًا داخل المدارس؟ ورأت الخبيرة التربوية والتفسية، إن حماية الطفل تبدأ من 4 محاور رئيسية، اولها، بناء بيئة مدرسية دافئة وآمنة، فلا تعليم بلا أمان نفسي، فضلا عن وجود إدارة تضع سلامة الطالب قبل أي شيء، إضافة لمراقبة السلوكيات داخل المدرسة بشكل علمي، وليس عشوائي. وأضافت: ثانيا، ضرروة تدريب المعلمين على مهارات التعامل النفسي والتربوي، فإن المعلم ليس ناقل معلومة فقط، بل "مُشكّل شخصية"، حيث اصبح ضرورة تدريب المدرسين على استيعاب الفروق الفردية، والتعامل مع السلوكيات الإشكالية، ومهارات التواصل الإنساني، والإسعافات النفسية الأولية للطلاب. وتابعت د. شبانة، ثالث محور لحماية اطفالنا هو دعم الطفل وتشجيعه على التعبير عن نفسه، فالطفل الذي يتكلم، طفل نُنقذُه، كما ان نشر ثقافة "باب مفتوح" لدى الأخصائي الاجتماعي والنفسي، أمر هام، مع تخصيص حصص ودقائق أسبوعية للتعبير الحر. أما رابعا، شراكة حقيقية بين المدرسة والأسرة، والتواصل المستمر مع الأسرة، وإعلام ولي الأمر بأي تغير في السلوك فورًا، وضرورة تنظيم ندوات توعية للأهالي حول التربية الحديثة. وعن الروشتة لتصبح مدرسة آمنة نفسيًا وتربويًا، قالت الخبيرة التربوية، هذه ليست شعارات بل إجراءات حقيقية يجب تطبيقها، تتمثل في وجود لائحة سلوك واضحة وصارمة، تُطبّق على الجميع بلا استثناء، خاصة فيما يتعلق بالعنف، التحرش، البلطجة، أو التنمر، وكاميرات مراقبة في كل الممرات والساحات، وايضا الأمان يبدأ بالرقابة، والوقاية خير من العلاج، وتفعيل دور الإخصائي النفسي والاجتماعي وليس مجرد توقيع حضور وانصراف. ◄ حملات توعية للتلاميذ وأضافت د. ولاء شبانة، قائلة: "ينبغي شن حملات توعية شهرية للطلاب عن احترام الآخر، إدارة الغضب، مواجهة الضغوط، والسلوك الأخلاقي، مع وجود لجان مختصة لمتابعة الانضباط السلوكي تضم: الإدارة – الأخصائي – ممثل أولياء الأمور، ووجود آلية سرية للإبلاغ عن التجاوزات لكي يشعر الطالب أنه قادر على طلب المساعدة دون خوف". واستطردت د. شبانة، قائلة: "يجب اختيار المعلمين بعناية، فالمعلم صاحب الخُلق هو الذي يصنع جيلًا ذا خُلق". ◄ تأثير الانحرافات الأخلافية على سلوكيات الطفل وعن تأثير الانحرافات الأخلاقية داخل المؤسسة التعليمية، قالت إن الانحراف الأخلاقي داخل مدرسة ليس مجرد خطأ، بل كارثة تربوية لها آثار بعيدة المدى منها انهيار القدوة، حين يرى الطالب سلوكًا منحرفًا من شخص يُفترض أنه قدوته، تنهار فكرة "القدوة" داخله، فيحدث تشوه تربوي خطير. وأوضحت أن من ضمن التأثيرات أيضا انتشار الفوضى السلوكية بين الطلاب، فالسلوك ينتقل بالعدوى، وما يفعله الكبار يقلده الصغار سريعًا، إضافة إلى تدمير الثقة في المؤسسة التعليمية، ليصبح الطالب خائفًا، والأسرة قلِقة، والمجتمع فاقدًا للثقة، والتأثير المباشر على العملية التعليمية، إلى جانب، انخفاض التحصيل، وانتشار الغياب، وضعف الانضباط، وفقدان الشغف بالتعلم، مما يسبب آثار نفسية قاسية على الطلاب مثل: "القلق، فقدان الأمان، الانطواء، العدوانية، والتمرد". واختتمت الخبيرة التربوبة قائلة: "الخلاصة: المدرسة ليست مبنى.. بل مسؤولية دولة ومجتمع، إذا أردنا جيلًا على قدر حلم الوطن، فعلينا أن نجعل المدرسة بيئة "آمنة، نظيفة، منضبطة، إنسانية، شفافة، عادلة، وإلا فإن الانحرافات الأخلاقية، مهما بدت صغيرة، ستتسرب كالسُم داخل جسد العملية التعليمية.. حتى تُفسدها بالكامل". ◄ روشتة علاج لبيئة آمنة بالمدارس من جهته، وضع الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس والخبير التربوي، روشتة علاج لتصبح المدارس بيئة آمنة خاصة بعد الانحرافات الاخلاقية والاعتداءات التي تحدث للأطفال. اقرأ أيضا| القصة الكاملة| تفاصيل مثيرة في واقعة الاعتداء على أطفال داخل مدرسة دولية بالسلام وأوضح خبير علم النفس التربوي، أن المدرسة تقع عليها المسؤلية الأولى في حماية الأطفال من أي اعتداء يقع بداخلها وذلك بمجرد دخول الطفل إليها، ولا تقتصر مسؤوليتها على حماية الأطفال فحسب من أي اعتداء جنسي يغتال طفولتهم، بل يمتد دورها إلى تنمية سمات الشخصية السوية والإيجابية لديهم، ويمكن أن تحقق المدرسة تلك الأدوار من خلال عدة وسائل منها: - التدقيق الشديد في اختيار العاملين بها سواء من أعضاء هيئات التدريس أو الإداريين أو العمال أو غيرهم - عقد مقابلات شخصية المتقدمين للعمل بها من خلال الاستعانة بمتخصيين في مجال علم النفس للكشف، من خلال تطبيق أدوات ومقاييس نفسية معينة، عن من لديهم ميول للانحراف السلوكي من بينهم، واستبعادهم من التعيين - تركيب كاميرات مراقبة في كافة أرجاء المدرسة بما يسمح برصد أي حالات فيها نية الانحراف - تعدد مستويات الرقابة والمتابعة على العاملين بالمدرسة لتشمل أكثر من مستوى - التحقيق الفوري في أي بلاغات تأتي من أولياء الأمور بخصوص تجاوز أي عامل بحق الطلاب ولو حتى بالنظرات غير المناسبة - فتح قنوات اتصال سهلة لأولياء الأمور مع إدارة المدرسة لتلقي الشكاوى والبت فيها في أسرع وقت - الإحالة للتحقيق الفوري والذي قد يصل إلى النيابة في حالة المخالفات الجسيمة من قبل العاملين بالمدرسة - جعل فصول الابتدائي ورياض الأطفال والحضانة في أماكن مفتوحة سهلة مراقبتها بالعين المجردة - توفير عدد كاف من المشرفين في كافة أرجاء المدرسة للإشراف على الأطفال - توفير اخصائي نفسي واحد على الأقل في كل مدرسة لديه القدرة على اكتشاف حالات الأطفال الذين يتم الاعتداء عليهم والتعامل معها بشكل سليم - توعية الأطفال بشكل يومي في طابور الصباح وداخل الفصول بكيفية التعرف على من يتجاوز معهم سواء لفظيا أو جسميا وكيفية الابلاغ بذلك