خسائر الحظر.. بالملايين

بعد مرور أكثر من أسبوع من فرض حالة الطوارئ وحظر التجول بالقاهرة وبعض محافظات الجمهورية فقد تسبب ذلك فى أزمات تجارية ومالية لمختلف القطاعات الحيوية فى مصر الحكومى والخاص فقد اضطر مالكو الصيدليات والعيادات الخاصة من الأطباء والصيادلة إلى تقليص ساعات العمل بينما قام الأطباء بتعديل مواعيد حضورهم إلى العيادات الخاصة ليتم إغلاقها لضمان عدم اختراق الحظر المفروض على القاهرة والمحافظات.
أما خبراء التأمين فقد أكدوا أن الأحداث الحالية لم تؤثر على تأمينات النقل مقارنة بحجم الخسائر التى تكبدها القطاع بعد أحداث 25 يناير 2011، ويرجع السبب إلى توقف حركة التجارة والصناعة وبالتالى عدم وجود كم كبير من عمليات النقل البرية والبحرية. وقد أثيرت بعض المخاوف من تأثير حظر التجوال وافتقاد الأمن فى الشارع المصرى، على نقل السلع بين المحافظات خاصة السلع التموينية، فالوصول للمحافظات النائية أصعب مهمة انتحارية.
رئيس مجلس الوزراء من جانبه وافق اول امس على تفويض اتحادى الغرف التجارية والصناعات فى تلقى طلبات التصاريح الخاصة بسيارات نقل البضائع والسلع خلال فترات حظر التجوال على أن تتقدم كل شركة أو تاجر بطلب إلى اتحاد الغرف التجارية يتضمن الاسم والسجل التجاري ورقم ونوع السيارة واسم السائق ورقم رخصة قيادته ورقمه القومي، وسوف تصدر تصاريح النقل مباشرة من غرف الموانئ بمحافظات الإسكندرية وبورسعيد ودمياط والسويس ومحافظات القاهرة الكبرى بالنسبة لنقل السلع الواردة من الخارج.
قال الدكتور محمود فتوح، رئيس اللجنة النقابية للصيادلة إن فرض الحكومة لحظر التجول فى مختلف أنحاء الجمهورية له آثار سلبية على أصحاب الصيدليات حيث ادى إلى إغلاق أكثر من 30 ألف صيدلية من إجمالى 60 ألفًا بالقاهرة والمحافظات لارتفاع معدلات المخاطر على الصيدليات فى ظل حالة الانفلات الأمنى كاقتحام الصيدليات والاستيلاء على أموالها و بعض أنواع الأدوية، مشيرا إلى أن خسائر الصيدليات خلال هذه الأيام تجاوز ال 90مليون جنيه.
وقال الدكتور إيهاب رزق صيدلى إن العديد من الصيادلة كسرو اقرار الحظر مساهمة منهم فى خدمة المرضى وللحيلولة دون تعرض صيدلياتهم للإفلاس بسبب قلة المبيعات، مطالبا بضرورة إدراج الصيادلة ضمن الفئات المستثناة من حظر التجول لتمكنهم من أداء واجبهم المهنى فى حماية المرضى وتوفير الأدوية ليلاً لهم وللحيلولة دون تعرضهم للمضايقات الأمنية من قبل قوات الجيش والشرطة.
مترو الأنفاق
وقال عبدالله فوزى رئيس جهاز مترو الانفاق: إن الخسائر التى تعرض لها المترو بسبب قرار حظر التجوال منذ القرار وحتى الآن بلغت 7 ملايين جنيه.
وأضاف أن قرار حظر التجوال يمنع استمرار تشغيل القطارات لمدة 6 ساعات يوميا مما ادى الى تخفيض عدد الرحلات الى 900 رحلة يوميا فى خطوط المترو الثلاثة بدلا من 1400 رحلة، مشيرا إلى أن الشركة مستمرة فى اغلاق محطتى السادات والجيزة لدواع امنية ولن تفتح إلا مع هدوء الاوضاع فى الشارع المصرى.
قال أحمد عبد المحسن تاجر إن نقل البضائع يكبد التجار مشقة كبيرة بداية من تأمين عملية النقل وحتى توفيق النقل وخطر النقل وخطر التجول، مشيرا إلى أن ذلك تسبب فى زيادة الأسعار.
وأضاف الخوف من استغلال البعض للأوضاع الحالية وزيادة الأسعار بشكل كبير فكل جنيه زيادة يعنى المزيد من وقف الحال.
وأكد محمد السيد صاحب محل ملابس تراجع الإقبال بنحو 50%، وارجع ذلك إلى الاوضاع الاقتصادية والامنية، مؤكدا انه اضطر إلى تخفيض كمية البضائع التى يستوردها بسبب حالة الشلل التي تعانيها السوق.
وقال سالم متولى -صاحب محل ملابس- تسبب الحظر بسبب أحداث العنف اليومية إلى الخراب، وإشار إلى أن حالة الركود ذبحتنا وتسببت فى خسائر كبيرة ولاشيء يدعو للتفاؤل، فالديون تراكمت ولانستطيع دفع الايجار ولا أجور العمال مؤكداً ان المبيعات تراجعت لأكثر من 70% والحالة الاقتصادية تزداد سوءا يوما بعد الآخر.
وأكد طارق قدرى، الخبير التأمينى أن تأمينات النقل لم تتأثر بشكل ملحوظ بسبب الاحداث التى تمر بها مصر، مضيفاً أن معدل الإقبال على وثائق التأمين البحرى متساو مع الفترة السابقة بعكس تأمينات النقل البرى التى قلت نسبتها بشكل ضئيل.
وأرجع ذلك إلى أن السبب وراء نقص العمليات التأمينية هو التدهور الاقتصادي والمالي بين الموردين والمستوردين، مشيراً إلى أنه مع عودة المصانع للعمل بكفاءة ستبدأ عمليات الاستيراد والتصدير مما ينعكس إيجابياً على قطاع تأمينات النقل.
وأشار إلى أن حجم التجارة والصناعة ورواج حركة الاستيراد والتصدير يساعد تأمينات النقل حيث إنهم يحتاجون إلى نقل بضائعهم من وإلى الميناء وكذلك إلى منافذ التوزيع وبالتالى زيادة حجم وعدد عمليات التأمين.
التموين والتجارة
وأكد الدكتور محمد أبو شادى وزير التموين والتجارة الداخلية أن الوزارة شكلت غرفة عمليات لمتابعة شكاوى وضع السلع التموينية والخبز المدعم فى ظل الظروف الراهنة والاضطرابات السياسية التى تمر بها البلاد.
تضم غرفة العمليات ممثلاً من الشركة القابضة للصناعات الغذائية وممثلين من قطاع الرقابة والتوزيع بالوزارة.
كما خصصت الغرفة خطًا ساخنًا (19805) لتلقى شكاوى المواطنين على مستوى الجمهورية سواء فيما يتعلق برغيف الخبز أو تأخر صرف السلع التموينية أو نقصها فى المحافظات الأخرى.
وعن نقل السلع التموينية قال أبوشادى إن النقل يتم عادة أثناء فترة النهار قبل فترة حظر التجوال فهو لا يشكل أى عائق لنقل السلع سواء بين المحافظات أو داخل المحافظة الواحدة حيث يقوم بقالو التموين باستلام الحصص التموينية من شركة الجملة التابع لها عن طريق عربات نقل خاصة به وهذا عادة يتم خلال فترة الصباح سواء الزيت أو السكر أو الأرز فليس هناك أى تأثير سلبى على نقل السلع التموينية خاصة أن الاضطرابات لا توجد فى جميع محافظات الجمهورية وتعمل المجمعات الاستهلاكية حتى الساعة ال 6 مساء.
وقال وزير التموين إن الاضطرابات السياسية التى تمر بها البلاد عرقلت الكثير من الأمور فكان من المفترض إعادة النظر فى الكثير من قرارات الوزير السابق ومنها تحرير سعر الدقيق إلا أن الوقت لا يسمح بأى تغيير ومع هذا فإن الوزارة تحاول بذل قصارى جهدها لتوصيل السلع الأساسية ورغيف الخبز المدعم للمواطن.