تحرك جديد في أسعار الذهب اليوم الجمعة 21 نوفمبر خلال ختام التعاملات    موسكو تستبعد قبول «خطة ترامب» وتؤكد أن التقدم الميداني يمنحها ورقة قوة    جعجع: لبنان يعيش لحظة خطيرة ودموية وكان ممكنًا تفاديها    بنزيما الأعلى تقييما في مباراة الاتحاد والرياض بالدوري السعودي    هالاند يقترب من كسر رقم شيرار قبل مواجهة مانشستر سيتي ونيوكاسل    كونسيساو يشيد بأداء الاتحاد السعودي بعد الفوز على الرياض    أبواب حديدية ومكان معزول، تفاصيل معاينة موقع حادثة هتك عرض أطفال بمدرسة السلام    محمود السيد في «دولة التلاوة»: هدفي الأساسي هو تقديم نموذج مشرف لقارئ القرآن الكريم    رئيس الغرفة التجارية بالقاهرة يدعو الحكومة لمراجعة رسوم الإغراق على البليت لضمان التنافسية وتشغيل المصانع المتعطلة    البلشي يدعو الصحفيين إلى الامتناع عن نشر معلومات حول الأطفال ضحايا الاعتداء بمدرسة العبور    انتخابات مجلس النواب.. إقبال كبير على التصويت في النمسا وتوقعات بزيادة مشاركة المصريين بالخارج    الأهلى يهزم الطيران في الجولة الخامسة عشر بدورى محترفي اليد    أوروبا تتعهد بمنح أفريقيا أكثر من 15 مليار يورو للطاقة النظيفة    الداخلية تكشف ملابسات فيديو اختطاف طالب بالسويس    اضرب بكل قوة.. مصطفى بكري يوجه رسالة حاسمة للرئيس السيسي    عرض أزياء إسلام سعد يجمع نجوم الفن ومى عز الدين تخطف الأنظار فى أول ظهور بعد الزواج    مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يقيم ندوة الاحتفاء بإصدار يوثق مسيرة جيل من المخرجين    صوته نازل من السما.. برنامج دولة التلاوة يحتفي بالشيخ محمد رفعت    وكيل صحة شمال سيناء يزور وحدة الشلاق بالشيخ زويد لمتابعة الخدمات    أهلي جدة المنقوص يتقدم على القادسية في الشوط الأول    للمرة الثانية في تاريخه.. الجيش الملكي بطلًا لدوري أبطال أفريقيا للسيدات    "السنيورة": لبنان بحاجة إلى قيادات وطنية تحترم التنوع وتعزز الوحدة    تعرف على تشكيل نيس ومارسيليا بالدوري الفرنسي    جعجع: لبنان يعيش لحظة خطيرة والبلاد تقف على مفترق طرق    عالم بالأوقاف: الإمام الحسين هو النور المكتمل بين الإمامة والنبوة    موظف يتهم مدرسًا بالاعتداء على نجله داخل مدرسة ابتدائية في أوسيم    سقوط عصابة تقودها فتاة استدرجت شابًا عبر تطبيق تعارف وسرقته تحت تهديد السلاح بالدقي    أحمد فؤاد سليم يكشف سر استمرار زواجه 50 عاما: الحب هو الأساس والأحفاد فلفل الحياة    بسبب رسامة فتيات كشمامسة.. الأنبا بولس يطلب من البابا تواضروس خلوة بدير العذراء البراموس    إقبال جماهيري كبير على حفل روائع عمار الشريعي بتوقيع الموسيقار هاني فرحات    إقبال كثيف وانتظام لافت للجالية المصرية في الأردن بانتخابات النواب 2025    شوقي علام حول التعاملات البنكية: الفتوى الصحيحة تبدأ بفهم الواقع قبل الحكم    «المال في مواجهة الطموح».. هل يحسم «طوفان اللافتات» مقاعد البرلمان؟    أول تعليق من نادية مصطفى على أزمة ملف الإسكان بنقابة الموسيقيين    رفع 30 طنا من القمامة والمخلفات والأتربة بمدينة ناصر بحى شرق سوهاج    المصري الديمقراطي يطالب خطوات "الوطنية للانتخابات" لمنع تكرار مخالفات المرحلة الأولى    تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم الجمعة فى سوهاج    ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال بنجلاديش إلى 5 قتلى ونحو 100 مصاب    بالصور.. استعدادات حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال46    كيف يؤثر تناول السكر على مرضى السكري وما الكمية المسموح بها؟    «الزراعة» تواصل حملاتها لحماية الثروة الداجنة    انفوجراف| الحصاد الأسبوعي لوزارة الزراعة    جامعة بنها ومؤسسة حياة كريمة ينظمان قافلة بيطرية بمنشاة القناطر    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج على القانون    الحكومة الفرنسية: أطفالنا لن يذهبوا للقتال والموت فى أوكرانيا    السفير المصري بنيوزيلندا: انتخابات النواب تسير بسهولة ويسر    بعد إحالته للجنايات.. تفاصيل 10 أيام تحقيقات مع المتهم بقتل صديقه مهندس الإسكندرية    دعاء يوم الجمعة لأهل غزة بفك الكرب ونزول الرحمة.. اللهم يا فارج الهم ويا كاشف الغم فرّج عن أهل غزة فرجًا عاجلًا    إصابة 3 شباب في حادث مروري بنجع حمادي    وزيرة التخطيط: ملتزمون بتمكين المرأة اقتصاديًا بما يتماشى مع رؤية مصر 2030    زيلينسكي يرفض إقالة أقوى مستشاريه رغم تفاقم فضيحة فساد كبرى    أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة وفضلها العظيم    كهرباء الإسماعيلية مهتم بضم كهربا    رشا عبد العال: النظام الضريبي المتكامل للمشروعات التي لا يتجاوز حجم أعمالها السنوي 20 مليون جنيه    11 قرارًا جمهوريًّا وتكليفات رئاسية حاسمة للحكومة والوطنية للانتخابات ورسائل قوية للمصريين    اسعار الدواجن اليوم الجمعه 21 نوفمبر 2025 فى المنيا    الجالية المصرية بالأردن تدلي بأصواتها في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    تحذير جوي بشأن طقس اليوم الجمعة.. خد بالك من الطريق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لواء دكرورى : الجيش رمز الوطنية وجوهر الكرامة المصرية
نشر في أكتوبر يوم 25 - 08 - 2013

«مصر قصة طويلة تحكى أكبر حضارة فى التاريخ والجغرافيا» هذا ما أكده اللواء وجيه دكرورى الخبير الاستراتيجى والاقتصادى، مشدداً على أنه لن يستطيع أحد أبداً تهميش مصر، مؤكداً أن الجيش المصرى هو رمز الوطنية وجوهر الكرامة المصرية، ومعرباً عن تفاؤله على الرغم من الموقف المعقد الذى تعيشه البلاد سياسياً واقتصادياً وأمنياً، واضعاً روشتة لاستعادة الاستقرار الاقتصادى والأمنى فى أقرب فرصة، داعياً إلى مصالحة وطنية على غرار مصالحة الزعيم الأفريقى نيلسون مانديلا فى جنوب أفريقيا.. *ما هى رؤيتك للمشهد فى مصر بعد 30 يونيو؟
**نحن تقريباً فى بداية النفق لأن الموقف ككل معقد .. الموقف معقد سياسياً.. ومعقد اجتماعيا.. ومعقد أمنياً .. وأخيراً وفوق كل شىء معقد اقتصادياً..خاصة أن مصر تتسم بعد 30/6 ببعض السمات منها أن الفزع والترويع الذى تركز مؤخراً أصبح أكبر من قدرة الاستثمار والإنتاج.. كما أن ما تبقى من احتياطيات النقد الأجنبى لن يتحمل خسائر أخرى.. خاصة أن كل قرش يفقده الجنيه المصرى يكلف فاتورة الواردات 300 مليون جنيه سنوياً، وقد لاحظنا فى هذه الفترة تحرك الدولار فى مواجهة الجنيه المصرى ارتفاعاً ثم عاد للانخفاض ويمكن أن يرتفع مرة أخرى، كما أن الدين الخارجى ارتفع فى هذه الفترة إلى أكثر من 45 مليار دولار بعد إضافة القروض، وأخيراً من الناحية الاقتصادية فإن البطالة مع الغلاء أصبحا أقوى من تحمل الفقراء، الانفلات الأمنى ليس من المنتظر أن نستعيد الأمن بين يوم وليلة أو فى وقت قصير.. الاستقرار الأمنى سيأخذ وقتا طويلا.
الاستقرار الأمنى
*كم نحتاج من الوقت لتحقيق الاستقرار الأمنى؟
** ليس أقل من 6 أشهر إلى سنة، يمكن وقتها استعادة الأمن بمفهوم اختفاء البلطجة وقطع الطرق واقتحام المنازل خاصة فى المناطق الجديدة مثل 6 أكتوبر والعاشر من رمضان والساحل الشمالى، والاستقرار الأمنى يؤثر تأثيراً كبيراً فى نقطتين أساسيتين أولاً على السياحة كمؤثر أساسى وثانياً على الاستثمار الأجنبى المباشر، بمعنى إنشاء المصانع وتعميق التصنيع بشكل عام..
ولو أن الشرطة بدأت فى الفترة الأخيرة تستعيد نوعًا من مصداقيتها ولكنها مصداقية نظرية أكثر منها عملية، خاصة أنه فى الأحداث الأخيرة لم تستطع أن تقوم بتصفية الأوضاع بمفردها واستعانت بالجيش على الرغم من أن الجيش ليس من مهامه التعامل مع الشغب أو البلطجية.
*هل ترى أن الشرطة مازالت فى أزمة؟
**بالطبع، فلاشك أن الشرطة تحتاج إلى نوع من التدريب المهنى أكثر من التدريب النظرى، لأنك لو نظرت للخسائر الموجودة فى الشرطة لا تتناسب إطلاقاً مع حجم أعمال فض الشغب المطلوبة .. الخسائر عالية.. لواءات عمداء .. ضباط.. أول شهيد سقط فى الاشتباك فى رابعة العدوية كان نقيب شرطة واقفا بشكل أتصور انه غير مهنى لما يقف بصورة يتلقى معها طلقة كان من الممكن تجنبها..
*هل تقصد أن يكون لدينا رجل شرطة محترفًا؟
**بالضبط ..
*ما هى مواصفات رجل الشرطة المحترف والمؤهل؟
**هناك مشكلة عند الشرطة تتمثل فى التباعد الكبير بين ضابط الشرطة وبين عسكرى الشرطة .. الفرق كبير فى النوعية .. العقلية .. التدريب .. اللياقة البدنية.. عسكرى الشرطة هو الفرز الثالث الذى يتم رفضه من الجيش فيحال للأمن المركزى، وبالتالى هو نوعية بسيطة من التعليم والكفاءة البدنية والصحية والنفسية.. وبالتالى عندما يكون هناك ضابط لديه درجة عالية من التعليم، وتعطى له مجموعة من العساكر على درجة بسيطة يكون التفاهم مقطوعا.. أو نحتاج لتدريب الضابط حتى يستوعب هذه النوعية من الجنود.. وهذه المشكلة عانى منها الجيش نفسه قبل 73 ، وكانت سببا كبيرا فى نكسة 67 ، لأنه لم يكن فى القوات المسلحة مؤهلات عليا وقتها لأنه لم يكن يتم تجنيد المؤهلات العليا، وعندما بدأ الفريق فوزى تجنيد المؤهلات العليا ارتفعت كفاءة القوات المسلحة المصرية واستطاع جندى المؤهلات من مهندس.. دكتور .. صيدلى.. أن يتعامل مع المعدات الحديثة وكان هذا سببا كبيرا من أسباب النصر..
*كيف يمكن استعادة الأمن فى مصر فى أقصر وقت ممكن؟
**لاستعادة الأمن فى أقصر وقت ممكن يجب على الحكومة أن تجرى الخطوات الآتية، فأولاً انضباط كامل للشارع المصري، وبداية فإن حركة المرور التى عانينا منها على أكثر من 30 عاماً يجب ان توضع لها الحلول المرحلية وأن تخصص لها القيادات والقوات المؤهلة لذلك، وثانياً سرعة إعادة تنظيم مؤسسة الشرطة بما يسمح لكل الأفراد من التميز تدريباً وتأهيلاً ورواتب وزى جديد يليق بشرطة مصر، ثالثاً تخصيص جهاز الشرطة لكل ما هو ضرورى لحفظ الأمن والنظام فقط وذلك باستبعاد كافة الإدارات غير المتخصصة مثل الجوازات ومصلحة العمل وغيرهما من إدارات ملحقة بالشرطة ولا علاقة لها بالأمن العام، ورابعاً وأخيراً إعادة النظر وبشكل جاد وحاسم وسريع فى نوعية المجندين المخصصين لجهاز الشرطة على ألا تقل نصف القوة عن المؤهلات العليا والمتوسطة خاصة فى المهام التى لها علاقة مباشرة بالجمهور..
موروث الإقصاء
*ما هو السبب الرئيسى للأحداث التى نراها الآن؟
**فى ثورة 25 يناير كان الحدث أكبر من الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وأكبر من قدرات الحزب الوطنى، لأن مبارك لم يكن لديه إلا الحزب الوطنى .. هذه هى القوة التى كان يستند عليها .. الحزب الواحد الذى كان موجوداً وباقى الأحزاب كانت «أضرحة بلا أولياء» .. وكانت هيكلية ومجرد ديكورات.. الحزب الوطنى كان هو المسيطر على مصر.. والحدث (25 يناير) كان أكبر من قدرات الحزب، ولكنه فى نفس الوقت كان أكبر من تصورات جماعة الإخوان المسلمين.. أكبر من تخيل الإخوان الذين ركبوا الموجة وبدأوا يؤهلون أنفسهم أنهم يقودون سفينة الوطن، فلم يتخيلوا أن هذا الموقف سيأتى لهم بهذه السهولة، فكان الموقف أقوى من تخيل الاخوان وأكبر من قدرة الحزب الوطنى، فلا الحزب استطاع التغلب عليه بالقوة ولا الإخوان استطاعوا أن يستوعبوه والاثنان فشلا، هذا فشل وتبهدل والثانى فشل واتبهدلنا..
ونحن نختلف مع الإخوان أيديولوجيا وفكريا.. والاهم نختلف معهم من حيث العقل الإقصائى، الإخوان لديهم عقل إقصائى.. والعقل الإقصائى هذا موروث وطنى .. أى شخص يقعد على الكرسى لابد أن يتحول إلى إقصائى.. الرئيس الأسبق مبارك كان صاحب عقل إقصائى.. ما لم تكن داخل الحزب الوطنى لن يكون لك نصيب.. الحزب هو الكل فى الكل .. فكرة مبارك كانت إقصاء أى شخص فيما عدا أسرته.. الكل يخدم التوريث.. نفس الشىء بالنسبة للرئيس السابق مرسى.. الفكر كله بيخدم الأهل والعشيرة.. فهذا فى نطاق العشيرة وذاك فى نطاق الأسرة.. خرجنا من مفهوم الأسرة التوريثية التى حكمت مبارك إلى العشيرة التى حكمت مرسى .. ولا الأسرة أو العشيرة تنفع فى هذا المجتمع بعد ثورة 25 يناير.. الشعب المصرى تغير.. الشباب تغير.. والجميع لم يستطع أن يدرك هذا.. مع الأخذ فى الاعتبار أن التغيير بالنسبة لمبارك كان مفاجئ وصاعق.. إلا أن مرسى كان يجب أن يدرك بأن هناك تغيير، لأنه كان قد مر سنة ونصف بعد 25 يناير ليستوعب ذلك، ولكنه الموروث الفرعونى من العقل الإقصائى أن الذى يجلس على الكرسى أصبح هو صاحب الأمر والنهى والكل يقصى فيما عداه..
*هل سيستمر معنا هذا الموروث؟
**إلى أن تتغير الفكرة.. الشعب دفع دماء كثيرة فى تجربة الرئيس مرسى.. ونفس الأمر مع تجربة مبارك.. وبالتالى الشعب تعلم والأجيال القادمة سوف تتعلم بأنه لن يسمح لأحد بالإقصاء من خلال وثيقتين مهمتين.. الوثيقة الأولى هى الدستور.. إذا وضع دستور يمنع الإقصاء ويحد من السلطات اللانهائية لرئيس الدولة .. والوثيقة الثانية هى القوانين .. نحن لدينا غابة من القوانين حوالى 13 ألف قانون لابد من غربلتها.. هناك قوانين موجودة من أيام التكريتو وقوانين من ايام ثورة 52.. وهناك قوانين تقول إن غرامة إلقاء زبالة فى الشارع 20 قرشا!!... من خلال الدستور الذى يخاطب القوانين ومن خلال القوانين التى تخاطب المواطن نستطيع ان نتفادى هذه المأساة مرة أخرى..
الوضع الاقتصادى
*ما هى رؤيتك للوضع الاقتصادى الحالى؟
**الوضع الاقتصادى بالطبع تأثر بالأحداث.. عجز الموازنة تعدى ال 225 مليار جنيه، بالنسبة للصادرات نحن نصدر ب 22 مليار دولار ونستورد ب 60 مليار دولار.. وهذه الأرقام كانت قبل 30 يونيو يعنى 3 أضعاف عجز فى ميزان المدفوعات.. السياحة تقريباً نسب الأشغال بشكل عام لا تزيد على 25 إلى 30%..
*حتى فى شرم الشيخ والغردقة؟
**شرم الشيخ الوضع مختلف بيوصل إلى 75% ، لكن على مستوى الجمهورية النسب الإجمالية 25%، بالنسبة للاستثمار الأجنبى المباشر اقترب من الصفر، معدل الادخار كان 20% انخفض إلى 12% أى أن المدخرات التى يمكن استثمارها ضعفت.. الناتج المحلى الإجمالى فى مصر تريليون وأربعة من عشرة إذا قسمت هذا المبلغ على 365 يومًا يكون الناتج 4 مليارات جنيه ناتج محلى يومى.. وبالطبع فى ظل هذه الأحداث تستطيع أن تقول إن 50% من الموظفين والعمال لا يذهبون إلى أعمالهم، وبالتالى تكون الخسائر عندنا يومياً من الناتج المحلى الإجمالى ما بين مليار إلى مليار ونصف جنيه يومياً .. يمكن للاقتصاد أن يتحمل هذا يومين أو ثلاثة، ولكن لو استمرت هذه الأزمة لمدة طويلة يجب أن تضرب 1.5 مليار جنيه يومياً فى المدة الكبيرة..
*إلى أى مدى يمكن للدولة والاقتصاد تحمل هذا الوضع؟
**الاحتياطى بتاعنا ارتفع من 14 مليارًا إلى 18.8 مليار دولار، مع استمرار الوضع سوف تضطر حكومة الببلاوى إلى السحب من الاحتياطى لتسيير الأمور، وبالتالى سينخفض الاحتياطى، ويعوض هذا الكلام الموقف الداعم الذى اتخذته كل من السعودية والكويت والإمارات وملك الأردن من دعم سياسى واقتصادى، لكن أساس هذا الدعم الاقتصادى 5 مليارات دولار مهما كانت لن تسد هذا العجز أكثر من 3 شهور، بمعنى لو استمر هذا الوضع لأكثر من 3 شهور سوف ندخل فى نفق اقتصادى فى منتهى التعقيد..
مكانة مصر
*هل التهديد بقطع المساعدات من بعض الدول سيؤثر على الاقتصاد؟
**بالطبع.. وبما لا يدع مجالا للشك فإن أى مليم يدخل الخزانة العامة مهم، ومع ذلك مصر ليست صغيرة ولا يستطيع أحد أن يهمشها، لو ذهبت إلى اى تاجر أراضى وسألته أريد أن أشترى أغلى أرض فى افريقيا فماذا أفعل؟ سيقول لك اشترى مصر.. تسأله لماذا؟ سيجيبك قطعة أرض «سقع» على ناصية موجودة فى أفريقيا وهناك 6% منها موجود فى آسيا.. فيها أكبر ممر مائى لتجارة العالم.. 20% من تجارة ترانزيت العالم بتعدى من عندك من قناة السويس.. بتطل على بحرين .. البحر المتوسط أبو البحار.. والبحر الأحمر .. وبالتالى لها شاطئان كبار على امتداد هذين البحرين.. بيمر فيها أطول أنهار العالم.. وهو نهر النيل.. فيها ثلث آثار العالم .. تقع فى نصف العالم بالضبط.. تسأله كيف هذا؟ يجيبك لما الأمريكان يناموا اليابانيين يصحوا.. وبالتالى تقدر تشتغل فى النص.. أعمال لوجيستية للعالم كله.. تقوله فيها إيه كمان؟ يقولك فيها أكبر ثقلين.. فيها الكرازة المرقسية أقدم كنيسة فى الشرق موجودة فى العباسية.. تعبر الناحية الثانية بعد دقيقتين تلاقى أكبر مجمع علمى علم العالم كله وهو الأزهر الشريف.. تقوله إيه الحكاية ثانى؟ يقولك جو معتدل شواطئ رائعة هى دى مصر.. مصر قصة طويلة.. مصر أكبر حضارة فى التاريخ والجغرافيا..
*هل نحن مدركون لهذه المكانة وتلك القيمة؟
**نحن مدركون والمسئولون مدركون ولكن مصر تدار بطريقة ليست حرفية، الإدارة فى مصر ليست إدارة حرفية.. أنا شخصياً اختلفت مع عبد الناصر هذا الرجل الشامخ لأنه ضحى بالأمن القومى المصرى فى سبيل القومية العربية، ودفع بالجيش المصرى دون استعداد وفى لحظة سريعة اخرج قوات الطوارئ الدولية وضاعت سيناء وقتها.. نظريته للقومية العربية جعلته يضحى بالأمن القومى المتمثل فى الجيش.. والجيش المصرى هو رمز الوطنية وجوهر الكرامة المصرية، لذلك فإن الفريق أول عبد الفتاح السيسى قال «تنقطع أيدينا لو امتدت بسلاح على الشعب» .. نحن ندافع عن كرامة كل المصريين..
*كيف يمكن تحقيق انطلاقة اقتصادية فى مصر فى اقرب وقت ممكن؟
**لتحقيق انطلاقة اقتصادية يجب أولاً التأكيد على أن الاقتصاد هو إجراء من طبيعته أن يكون طويل الأجل، وعموماً فإنه يمكن تلخيص الإجراءات فى الخطوات الآتية فأولاً يجب حسم قضية الاستقرار السياسى والأمنى، ثانياً تحديث مسار التنمية الاقتصادية فى مصر، ثالثاً اقتحام قضية ارتفاع معدلات نمو السكان التى هزمت أهداف التنمية، رابعاً معالجة قضية التشغيل ومكافحة البطالة، خامساً رؤية جديدة لقضية الدعم ومكافحة الفقر بما يلائم أهداف ثورة 25 يناير من عيش وحرية وعدالة اجتماعية، سادساً البدء فوراً فى وضع تصوير جديد وحاسم ونهائى لقضية التعليم والتنمية البشرية فى مصر، فمن المؤكد فى هذا المجال أن نجاح فصيل الإخوان فى خمس انتخابات شعبية حدث نتيجة الأصوات التى منحتها لهم محافظات الصعيد التى استند فيها الإخوان على الجهل والفقر وحصدوا أصوات البسطاء بالدعم المالى البسيط..
التأييد السعودى
*كيف رأيت بيان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله؟
**لقد جاء هذا البيان ليعبر عن الوجه العربى الأصيل لخادم الحرمين الشريفين الذى يؤيد الموقف الصعب الذى تمر به مصر الآن ويساندها فى معركتها ضد الإرهاب، ويعمل كظهير عربى وإقليمى داعماً لها اقتصادياً وسياسياً وإعلامياً فى مواجهة العالم، وهو أمر غير مستبعد من شخصية كبيرة ومحترمة مثل خادم الحرمين الشريفين وعلى نهج سلفه المرحوم الملك فيصل وموقفه المشرف فى حرب أكتوبر 1973 ودعمه للموقف المصرى والسورى انذاك..والجدير بالذكر فإن الدعم المادى الذى قدمته مجموعة الدول العربية يجب على حكومة الدكتور حازم الببلاوى أن تحسن استخدامه، وان توجهه بشكل مباشر إلى مشروعات إنمائية تهدف إلى خلق المزيد من فرص العمل لتشغيل الشباب، ولا تلجأ مطلقاً إلى توجيهه إلى عجز الموازنة العامة فى مجال الدعم والإنفاق غير الاستثمارى..
*شوهد الأسبوع الماضى علم القاعدة فى ميدان رمسيس .. هل للقاعدة تواجد فى مصر؟
**من المبكر الجزم بأن هناك خلايا للقاعدة داخل العاصمة أو فى محيط الوادى إلا أنه ليس من المستبعد – بل إن هناك شواهد – تؤكد أن عناصر محدودة من تنظيم القاعدة دخلت بالفعل إلى سيناء مع مجموعات أخرى بهدف أن تجد لها ملجأ، وأن توجه بعض الضربات إلى أى من الاتجاهين الشرقى بإتجاه إسرائيل أو الغربى بدعم اعمال الفوضى داخل البلاد..
*بعد حادثة مقتل الجنود المصريين كيف ترى الأوضاع الأمنية فى سيناء؟
**بخصوص الأوضاع الأمنية فى سيناء، فمما لا يدع مجالا للشك فإن القبضة الأمنية فى سيناء مازالت رخوة، وأن الأعمال القتالية فى تلك المنطقة الصحراوية الجبلية شديدة الوعورة تحتاج إلى تخطيط خاص وتوجيه جهود القوات المسلحة مدعومة بالشرطة لحسم هذه المشكلة وللأبد.. والجدير بالاهتمام أيضاً أن نذكر إن إسرائيل بدأت ترسل إشارات تحذيرية بأنها سوف تقوم بتأمين ظهرها «منفردة» حتى تأمن منطقة موبوءة – كما وصفت من خبرائهم – يصعب السيطرة عليها إذا ما استقر بها الإرهاب على حسب ادعائهم، وفى إطار الفكرة التآمرية التى لا استبعدها كعسكرى ومقاتل قديم فأننى انبه وأحذر من ضربة تآمرية ومفاجأة على حدودنا الشرقية بدعوى التأمين ضد الإرهاب تفقد فيها مصر كل ما حققته من مكاسب فى حرب 73، كما أن الهجوم المتتالى على أمريكا ورئيسها فى الإعلام المصرى قد يؤدى فى النهاية إلى تحالف أمريكى إسرائيلى لتوجيه مثل هذه الأعمال التعرضية ونذكر الجميع أن الهجوم على أمريكا فى الإعلام الذى صاحب أحداث ما قبل 1967 ساهم فى هذه الكارثة الكبرى..
والجدير بالذكر أن ما حدث فى الأسبوع الماضى من قتل 25 مجندًا من الأمن المركزى، يؤكد لنا ضعف القبضة الأمنية والاستمرار فى مسلسل عدم التعلم الذى كان يقضى بتأمين نقل الجنود من وإلى سيناء، ووجود قوات للحراسة تدافع فى حالات الاعتداء خاصة أن الجنود الذين استشهدوا قد تم انزالهم من السيارات وقتلهم بدم بارد دون أى مقاومة، ومثل هذه الاعتداءات قد تكررت دون أن نتعلم منها ما يقى من الحوادث الأخرى، أما بخصوص من اعتدى فهناك تنظيمات جهادية متعددة بالتأكيد هى التى قامت بذلك من خلال مخطط عام يهدف إلى إسقاط الدولة وإحراج القوات المسلحة، المنوط بها تأمين كل شبر على أرض سيناء سواء كان المتحرك عليه أو المتواجد من المدنيين أو العسكريين أو الشرطة أو الأجانب..
*هل التطورات الأخيرة تتطلب إدخال تعديلات فى اتفاقية كامب ديفيد؟
**الصراع المصرى الإسرائيلى مازال عند حده الأدنى.. وهذه الاتفاقية رضينا أو لم نرض هناك قيادة مصرية وقعت عليها فى وقت ما ومصر تحترم اتفاقيتها، وهم سيرفضون تعديل الاتفاقية.. استغرب من الناس التى تقول مش عايزين المعونة العسكرية.. ومع احترامنا لهؤلاء .. أنا حضرت 4 حروب ابتداء من حرب اليمن ومروراً ب 67 ، و 73 وحرب تحرير الكويت .. لدى خبرة 32 سنة فى القوات المسلحة من ملازم حتى وصلت للواء فى هيئة عمليات القوات المسلحة.. أمريكا جزء أساسى فى اتفاقية السلام بيننا وبين إسرائيل، أمريكا بتعطى إسرائيل معونة عسكرية وبالتالى الرئيس الراحل أنور السادات فرض فى الاتفاقية أن نأخذ معونة مثلهم.. نحن نأخذ 1.2 مليار دولار.. ليست مجرد أموال ولكن أيضاً تستخدم فى التسليح.. السلاح الأمريكى أكفأ سلاح فى العالم.. فى التدريب .. فى الصيانة.. فى التطوير.. وعلى الرغم من المعونة الأمريكية تضعنا خلف إسرائيل بدرجتين أو ثلاث إلا أن التنازل عنها يتطلب تغيير العقيدة القتالية، ولماذا نرفضها وهى طبقاً للأتفاقية وإسرائيل تأخذها؟!
*حل مشكلة سيناء .. أمنى فقط أم اقتصادى ايضاً؟
**بداية أحب أن أؤكد أن سيناء اليوم فى أزمة حقيقية، وبداية الحل تكمن فى ضبط الأمن فى كافة أنحاء سيناء وخاصة على حدودنا والتحسب من أى مؤامرات خارجية، وهذه المهمة تقع مباشرة على عاتق القوات المسلحة المصرية، وفور ظهور بوادر النجاح فإن على الحكومة المركزية فى مصر أن تبدأ برنامجاً قومياً لتنمية سيناء اقتصادياً وتخصيص الموارد البشرية والمالية والكفاءات الإدارية القادرة على بسط التنمية وتوزيعها وتنويعها على المحاور المختلفة لخلق ممانعة تدريجية من القوى البشرية المرتبطة بمصالحها وحقوقها على الأرض لأى عدو محتمل.. خاصة وأن هذه التنمية سوف تتنامى تراكمياً بمضى الزمن والاهتمام المؤكد والمتتابع، ويجب هنا أن أوضح أن بداية التنمية الزراعية والصناعية فى سيناء يمكن أن يقوم بها جهاز الخدمات العامة للقوات المسلحة، من حيث بناء التجمعات السكنية والمدارس والمستشفيات وحفر الآبار لخدمة الزراعة فى سيناء وما شابه ذلك من إجراءات تؤكد وجود البشر فى تلك البقعة الغالية من أرض مصر..
ومن المقترح أيضاً مع بداية مسيرة التنمية والحفاظ عليها وتأمينها أن تقوم وزارة الداخلية بإنشاء ما يسمى بالشرطة السيناوية المتخصصة التى تستخدم معطيات البيئة، ويكون أفرادها من الضباط وضباط الصف والجنود من أبناء سيناء، وتكون المعدات المستخدمة من داخل بيئتهم، كمعدات الهجانة المستخدمة فى القوات المسلحة، خاصة أن اللجوء إلى مثل هذه التوجهات سوف يطفى الطمأنينة على قبائل وبدو سيناء، مما يجعلهم قادرين من خلال هذه الأجهزة الرسمية المشبعة بأخلاقيات البدو فى ضبط أمور التهريب للسلاح والمخدرات والبشر المهربين من وإلى إسرائيل وغير ذلك وتأمين الحدود بشكل واقعى وفعال، كما أن تخصيص رواتب مميزة للطبيعة الخاصة بهذه الهيئة «شرطة سيناء» سوف ترفع من مستويات المعيشة وتغرس الاعتزاز والرغبة فى الالتحاق بهذه الشرطة المقترحة..
*هل أنت متفائل؟
**لا أملك سوى التفاؤل، الإنسان بطبعه إذا لم يكن عنده قدر كبير من التفاؤل فقد قدرته الإنسانية على التعايش مع الظروف..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.