بعد أن أعلنت دول عربية عدة من بينها مصر دعوتها لإسقاط نظام الرئيس السورى بشار الأسد، بدأت دول الخليج فى تحركاتها لإصدار قرارات عاجلة بالترحيل الجماعى لجماعات الشيعة اللبنانية، رداً على مشاركة حزب الله فى الحرب إلى جانب جيوش بشار الأسد السورية، وكانت على رأس دول الخليج المشاركة فى هذا القرار الكويت والإمارات. وبحسب تقارير أمنية رصدتها صحف خليجية فإن هناك ما لا يقل عن ألفين لبنانى شيعى تم ترحيلهم بالفعل من جميع دول الخليج بعد إغلاق كافة الشركات الاستثمارية التى يمتلكونها هناك إلى جانب تجميد حساباتهم البنكية، وكانت الكويت أول من شرعت فى تنفيذ هذا القرار، بعد أن أيدت دول مجلس التعاون الخليجى القرار الذى نص على « أن التدابير المتخذة ضد حزب الله ، ستأتى بإصابتهم فى قلب معاملاتهم الاقتصادية والتجارية التى ستؤثر بشكل بديهى على تصاريح إقامة أعضاء حزب الله ومعاملاتهم البنكية والتجارية «. كما أكدت مصادر أمنية خليجية أن الترحيل الجماعى الذى تقوم به دول الخليج الآن لعشرات الآلاف من الشيعة اللبنانيين جاء إثر تصاعد موجة التوترات السياسية والعسكرية بين إيران وحزب الله من جانب وسياسة دول الخليج من جانب آخر، لهذا تسعى الأخيرة أخذ اعتباراتها وتدابيرها ضد إيران وحزب الله تحسباً لقيام خلاياها النائمة بأية عمليات جهادية فى الأيام القادمة. كما أن أحد الأسباب الرئيسية التى دفعت دول الخليج فى اتخاذ قرار ترحيل شيعة لبنان هى أن مجلس التعاون الخليجى سيستفيد من هذا القرار الجماعى لطرد شبكات الاستخبارات الإيرانية وشبكات حزب الله المنصوبة فى الخليج، وإغلاق جميع الشركات الشيعية التى تمثل قدراً كبيراً من التغطية المالية الممولة للأنشطة العسكرية لحزب الله والحرس الثورى الإيرانى، على الرغم من أن هذا الإجراء يمكنه أن يهدم جميع مصالح وأملاك الخليجيين فى لبنان إذا لم تتوقف عمليات الطرد، كما ورد فى مجموعة تهديدات تلقتها أجهزة أمنية خليجية بواسطة المواقع الإلكترونية الممولة من إيران وحزب الله كانتقام من جانبهم ضد دول الخليج . كما أكدت مصادر خليجية أخرى أن عملية الترحيل الجماعى لن تتم فقط ضد المدنيين اللبنانيين الذين يخدمون مصالح حزب الله هناك أو المتصلة به، ولكنها أيضاً ستتم ضد الجماعات اللبنانية الأخرى أو المليشيات المرتبطة بالدعم العسكرى لحزب الله اللبنانى، من بينهم حزب «الأمل» الشيعى وقائده نبيل برى، وجماعات الدروز اللبنانية القائمة تحت قيادة الزعيم الدرزى وليد جنبلاط، وجماعات مسيحية لبنانيه أخرى، أى بمعنى آخر، أن دول الخليج ستعمل ضد كل معسكر مقام بداخلها يعمل لحساب حزب الله ويكون نصير لإيران وسوريا ولبنان، الأمر الكفيل بأن يتسبب فى أزمة مالية واقتصادية حقيقية للبنان، فهناك حوالى 360 ألف لبناني يعملون في الخليج، وهم يحولون سنويا حوالى أربعة مليارات دولار إلى بلدهم. ولمعالجة الأمر أقيمت عدة اجتماعات خلال الأيام الماضية بين قيادات حماس وتركيا ومصر بين اسطنبول والقاهرة من أجل إرسال وفد إلى إيران لعقد مصالحة بين الزعيم الإيرانى آية الله خامنئى وحماس وزعيم حزب الله حسن نصر الله فى بيروت، سيمثل فيه عماد العليمى عضو المكتب السياسى لحركة حماس وفد حماس وصلاح العارورى نائباً عن وفد بيروت.