ما أشبه اليوم بالبارحة.. سيناريو يشوبه الغموض قد تواجهه قطر خلال الأيام القادمة.. وقد يكون حدوثه تحاشياً «لانقلاب ناعم» على أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى الذى جاء لكرسى الحكم بخلع أبيه فى عام 1995 تفاصيل السيناريو المريب بدأت بقرار الشيخ حمد بن خليفه بنقل السلطة بمحض إرادته، بخطه معده، إلى يد ابنه ولى العهد الأمير تميم الذى يبلغ من العمر 33 عامًا نهاية شهر يونيو الحالى ومع نقل الحكم إلى الأمير تميم ستجرى مجموعة من التعديلات الوزارية الجذرية تدريجيًا تبدأ بتنحى حمد بن جاسم آل ثانى من منصبه، بحجة أن الأمير حمد بن خليفة يعانى من مشاكل صحية مزمنة، ويقوم بعد ذلك تميم باختيار طاقم جديد للحكومة القطرية الجديدة سيكون رئيسها نائب رئيس الوزراء الحالى أحمد آل محمود بعدها سيتولى تميم مقاليد حكم والده. وحسب تأكيدات مصادر مقربة من أمير قطر، فإن قرارات التغيير فى الجزء العلوى لا تشمل التحركات نحو الديمقراطية. وقالت تقارير دولية إن إجراءات نقل مقاليد الحكم إلى تميم تتم بخطوات سريعة للغاية، ففى حين أنه مازال هناك قيود تفرض على وجود الأحزاب السياسيه فى قطر ومازالت الثروة القطرية تستثمر فى الخارج، هناك رهانات كبيرة على نجاح الأمر بسبب وضع الدولة الخليجية الحساس والفعال فى منطقة الشرق الأوسط حيث إنها المحرك الرئيسى للاحتجاجات الشعبية والإسلامية بالدول العربية، مشيرة إلى أن احتمال نقل الحكم إلى تميم الآن فجر رعباً شديدا، فى الوقت الذى أكد فيه مجموعه من المحللين السياسيين فى صحيفة التلجراف الأمريكية أن أى تغييرات فى قيادة قطر لها تأثير سلبى على سير الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط والسياسة الخارجية الغربية. وأضافت تقارير صحفية أن الشيخ تميم هو شخص معروف جيدا للدبلوماسيين والمسئولين الأجانب، ولديه صلات وثيقة مع الجيوش الغربية، وساهم فى تنفيذ عملية الانقسام بين السودان ودارفور، ولعب دوراً رئيسياً فى قيادة دولته لدعم الحركات الإسلامية فى الربيع العربى بسخاء، وتوفير الأسلحة والنقل والإمداد للمتمردين فى ليبيا وسوريا، إلا أنه مازالت هناك تساؤلات بشأن الاتجاه المستقبلى لحركة السياسات القطرية فى ظل القيادة الجديدة، وأعلن مراقبون دوليون عن وجود تخوفات من العلاقات الوثيقه التى تربط بين تميم، الأكثر ميلاً للتيارات الإسلامية من أبيه وابن عمه مع جماعات الإخوان المسلمين فى العالم العربى وتقاربه معهم، الأمر الذى سيجعله أقل ليبرالية من والده، ما قد يدفعه على الرغم من ثقافته الأجنبية إلى تحويل اللغة الرئيسية للتدريس فى جامعة قطر من الإنجليزية إلى العربية ، وتمويل الإخوان المسلمين فى ليبيا ومنها إلى باقى العالم العربى، مما يؤدى إلى سحب الصلاحيات من تحت بساط العرش القطرى مع دول الغرب وعلى رأسهم إسرائيل وأمريكا اللتان وطدتا علاقتهما مع الأمير حمد بن خليفه منذ بدايات حكمه، وأصبحت قطر تمتلك أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالمنطقة العربية تدعى السيلية. وعلى الصعيد الآخر تشير الصحف الأجنبية على رأسها ديلى تلجراف وكالة رويتر الإخبارية إلى أن حمد بن جاسم هو الأحق بالولاية الجديدة ، وأن هناك صراعات على السلطة الآن بين الأمير تميم والأمير حمد بن جاسم الذى مازال يمارس سلطه كاملة كرئيس وزراء ، ومضيفة أن آمال تحقيق تغير مصيرى لدولة قطر بوجود تميم ضعيفة للغاية؛ لأن وجوده على عرش إمارة قطر يمكنه أن يهدد الوضع الإقتصادى والمالى والسياسى، وأنه سيكون أميرًا لقطر فقط ليقر عين والدته الشيخة موزة التى كانت أول من دفعت لتولى ابنها مقاليد الحكم ووالده على قيد الحياة لكى يستطيع إسداء النصح إليه وتوجيهه وحمايته من حمد بن جاسم الذى يتميز بصلابته وقوة شخصيته، والمعروف بعدائه الكبير مع عائلة الشيخه موزه وكبار عائلات قطر الملتفين حولها للاستفاده منها، إلا أن نقطة ضعفه الوحيدة هى نقطة قوة أخرى تحسب لصالحه وتضمن بقاءه على رأس أمارة قطر، فهو أكبر المستثمرين العرب واهمهم فى بريطانيا وجميع دول أوروبا.