تشتهر الحرف اليدويه كأحد أسرار الإبداع المتقن للفنان المصرى الذى طالما أبهر العالم بدقة أنامله وعرف دائما بفنه الفطرى وسحر إبداعاته التى يشهد عليها التاريخ حيث تسلب القلوب والأبصار حول العالم ويعود فن الشفتشى باسمه المميز ليضيف شكلًا آخر فريدًا للحرف المصرية القديمة والثمينة مقترنة بأفكار جديدة من ابتكار الفنان المصرى سامح فضة الذى حاورناه لنعرف سر الشفتشى * فى البداية.. ما هو «الشفتشى» ؟ ** الشفتشى هو فن الرسم بالأسلاك النحاس تظهر فى شكل زخارف كرسوم الدانتيل وهو فن قديم ومعروف ولكنه اقترن دائما بمشغولات الاكسسوار الحريمى وهى حرفة نادرة لصعوبتها واستهلاكها الكثير من الجهد والوقت كما تدرس فى الكليات الفنية ولكن بدون عملية اللحام وتسمى إشغال النحاس. *وأين تكمن الصعوبة فى حرفة الشفتشى عن باقى الحرف اليدوية؟ ** أساس حرفة الشفتشى أو الرسم بالنحاس هو تقطيع النحاس لقطع صغيره باشكال وأحجام محددة حسب الشكل المطلوب انتاجه ثم إعادة صياغة تلك القطع عن طريق عملية اللحام لتكون شكلاً كاملاً متماسكًا وغالبا تكون قطعًا صغيرة جدا ويعتمد الأمر على دقة الرسم وتفاصيله الصغيرة و الكثيرة مما يجعله عملا شاق جدا للمجهود الذى يحتاجه لتقطيع القطع ثم إعادة تشكيلها و لحمها بالدقة المطلوبة لذلك يتم تقسيم تشكيل القطعه الواحده لعدة مراحل لتسهيل العمل نوعا ما. * وكيف تعلمت هذه الحرفة؟ ** كان عملى الأصلى فى تشكيل الذهب ولكنى تركته بعد ارتفاع سعره وقلة العمل به وقلة عائده كما أنه كحرفة يخلو من الفن والإبداع حيث يسرى كصناعة باستخدام الآلات أكثر لذلك اتجهت للشفتشى وقد كانت لى ورشه بالحسين ولكنى أغلقتها أثناء الثورة ولم أفتحها إلى اليوم وعلى الرغم من أن أعمالى سافرت للكثير من دول العالم كفرنسا و إيطاليا والنمسا للمشاركة فى معارض عالميه إلا أن ورشتى فى منزلى و يعرفنى زبائن عن طريق أعمالى ومعارض الديكور التى أصبحت تعرض لى .. * وماذا عن ابتكاراتك فى حرفة «الشفتشى»؟ ** أقوم بصنع الاكسسوارات وهى مهنة الشفتشى الأساسية بالإضافة لتشكيل نجف و وحدات إضاءة مختلفة للحائط أو السقف أو أباجورات وكذلك أصنع الطقاطيق الصغيره و المرايا المزينه و البراويز المزخرفه وهياكل للأكواب والشمعدانات والعديد من الاكسسوارات المنزلية الأخرى فكل شىء يمكن رسمه وتشكيله حسب رغبة الطالب كما يمكننى رسم لوحات فنية كامله من قطع النحاس مع إضافة إضاءة لها كما يمكن صناعة قطع أثاث من الشفتشى كالكراسى أو غيره ولكنها تحتاج للكثير من الوقت والمجهود لذلك تندر صناعتها .. * وكيف تبدأ صناعة القطع على مراحل ؟ ** أبدأ أولا بعملية الرسم حيث أقوم برسم القطعه و تخيل زخارفها و تصميمها النهائى على الورق مع الاهتمام بما يطلبه «الزبون» من حيث الحجم أو الشكل أو المواد المضافة من زجاج أو إنارة ، بعد ذلك أقوم بإعداد الأدوات المطلوبة والتى أهمها ملفات الأسلاك و التى أقوم أولا بتسخينها لدرجة حرارة عالية ليتم تنقيتها ومن ثم أقوم بدقها حتى «تفرد» بشكل عرضى ثم أقوم بطلائها بمادة مضادة للتأكسد للحفاظ عليها حتى لا تصدأ فيما بعد، وبعد ذلك أبدأ عملية تقطيع الأسلاك إلى قطع صغيرة بحسب الأطوال والأحجام المطلوبة والتى يظل بعضها كما هو بينما أقوم بثنى البعض الآخر يدويا بحسب ما يحتاج الرسم من ثنايا و زوايا و أشكال دائرية وزخرفية. لا شك أن الأمر يصبح صعبا مع كثرة القطع والتشابه فيما بينها لذلك توجب على ترقيم كل قطعة بحسب مكانها الصحيح فى الرسم بعد تقسيم الرسم للعشرات من الأرقام وربما المئات، وبينما تنتهى المرحلة المبدئية لإعداد قطعة الشفتشى تأتى مرحلة التجميع لتكون شكل القطعة النهائى، حيث أقوم بترتيب القطع و البدء فى جمعها مستخدما اللحام «الأوكسجين» ويستغرق الأمر الكثير من الوقت بين لحام القطع وتركها لتبرد والإعداد لغيرها لاستكمال الشكل أو إضافة قطع جديدة له وذلك حتى أنتهى تماما من القطعة لتكتمل فى صورتها النهائية وهنا تبدأ المرحلة الأخيرة من الدهان أو تزويد القطعة باضافات مختلفه أو إضاءة .