أصبح انقطاع التيار الكهربائى فى فصل الصيف الحالى أبرز هموم المواطن المصرى خصوصا فى ظل فشل الحكومة فى حل الأزمة التى أفرزت سلبيات عدة فى كافة المجالات حيث أدت لتعطل حركة الإنتاج فى عدد من المصانع وأثرت على تدفق الاستثمارات بعد أن أصبحت البنية التحتية المصرية سيئة السمعة، فضلا عن تأثيراتها على الوضع الأمنى حيث تنتشر الجرائم فى الظلام الذى يكون بيئة خصبة للمجرمين، إضافة إلى جملة من المشاكل الأخرى نتيجة انقطاع الكهرباء زادت من أعباء المواطنين.. فى البداية وحول رؤيته للأزمة يقول م.محمد رشدى «كبير مهندسى تشغيل» بقطاع كهرباء أسوان إن خطة تخفيف الأحمال تقوم على أساس العدالة بين المناطق السكنية التى يتم فصل التيار الكهربائى عنها لمراعاة ظروف المواطنين خاصة المرضى منهم، والأطفال، وطلاب المدارس والجامعات، مشيرا إلى أن هذه الخطة تأتى لمواجهة زيادة الاستهلاك عن المعدل الطبيعى لخطة وزارة الكهرباء والطاقة، وعدم وجود محطات كهرباء جديدة تغطى زيادة الاستهلاك فى الوقت الحالى. مضيفا أن شركة التوزيع بأسوان غير مسئولة عن انقطاع التيار الكهربائى حيث إن فصل الكهرباء من صلاحيات مركز التحكم الإقليمى بنجع حمادى والذى يقوم بفصل بعض المغذيات لفترات بالتناوب تتراوح ما بين ساعة إلى ساعتين كحد أقصى بصفة يومية، وبالتوازى يتم خلالها تخفيف الأحمال على مستوى محافظات الجمهورية بالتنسيق مع مراكز التحكم الإقليمى المتواجد ببعض المحافظات. ومن جانبه يؤكد المهندس علاء أبو الوفا - رئيس مجلس إدارة شركة مصر العليا لتوزيع الكهرباء - أن الشركة مسئولة عن توزيع قدرات الكهرباء القادمة إليها من شركة الإنتاج على الشبكة، مشيرا إلى أن شركة الإنتاج هى التى تتحكم فى كمية القدرات التى تقوم بتوزيعها، وهى المسئولة عن أسباب قلتها فى الآونة الأخيرة. ونفى صابر سند رئيس مدينة إدفو بمحافظة أسوان أن يكون للمسئولين بالمحافظة دخل فى الانقطاع الدائم للكهرباء، مشيرا إلى أنها مشكلة عامة، وليس لمجلس المدينة أو هندسة الكهرباء، أى دخل وأن ذلك مسئولية الأحمال بكهرباء محطات نجع حمادى بمحافظة قنا. ويؤكد الدكتور حمدى عبد العظيم الخبير الاقتصادى أن الكهرباء تعد أحد أهم عناصر البيئة التحتية للدولة فهى قاعدة أساسية لنهضة الدولة وتطوير الإنتاج والحياة بصفة عامة، وتشكل عاملا مهما يؤثر تأثيرا مباشرا على جذب الاستثمار المحلى والأجنبى، إضافة إلى مساهمتها فى تطوير حركة التجارة الداخلية وتحسين الاقتصاد بصفة عامة. مشيرا إلى أنه كلما زادت رفاهية الحياة الاجتماعية. ارتفع معدل استهلاك الطاقة وعلى الرغم من ذلك يجب أن تراعى الدولة مثل هذه الأزمات، لافتا إلى أن الأحمال الزائدة نتيجة استخدام الأجهزة الكهربائية والتكييفات وخاصة فى فصل الصيف حيث ترفع من معدل استهلاك الفرد للكهرباء ويجب توعية المواطنين بضرورة الترشيد. وأوضح أن انقطاع الكهرباء بشكل متكرر يؤثر تأثيرا سلبيا على كافة جوانب الحياة الاقتصادية سواء بإهدار طاقات الدولة أو تقليل فرص الاستثمار خاصة وأن رأس المال يحتاج إلى بنية أساسية قوية. ويضيف: هناك خسائر أخرى تتعلق بالمنتجات المصنعة خاصة الغذائية واللحوم والتى تحتاج إلى الحفظ والتخزين فى مبردات ويجب على الدولة أن تعالج تلك المشكلة بصورة سليمة فمن جانب يتم توعية المواطنين بضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء إضافة إلى تأسيس شبكات كهرباء جديدة وعمل صيانة دورية على الشبكات التى تعمل إضافة إلى استحداث مصادر جديدة. موضحا أن هذه الأزمة يستغلها بعض التجار وخاصة تجار الأجهزة البديلة مثل «الكشافات» وغيرها حيث يرفعون الأسعار لجنى مكاسب ضخمة. بينما نفى محمد هانى مهران رئيس المجمع الطبى بمحافظة المنوفية تأثير انقطاع الكهرباء بصورة متكررة على عمل المستشفيات سواء بالنسبة لأجهزة الغسيل الكلوى أو أجهزة التنفس الصناعى بالنسبة للحالات الحرجة أو حتى بالنسبة لحضانات الأطفال مشيرا إلى أن كافة المستشفيات على مستوى الجمهورية مزودة بمولدات للطاقة تعمل بصورة أتوماتيكية فور انقطاع التيار الكهربائى، وفى بعض المستشفيات يصل عدد المولدات الاحتياطية إلى 5و6 مولدات تحسبا لأى ظروف طارئة يتأخر خلالها التيار الكهربائى. انتشار الجريمة ويؤكد محمد عبد الفتاح عمر خبير أمنى أن انقطاع الكهرباء يؤثر فى جميع مناحى الحياة خاصة الاقتصادية لأنه يعطل عجلة الإنتاج وحركة البيع والشراء ويؤثر بشكل كبير على البورصة ويهدد أمن البلاد حيث يسهل عمليات السرقة وينشر المجرمين فى كل مكان. ويضيف عتمان محمد عتمان محلل سياسى: إذا كانت هذه الأعطال نتيجة لأسباب منطقية فلا داعى للهجوم والتهكم على المسئولين وإعطائهم الفرصة لحل هذه المشكلة، مؤكدا أنه لا يوجد قطاع أو وزارة تريد تفاقم الأزمات بمجالها لأن هدفها تقديم الخدمة للمواطن مطالبا المعارضة بمساندة الحكومة لتجاوز نفق هذه المشاكل. ويرى الشحات إبراهيم عميد كلية حقوق بنها أن انقطاع الكهرباء ليس أزمة وليدة اللحظة فهو يحدث من قبل الثورة ولكنه زادت فى هذه الفترة بسبب زيادة البناء العشوائى على الأراضى الزراعية والموافقة على توصيل الموافق فكلما زادت العشوائيات والبناء على الأراضى الزراعية زاد مشكلة التيار الكهربائى وزادت الأحمال على محطات الكهرباء الموجودة التى لم تستحدث.واقترح إبراهيم على الحكومة بدلا من اللجوء إلى صندوق النقد الدولى للاقتراض بأن تحصل غرامة على كل من يبنى على الأراضى الزراعية حيث سيعود ذلك بعائد مادى كبير وفى هذه الحالة لن تحتاج إلى أى قروض أو دعم خارجى. ويقول الدكتور محمد فراج الخبير الاقتصادى إنه لا ينبغى على الحكومة أن تعلق فشلها على تصرفات الآخرين سواء كان هؤلاء من المعارضة أو جماعات الضغط لأن دور الحكومة هو توفير الاحتياجات الأساسية للمواطن وإذا فشلت الحكومة فى ذلك فعليها أن تستقيل. وأشار إلى أن الطاقة الكهربائية تعد من الاحتياجات الأساسية للمواطن فضلا عن كونها من الاحتياجات الضرورية لدفع عجلة الاستثمار والإنتاج. فالحكومة إذا كانت عاجزة عن الوفاء بهذه المتطلبات فينبغى أن ترحل فورا وأشار أن الحكومة تمتلك من الإمكانيات التى تساعدها على تحجيم أى تصرفات من شأنها تعطيل عجلة الإنتاج مثل الأمن وأجهزة المخابرات والأمن القومى. ويؤكد معتصم راشد خبير اقتصادى أن انقطاع التيار الكهربائى يؤثر بطريقة مباشرة على الصناعة المصرية من خلال لجوء المصانع لشراء مولدات للطاقة بمبالغ كبيرة وشراء المواد البترولية (سولار - بنزين)، فيتم بالتبعية التحميل على السولار مما يزيد الأحمال على السولار. تصفية حسابات وأضاف أن انقطاع التيار الكهربائى مع أزمة السولار أثرا بالسلب على توقف عجلة الإنتاج فى المصانع وبالتالى تقوم المصانع بالاستغناء عن العمالة، مشيرا إلى أن الذى يحدث من خلال انقطاع التيار الكهربائى وأزمة السولار هو قيام الحكومة بتصفية الحسابات مع رموز النظام السابق وهذا إجراء خاطئ لأن أول من يتضرر هو المواطن المصرى البسيط. ويؤكد راشد على ضرورة البحث عن حلول بديلة وعاجلة وأهمها الطاقة الشمسية بدلا من تصفية الحسابات بين النظام الحالى والنظام السابق. من جانبه أشار عبد العزيز السيد رئيس شعبة الدواجن أنه لابد من انضباط التيار الكهربائى حتى لا يؤثر على العملية الانتاجية لأن بعض المزارع تعمل بالكهرباء ليل نهار وذلك لظروف المنتج منها. وأضاف أن هناك شيئا خطيرا بالنسبة لانقطاع التيار الكهربائى فى الثلاجات الكبرى وأيضا المنزلية التى تؤدى إلى مشكلة إتلاف البضاعة أو استهلاك الموجود بداخلها مع العلم أنه يوجد حوالى 70% من المزارع يعمل بطرق تقليدية مثل وجود بعض الستائر على الشبابيك والأبواب لعمل تهوية أو تدفئة ولذلك نجد أن معظم أصحاب هذه المزارع يوجد لديه مولد كهرباء لاستخدامه أثناء قطع الكهرباء وهناك البعض لا يستطيع شراء هذا المولد. **** المسئولون عن الكهرباء .. كيف تعاملوا مع الأزمة ؟ علن المهندس أحمد إمام وزير الكهرباء أنه يتم حاليًا تخصيص مبالغ مالية ثابتة لاستيراد المازوت والغاز اعتبارا من أول يونيو الجارى بما قيمته 150 - 200 مليون جنيه شهريًا.. لمواجهة زيادة الاستهلاك فى الصيف والحد من تكرار انقطاع التيار الكهربائى. وقال الوزير إنه يجرى حاليًا إعداد تقرير شامل سيرفع للقيادة وكل الأجهزة المعنية خلال هذا الأسبوع حول أسباب أزمه انقطاع التيار الكهربى لفترات طويلة مؤخرًا يتناول مختلف أوجه القصور وسبل العلاج وكيفية ضمان عدم تكرار مثل هذه الأزمة.. منتقدًا بشدة الداعين إلى عدم سداد فاتورة الكهرباء قائلًا: إنهم لايتحلون بروح المسئولية وعايزين يقلبوها ضالمة». وقال إن من أسباب الانقطاع أعمال الصيانة لبعض الوحدات الكهربائية وقلة كمية المازوت وأكد أن لدينا طاقة تخزين 800 ألف طن مازوت بما قيمته 400 مليون دولار ولكن نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة قمنا بتخفيض المخزون خلال فصل الشتاء وقال إنه مع دخول فصل الصيف وزيادة الاستهلاك تقرر زيادة كميات الغاز اللازمة لتوليد الكهرباء بنسبة 9.1 % إلى مليون متر مكعب يوميا بدءا من يونيو الحالى و زيادة إمدادات المازوت بنسبة 29 % لتصل إلى 22 ألف طن. د. يحيى كشك محافظ أسيوط قال إن ما حدث من قطع متكرر للكهرباء بأسيوط جاء نتيجة خروج إحدى محطات توليد الكهرباء الرئيسية بالقاهرة عن الخدمة مما أدى إلى تكرار الانقطاع بصورة مثيرة فى المحافظات وأسيوط والمنيا خاصة. فى حين أكد ياسين شحات وكيل وزارة الكهرباء بأسوان أن انقطاع التيار الكهربائى عن عدد كبير من مناطق المحافظة جاء بسبب عطل فنى فى قوة الجهد ( الضغط العالى) 220 فولت وفى منطقة التحكم بنجع حمادى شمال قنا والمغذية لمحافظات جنوب الصعيد.. وقال إن هذا العطل تسبب فى توقف عدد كبير من محطات مياه الشرب.. وأضاف أنه جارٍ تلافى هذا العطل لتحقيق انتظام التيار الكهربى وعودة مياه الشرب وأوضح أن قطاع الكهرباء أسوان غير مسئول عن انقطاع التيار الكهربى بالمحافظة وإنما يتم ذلك بواسطة مركز التحكم الإقليمى بنجع حمادى الذى يقوم بفصل التيار ما بين ساعة إلى ساعتين. **** انقطاع الكهرباء.. بلاغات ومشادات ومولدات شهد الأسبوع الماضى أزمة فى انقطاع الكهرباء عانت منها عدة محافظات بسبب نقص الوقود المستخدم فى تشغيل محطات الكهرباء تزامنا مع امتحانات مراحل التعليم المختلفة وارتفاع موجة الجر التى تشهدها البلاد.. مما استلزم اتباع إجراءات لتفادى الانقطاع الكهربى مستفيدا. تقدم 3 أشخاص بمركز الشهداء بالمنوفية ببلاغات إلى قسم الشرطة ضد رئيس الجمهورية ووزير الكهرباء وسكرتير عام محافظة المنوفية ومدير وزارة الكهرباء بالشهداء بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء. واحتجز عدد من أهالى شارع المجارى بقسم ثان شبرا الخمية وكيل أول وزارة الكهرباء بشمال القاهرة ومجموعة من الموظفين و3سيارات تابعة للوزارة لمدة ساعتين أثناء تفقد المسئولين الأعطال بالمنطقة احتجاجا على الانقطاع المستمر للتيار الكهربى. كما شهد مسجد قادوس بالمنشية الجديدة بالمحلة مشادة بين المسجد والمصلين الذى طلب منهم ترشيد الانفاق لأن د. مرسى ليس فى يده «الفيشة» التى تقوم بتشغيل التيار الكهربى. مما اعتبره البعض التحدث فى السياسة داخل المسجد والترويج لسياسة د. مرسى. كما تقدم حزب البناء والتنمية ببلاغ للنائب العام للتحقيق فى أسباب كارثة محطة التبين التى واجهت حريقا هائلا تسبب فى كارثة كبرى وخسائر فادحة بلغت مليارات الجنيهات.. وحمل البلاغ رقم 13125 طالب فيها المبلغون بتشكيل لجنة من كلية الهندسة لمعرفة أسباب الحريق والتحقيق مع كل من وزير الكهرباء وزير الداخلية وهيئة الدفاع المدنى ورئيس قطاع الكهرباء وقد أعلن ممدوح مبروك وكيل وزارة التعليم بالمنيا عن شراء مولدات كهرباء لتوفيرها لكنترولات امتحانات الثانوى والإعدادى لتوفير المناخ المناسب للمراقبين والمصححين لأداد عملهم. وفى سوهاج تجددث أزمة انقطاع الكهرباء بعد توقفها لمدة يومين عاودت شركة الكهرباء بالمحافظة بعدهما قطع التيار الكهربى فى الكثير من القرى والمراكز بدعوى تخفيف الأحمال مما أثار غضب المواطنين والطلاب خاصة مع بدء عقد امتحانات آخر العام. وفى القليوبية أعلن محمد طنطاوى السكرتير العام للمحافظة عن تعيين مسئول لترشيد الكهرباء فى كل وحدة محلية مهمته زيادة الوعى بالترشيد وملاحظة قياس القراءات للاستهلاك ومراقبة تنفيذ خطة الترشيد بالوحدات المحلية للوصول لنتائج ملموسة.