يعد التهاب المفاصل الروماتيزمى أكثر الأمراض شيوعا لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما. ويتسم هذا المرض بأن أعراضه قد تستمر لدى بعض المصابين لمدة أشهر ومن ثم تزول، غير أنه قد يستمر لدى آخرين طوال حياتهم. يقول د.محمود حافظ رئيس قسم العظام بمستشفى جامعة 6 اكتوبر إن الطفل المصاب قد لا يشتكى من الألم، إلا أنه يلاحظ عليه أنه يترنح فى مشيته أو يعرج، و ظهور انتفاخ وخصوصا فى الصباح بالساق وغالبا ما يلاحظ هذا الانتفاخ بداية فى المفاصل الكبيرة، منها مفصل الركبة التيبس، وقد يلاحظ على حركات الطفل أنها غير رشيقة وتجدر الإشارة إلى أن التهاب المفاصل الروماتيزمى لدى الأطفال قد يصيب مفصلًا واحدًا أو أكثر من مفاصل الجسم. كما أنه قد يصيب جميع المفاصل لدى بعض الأطفال ويؤدى إلى انتفاخ الغدد الليمفاوية وطفح الجلد وارتفاع درجات الحرارة كما يمر التهاب المفاصل الروماتيزمى لدى الأطفال بأوقات خمود تختفى فيها أعراضه نهائيًا، وفترات أخرى تظهر فيها تلك الأعراض. وعن أسباب الإصابة بهذا المرض يقول د. محمود حافظ أنه قد ينجم عن حدوث خلل فى المناعة، إذ يقوم جهاز المناعة بمهاجمة الخلايا والأنسجة الجسدية السليمة ظنا منه بأنها كائنات غازية مثل البكتيريا المضرة والفيروسات، على الرغم من أن السبب وراء قيام جهاز المناعة بذلك ليس معروفا تماما، إلا أنه، على ما يبدو، هناك دور للوراثة والبيئة معا فى ذلك. وتجدر الإشارة إلى أن هناك طفرات جينية معينة قد تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض. وتؤدى بعض أشكال هذا المرض إلى التهاب فى عدسة العين أو الزرق أو حتى العمى. وبما أن التهاب العين المذكور قد يحدث من دون أعراض، فيجب على طبيب العيون فحص الطفل المصاب بالتهاب المفاصل الروماتيزمى بانتظام،كما قد يصاب الطفل باضطرابات فى النمو، حيث إن هذا المرض قد يتعارض مع نمو الطفل ونشوء عظامه. فضلا عن ذلك، فإن بعض الأدوية المستخدمة فى علاجه، من ضمنها الستيرويدات القشرية، قد تقوم بتثبيط عملية النمو. وتركز أهداف علاج هذا المرض على السيطرة على الألم وتحسين القدرة على أداء الوظائف، لاسيما اليومية المعيشية منها، فضلا عن وقاية المفاصل من الإصابة بالأضرار، وذلك لعيش حياة طبيعية. لذلك، فقد يقوم الطبيب المعالج بتبنى أكثر من أسلوب علاجى للوصول إلى هذه الأهداف سواء كان بالأدويه.. أو العلاج الطبيعى حسب حالة الطفل .