«سياحة» تعليم اللغات

تجربة رائدة ومتميزة يقوم بها قسم اللغات الشرقية بكلية آداب الإسكندرية، حيث يتيح القسم للطلبة والخريجين التعرف على المجتمع الذى يقومون بدراسة لغته عن قرب وممارسة اللغة بين أهلها، من خلال تنظيم رحلات سنوية للطلبة وتوفير منح دراسية لدراسة اللغة أو لاستكمال البحث العلمى لطلبة الدراسات العليا.
وقد شارك طلبة القسم أيضا فى أوليمبياد اللغة التركية إحدى شعب قسم اللغات الشرقية وحصلوا على المراكز الأولى، كما قاموا بتدريس اللغة العربية للطلبة الأتراك فى الجامعات التركية.وعن هذه التجربة يقول د. مجدى عجمية رئيس قسم اللغات الشرقية بكلية آداب الإسكندرية إن قسم اللغات الشرقية الذى تم إنشاؤه عام 2006 يضم ثلاث شعب هى اللغة التركية واللغة الفارسية وأخيرًا اللغة العبرية، مشيرًا إلى أن الطلبة يدرسون فى السنة الأولى بالإضافة إلى هذه اللغات اللغة العربية بالطبع ولغات مساعدة مثل اللغات الحبشية والسريانية والأردية والانجليزية وفى سبيلنا لإدخال اللغة الصينية واللغة اليابانية، وأضاف: الطالب يدرس اللغة بكل ما يتعلق بها من تاريخ وآداب وفنون وحضارة وثقافة والآداب المقارنة التى ترتبط بالعربية. بهدف تكوين رؤية علمية وثقافية وسياسية، فالرؤية العلمية تتمثل فى وجود جيل من المتخصصين فى اللغات الشرقية الموجودة بدول منطقة الشرق الأوسط، والتى يربطها بمصر علاقات الجوار والعلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية، لذلك فالقسم يقوم بتخريج جيل من الشباب القادرين على التواصل مع هذه اللغة فى مجالات العمل الدبلوماسى والسياحة والإعلام وشركات الطيران والثقافة إلى جانب المصانع الأجنبية بمصر كالتركية والإيرانية التى بدأت نشاطها فى مصر، وهذه الشركات بدأت تفتح مجالا للعمل لخريجى القسم.
وأضاف: يحاول القسم توفير الفرص لاحتكاك الطلبة بالدول التى يدرس لغاتها لذلك فبعد عام من إنشاء القسم وبداية نشأة الشركات التركية بالإسكندرية بادر الجانب التركى ممثلا فى رجال الأعمال الأتراك بتوجيه دعوة لقيام وفد من القسم بزيارة الشركات التركية ثم تنظيم يوم تركى بالكلية اشتمل على أنشطة طلابية لدعم الثقافة واللغة التركية، ثم وقعت الجامعة والجمعية المصرية التركية للصداقة والثقافة بالإسكندرية والقنصلية التركية بروتوكولا للتعاون لدعم عدة جوانب أهمها مد القسم بالأساتذة الأتراك الذين يحضرون للتدريس بالقسم على أن تتحمل الجمعية نفقات حضورهم وإقامتهم بمصر، وإتاحة الفرصة للطلاب للتدريب فى المصانع التركية الموجودة بمصر، وتقديم منح دراسية للطلبة وطلبة الدراسات العليا فى صورة دورات للغة التركية بتركيا، ومنح بالجامعات التركية للحصول على الماجيستير، أو لاستكمال البحث العلمى سواء للمعيدين بالقسم أو للباحثين من غير المعيدين، كما أن القسم يقوم بالتعاون مع الجمعية المصرية التركية للصداقة والثقافة بتنظيم رحلة سنوية لطلبة القسم إلى تركيا لمدة ثلاثة أسابيع حيث تقوم الجمعية التركية بتوفير الإقامة للطلبة وتوفير برنامج تعليمى ويشارك فى الرحلة حوالى 50 طالبا كل عام، وأضاف هناك اتفاقيات تم عقدها بين جامعة الإسكندرية وجامعات تركية ومنها جامعة سولجوك للتبادل العلمى بين الأساتذة والطلاب وتوفير منح دراسية للطلاب وتوفير الإشراف المشترك للباحثين، كما ساعدوا على اشتراك طلبة القسم فى أوليمبياد اللغة التركية وهو مسابقة عالمية فى الغناء والشعر والفولكلور التركى ويشارك فيها شباب من مختلف دول العالم، وقد شارك فيها طلبة القسم بعد قيام الجمعية التركية بتدريبهم على الغناء والشعر وكانت مفاجأة أن تحصل طالبات مصريات على المركزين الثانى والثالث فى الشعر والغناء من بين كل الدول المشاركة، وقد اتخذ مجلس كلية الآداب قرارا لتدعيم مشاركة الطلاب فى تلك المسابقات حيث قرر تأجيل امتحانات الطلاب الذين يشتركون فى المسابقات إذا كان موعد المسابقة هو نفس موعد الامتحان، مع احتفاظ الطلاب بتقديراتهم كاملة.
وعن شعبة اللغة الفارسية قال د. مجدى إنه بعد ثورة 25 يناير وبداية تحسن العلاقات المصرية الايرانية، جاءتنا دعوة من السفارة الإيرانية لحضور المعرض الدولى للكتاب الإيرانى فى طهران، فى شهر مايو الماضى وحضر المعرض ما يقرب من خمسين أستاذا بالجامعات المصرية من المتخصصين فى اللغة الفارسية وآدابها وقد استقبلنا الجانب الإيرانى استقبالا حارًا، وأهدانا الكثير من الوسائل التعليمية كالكتب والاسطوانات، كما شاركنا فى ندوات لدعم العلاقات العلمية والثقافية بين البلدين، وفى شهر يناير الماضى سافر عدد من المعيدات بشعبة اللغة الفارسية إلى إيران بدعوة من الجانب الإيرانى لحضور دورة لتعليم اللغة الإيرانية.
وعن الطالبات اللائى شاركن فى الرحلات العلمية الى تركيا قالت دينا محمد حلمى - معيدة بشعبة اللغة التركية - إنها تعشق دراسة اللغات وقد استهوتها اللغة التركية وأحببت دراستها، وقد سافرت إلى تركيا فى رحلات علمية مرتين الأولى كانت أثناء الدراسة بالسنة النهائية بالكلية، حيث قامت بالمشاركة فى فعاليات اليوم الثقافى التركى الذى أقيم بالكلية، وقدمت فقرات اليوم باللغة التركية، وأضافت: بعدها سافرت إلى مدينة بورصا التركية لمدة شهر وكانت رحلة علمية وسياحية، حيث حصلت على دورة فى اللغة التركية بهدف تحسين مستوى اللغة وقمت بزيارة الأماكن السياحية فى بورصا وفى اسطنبول، وتعرفت على التراث والتاريخ والحضارة التركية.
وتقول أمنية ممدوح عبد العزيز معيدة بشعبة اللغة التركية: استهوتنى اللغة التركية خاصة اللغة العثمانية والتى كانت تكتب بحروف عربية، والمعروف أن كل تاريخ الدولة العثمانية كتب بتلك اللغة، كما أن مكتبة الإسكندرية بها كم هائل من الوثائق المكتوبة باللغة العثمانية، ومن ضمنها الوثائق التى استطعنا بها استعادة طابا، ووثائق نهضة محمد على، وكلها تتطلب قراءتها معرفة اللغة العثمانية.
وعن تجربة التعاون مع قسم اللغات الشرقية بكلية اداب الاسكندرية قال «موسى بوزكورت» رئيس مجلس ادارة الجمعية المصرية التركية للصداقة والثقافة إن الجمعية منذ عام 2008 تقيم تعاونا مستمرا مع شعبة اللغة التركية بالكلية ،حيث تساهم الجمعية فى تنظيم دورات لتعلم اللغة التركية فى جامعات تركية مختلفة لدارسى اللغة التركية بمصر ،وتساهم فى اقامة التصفيات الخاصة بأولمبياد اللغة التركية وفى مساعدة الفائزين للمشاركة فى المسابقات النهائية بتركيا،وقد سافر الى تركيا العام الماضى 44 طالبا، كما قامت الجمعية بتجهيز قاعة للمحاضرات بقسم اللغات الشرقية بالكلية.