فى الخطاب التأسيسى لدولة الخلافة الراشدة، التى تأسست عقب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم - وضع الراشد الأول أبو بكر الصديق (50 ق.ه - 13 ه، 573م - 643م) رضى الله عنه - المبادىء الدستورية لهذا النظام السياسى - الجديد - والمتميز عن كل نظم الحكم التى عرفتها البشرية عبر تاريخيها الطويل - أظن الفرعونية «الكسروية» والقيصرية» وحكم الأنبياء فى بنى إسرائيل.. ففى مواجهة شهوة الزهو بالسلطة، جاء الخطاب مليئا بالمواعظ التى ترقق القلوب وبعبارات التواضع التى تستبعد الزهو وتنبئ عن استشعار خطر المسئولية العظمى التى يحملها الخليفة أمام الله والناس.. ولأن أبا بكر قد ولى الخلافة بعد دولة النبوة التى جمع فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين «السلطة الزمنية» وبين «النبوة الدينية» كان حرص أبى بكر على نفى أى سلطان دينى عن سلطة الخلافة السياسية.. فالأمة - والخليفة واحد منها - هى المستخلفة فى الحفاظ على ميراث النبوة وليس للخليفة سلطان دنيى معصوم فى هذا المقام - بل إن العصمة فى السياسة الشرعية هى للأمة، التى لا تجتمع على ضلالة ومن هنا جاءت كلمات الصديق الجامعة التى ترسى هذه المبادىء، حتى لا يضل حاكم فيدعى لنفسه سلطان النبوة وعصمتها: إنى وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينونى، وإن أسأت فقومونى، إن الله اصطفى محمدا وعصمه. فلقد كان يوحى إليه، إنما أنا متبع، ولست بمبتدع.. وإنما لى شيطان يعترينى.. فإن استقمت فاتبعونى، وإن زغت فقومونى. أما ما للخليفة على الناس من طاعة، فمشروطة بأن تكون أوامره ومناهيه طاعة لله سبحانه وتعالى - فهى رهن بالتزامه شريعة الله وقانون الأمة التى هى مصدر السلطات تولى الحاكم وتراقبه وتحاسبه وتعزله عند الاقتضاء مع ضبط سلطتها بشريعة السماء - وفى ذلك قال الصديق - فى خطابه الأول: أطيعونى ما أطعت الله ورسوله، فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم. ومن وظائف الولاية، الدولة، وواجباتها: تقوية الضعيف وإعانته على أن يأخذ حقه، وإضعاف المعتدى على حقوق الضعفاء، المتسلح بقوته.. وفى تحديد هذا الواجب على الدولة قال الصديق: الضعيف فيكم قوى عندى حتى أريح عليه حقه.. والقوى منكم ضعيف عندى حتى آخذ الحق منه.. ومن وظائف الدولة - أيضًا - الجهاد لكسر شوكة أعداء الدين - وذلك حتى تظل السبل ممهدة أمام حرية الدعوة والدعاة: لا يدع قوم الجهاد.. فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل.. كذلك حذر أبو بكر الأمة من شيوع الفاحشة.. فالخطأ وارد وكل بنى آدم خطاءون لكن شيوع الفاحشة منذر بهلاك الجميع: ولا تشيع الفاحشة فى قوم إلا عمهم الله بالبلاء تلك معالم فى تراثنا السياسى، تحتاج إلى الفقه.. وإلى الاستلهام؟فى الخطاب التأسيسى لدولة الخلافة الراشدة، التى تأسست عقب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم - وضع الراشد الأول أبو بكر الصديق (50 ق.ه - 13 ه، 573م - 643م) رضى الله عنه - المبادىء الدستورية لهذا النظام السياسى - الجديد - والمتميز عن كل نظم الحكم التى عرفتها البشرية عبر تاريخيها الطويل - أظن الفرعونية «الكسروية» والقيصرية» وحكم الأنبياء فى بنى إسرائيل.. ففى مواجهة شهوة الزهو بالسلطة، جاء الخطاب مليئا بالمواعظ التى ترقق القلوب وبعبارات التواضع التى تستبعد الزهو وتنبئ عن استشعار خطر المسئولية العظمى التى يحملها الخليفة أمام الله والناس.. ولأن أبا بكر قد ولى الخلافة بعد دولة النبوة التى جمع فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين «السلطة الزمنية» وبين «النبوة الدينية» كان حرص أبى بكر على نفى أى سلطان دينى عن سلطة الخلافة السياسية.. فالأمة - والخليفة واحد منها - هى المستخلفة فى الحفاظ على ميراث النبوة وليس للخليفة سلطان دنيى معصوم فى هذا المقام - بل إن العصمة فى السياسة الشرعية هى للأمة، التى لا تجتمع على ضلالة ومن هنا جاءت كلمات الصديق الجامعة التى ترسى هذه المبادىء، حتى لا يضل حاكم فيدعى لنفسه سلطان النبوة وعصمتها: إنى وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينونى، وإن أسأت فقومونى، إن الله اصطفى محمدا وعصمه. فلقد كان يوحى إليه، إنما أنا متبع، ولست بمبتدع.. وإنما لى شيطان يعترينى.. فإن استقمت فاتبعونى، وإن زغت فقومونى. أما ما للخليفة على الناس من طاعة، فمشروطة بأن تكون أوامره ومناهيه طاعة لله سبحانه وتعالى - فهى رهن بالتزامه شريعة الله وقانون الأمة التى هى مصدر السلطات تولى الحاكم وتراقبه وتحاسبه وتعزله عند الاقتضاء مع ضبط سلطتها بشريعة السماء - وفى ذلك قال الصديق - فى خطابه الأول: أطيعونى ما أطعت الله ورسوله، فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم. ومن وظائف الولاية، الدولة، وواجباتها: تقوية الضعيف وإعانته على أن يأخذ حقه، وإضعاف المعتدى على حقوق الضعفاء، المتسلح بقوته.. وفى تحديد هذا الواجب على الدولة قال الصديق: الضعيف فيكم قوى عندى حتى أريح عليه حقه.. والقوى منكم ضعيف عندى حتى آخذ الحق منه.. ومن وظائف الدولة - أيضًا - الجهاد لكسر شوكة أعداء الدين - وذلك حتى تظل السبل ممهدة أمام حرية الدعوة والدعاة: لا يدع قوم الجهاد.. فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل.. كذلك حذر أبو بكر الأمة من شيوع الفاحشة.. فالخطأ وارد وكل بنى آدم خطاءون لكن شيوع الفاحشة منذر بهلاك الجميع: ولا تشيع الفاحشة فى قوم إلا عمهم الله بالبلاء تلك معالم فى تراثنا السياسى، تحتاج إلى الفقه.. وإلى الاستلهام؟