منذ سنوات، نذرت مقالي الاسبوعي في شهر رمضان من كل عام للكتابة في الامور الدينية فقط، فتناولت في عام سلسلة عن »الاسلام واركانه«، وعام »الديمقراطية في الاسلام«، وعام »حقوق الانسان في الاسلام«، وعام »أخبار الجنة«. ونتناول هذا العام الخلفاء الراشدين الاربعة رضي الله عنهم، ابو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان ابن عفان وعلي بن أبي طالب حسب ترتيب توليهم أمر المسلمين بعد وفاة نبينا محمد"صلي الله عليه وسلم". وكان ابو بكر هو أول من تولي الخلافة، وكان رجلاً حيياً نحيفاً رقيق القلب رحيما عصبي المزاج، وإذا اردنا أن نصفه فلا ابلغ مما قاله فيه علي ابن أبي طالب ابن عم النبي "صلي الله عليه وسلم". حيث وصفه بأنه إلف رسول الله "صلي الله عليه وسلم". وثقته وموضع سره ومشاورته، وأول الرجال الذين اسلموا، واخلصهم إيماناً واشدهم لله يقينا، واخوفهم لله، واحوطهم علي رسول الله "صلي الله عليه وسلم".وأحسنهم صحبة وأكثرهم مناقب وافضلهم سوابق وأرفعهم درجة، واشبههم برسول الله "صلي الله عليه وسلم". هدياً، واشرفهم منزلة وارفعهم عنده واكرمهم. لقب قبل الاسلام بالعتيق لان امه لم يكن يعيش لها ولد فلما ولدته توجهت للكعبة وقالت: اللهم إن هذا »عتيقك« من الموت فهبه لي.. ولقب بالصديق لانه صدق الرسول "صلي الله عليه وسلم". بعد رحلة الاسراء والمعراج . صاحب الرسول "صلي الله عليه وسلم". في هجرته من مكة إلي المدينة ومكث معه ثلاثة أيام في غار »ثور« ونزلت فيه الآية الكريمة »ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا«. وحينما أمر النبي "صلي الله عليه وسلم". بالتصدق تصدق بكل ثروته ولما سأله النبي ما ابقيت لاهلك قال: ابقيت لهم الله ورسوله. عندما مرض النبي "صلي الله عليه وسلم". انابه في ان يؤم المسلمين في الصلاه فكانت اشاره لان يكون اول خليفة للمسلمين وبايعه المسلمون بالاجماع بعد وفاة النبي "صلي الله عليه وسلم".التي كانت صدمة عنيفة هزت المسلمين جميعاً ووقف ابو بكر ليحسم الامر في هذه اللحظات الفاصلة لينبه المسلمين قائلا: »أيها الناس، من كان يعبد محمداً "صلي الله عليه وسلم". فإن محمداً "صلي الله عليه وسلم". قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وتلا قول الله تعالي في سورة الزمر »انك ميت وإنهم ميتون«. وتتلخص سياسة ابو بكر فيما قاله في خطبة البيعة التي ألقاها في مسجد رسول الله "صلي الله عليه وسلم". حيث قال : »أيها الناس أني قد وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن احسنت فاعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتي أخذ الحق له إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف عندي حتي آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، اطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم«. وصدق وعده في الخطبة عندما أصر علي حرب الممتنعين عن دفع الزكاة رغم معارضة الكثيرين قائلاً لهم »والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه مثبتاً بذلك دعائم الاسلام، ووجه جيش اسامة بن زيد الذي كان الرسول "صلي الله عليه وسلم". قد أعده قبل وفاته لمواجهة الروم، لحرب المرتدين.. وانتصر ثم وجه الجيش للفتوحات ومنع العدوان علي المسلمين فكان له السبق في توطيد العقيدة بين العرب بحربه علي المرتدين، كما شرع السنة الحميدة في تأمين الدولة من اعدائها من خلال البعثات والفتوحات.. وكان له السبق ايضا في جمع القرآن بالترتيب الذي أمر به رسول الله "صلي الله عليه وسلم". وعندما مرض جمع الصحابة ليستشيرهم في خليفته فإختاروا عمر بن الخطاب فعهد لة بالخلافة .. وتوفي الصديق بعد سنتين و3 شهور و 10 أيام عن عمر يناهز 63 عاماً. رضي الله عنه [email protected]