يبدو أن الاتجاه الدولى لتحقيق تنمية اقتصادية لم يتوقف عند حجم تجارة السلع والمنتجات التجارية فقط بل امتد ليشمل المنتجات الثقافية، إذ كشفت الإدارة العامة للجمارك الصينية، أن صادرات التنين الصينى من المنتجات الثقافية زادت بنسبة 16.3 فى المائة العام الماضى، مقارنة بالعام الذى سبقه، لتصل إلى 21.37 مليار دولار أمريكى. وذكر تقرير لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن صادرات الفنون البصرية ساهمت بأكبر نسبة فى الصادرات الثقافية، لتبلغ حصتها 65.4 فى المائة بقيمة 14.21 مليار دولار، بزيادة نسبتها 52.5 فى المائة على أساس سنوى، بحسب الإدارة العامة للجمارك. فى حين بلغت قيمة صادرات الأعمال المطبوعة 2.85 مليار دولار العام الماضى، بزيادة نسبتها 7.1 فى المائة على أساس سنوى، أما صادرات الأدوات الموسيقية قفزت بنسبة 6.6 فى المائة لتصل إلى 1.49 مليار دولار أمريكى. وفيما يتعلق بنمو السوق، شهدت الصادرات الثقافية الصينية إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) وأفريقيا نموا سنويا بلغت نسبته 120 فى المائة لتصل إلى 1.54 مليار دولار و1.36 مليار دولار على التوالى. فى حين قفزت الصادرات إلى أمريكا اللاتينية أيضا بشكل حاد لتبلغ 1.72 مليار دولار أمريكى بنسبة نمو بلغت 72.2 فى المائة على أساس سنوى. ولتقليل تكاليف الشركات الثقافية التى ترغب فى تصدير منتجاتها، قامت إدارات الجمارك بالإسراع من إجراءات التخليص الجمركى، كما صادرت هيئات الجمارك 97.18 مليون سلعة انتهكت حقوق الملكية الفكرية فى 2012. وقد أنفقت الحكومة الصينية 15.52 مليار يوان (2.47 مليار دولار أمريكى) على تحسين الخدمات الثقافية للجمهور فى 2012 بارتفاع 19.81 بالمائة عن السنة السابقة، وفقا لما ذكرته وزارة المالية الصينية. وقالت الوزارة فى بيان لها، إن المركزية المالية الصينية استمرت فى زيادة الإنفاق لدعم بناء نظام الخدمات الثقافية العامة والذى يغطى كل من المناطق الحضرية والريفية . وصرحت الوزارة بأن الأموال المخصصة للخدمات الثقافية خلال الفترة 2003-2012 بلغت 58.01 مليار يوان ممثلا نموا سنويا يقدر ب 82.2 بالمائة. وخصصت الوزارة أيضا مبالغ مالية لفتح تسهيلات ثقافية للجمهور مجانا، وتحسين الخدمات فى المعاهد الثقافية مثل المكتبات والمتاحف وإنشاء مكتبات رقمية. ومن جانبه، قال الخبير البريطانى فيليب دود، الذى عمل مديرا لمعهد الفنون المعاصرة قبل أن يؤسس شركة استشارية مهتمة بالشأن الصينى، إن الصين تفتح وتبنى الآن المزيد من المتاحف العامة والخاصة أكثر من أى وقت مضى. وأضاف الخبير، الذى يركز الآن على تطوير المشروعات الثقافية والتعليمية والتجارية بين بريطانيا والصين، أن « عصر المتاحف» يعتبر صورة مصغرة لمجموعة أوسع من الأحداث الثقافية والابتكارية التى تجرى فى الصين، مشيرا إلى أن الطلب فى الصين زاد على العاملين الثقافيين مع توسع مؤشر الثراء فى البلاد. وقال إن الصين وصلت إلى مرحلة الاقتصاد الثقافى مع عدد وافر من المؤشرات على صناعة إبداعية مزدهرة. مشيرا إلى أن لديها الآن 400 مدرسة تصميم. وزادت دور السينما بنسبة 30 بالمائة فى الأعوام الثلاثة الماضية بحوالى 11 ألف دار سينما. وافتتحت العلامة التجارية الصينية ( بوسيدنج) مركزا تجاريا فى شارع ساوث مولتون فى لندن يضم عددا كبيرا من محلات الأزياء والمجوهرات.